عماد الروح المقاتلة ترفع راية التحرّر والنصر
غالب قنديل
القائد الشهيد عماد مغنية روح التحرّر والمقاومة في الشرق العربي، هو شعلة تحرّر وإرادة تتحدّى المستحيل، وكلّما عصفت ببلادنا التحديات والكوارث نستلهم تلك الروح في خوض التحدّي واقتحام المستحيلات .
روح العماد تتجلى بيننا عقولا وسواعد فتية تبدع في اقتحام المستحيلات، وفي الابتكار والإبداع والتمكّن من جديد العلوم والتقنيات والمعارف الأحدث في العصر، ليس فحسب في مجالات الحروب والأسلحة الأحدث التي كان العماد يتقصّى أخبارها ومصادرها، ويسعى إلى الحصول عليها. فاليوم بتنا في زمن سلاح الجوّ المقاوم الذي يحتفظ بمفاجآت كثيرة ولا حدّ لها لمعارك كبرى قادمة ومعها مفاجآت نجهلها.
بعقل القائد نصرالله وحكمته وابتكاره تحركت روح العماد، فحملت أفكارا ومبادرات كثيرة في الزمن الصعب، فهي تنشر الأمان وتبدّد القلق الذي دام عقودا، وانهار وتلاشى بعد نهوض سور الحماية الصاروخية الرادعة. وقد دخلنا مرحلة المسيّرات فلا تستغربّن غدا ظهور قمر صناعي لحزب الله. فالمقاومة وقائدها لا يعرفان المستحيل، وجيش المهندسين والخبراء متحفّز لتعلّم المزيد في رحاب الشقيق الإيراني وبرعايته المادية والمعنوية التي لا حدّ لها في معين تمكّنه التكنولوجي المشعّ.
قوة لبنانية أصيلة تحمل للبنان فيض القوة وحصاد الهيبة خيرا وهباتٍ لا تحدّ، وتقدم بابتكاراتُها المخارج من الأزمات برفق، فلا يتوخّى الحزب المقتدِر انقلابا قسريا يفرض جراحة داخلية يستسيغها كثيرون لأسبابهم ودوافعهم الذاتية الضيقة ومصالحهم الصغيرة البائسة.
لو قيض القليل من قوة هذا الحزب ورصيده لأي جهة غيره لَجُنّ جنونها، وأقحمت البلد في مغامرات تجلب الخراب والدمار. وقد سبق فضل المغامرين موتا ودمارا في فصول سبقت من سيرة بلدنا القلق على فالق صراع مفتوح وقلق استراتيجي بلا حدود.
إنها الروح التي تبني وتحصّن وتزحزح المستحيل لتشق طريق الخلاص والنهوض، وهي الروح المتّصلة بفلسطين تطوف البلدان وتقاتل في سورية والعراق واليمن، لكن موئلها وجذورها في جبل عامل الذي أنبت ذلك البطل الشرقي والقائد العظيم ابن بلدة طير دبا العاملية الجنوبية.
روح العماد اجترحت بطولات وملاحم عظيمة خالدة على مدى البلدان وعبر الحدود، وظلّت جنوبية عاملية لبنانية أصيلة، وبَصمَتُها انتصارٍات وراياتِ عزّ ومشيئة تحرر وإخاء عروبي شرقي عابر للحدود والبلدان.
توطّدت وتعاظمت حتى باتت قوة هادرة مهابة عظيمة التأثير والفعل، هي الروح التي توطّدت بها شراكة المصير المشرقية والأخوة العربية الإيرانية. وقد باتت محورا عظيم القوة يرهب الأعداء، رفدته المفاجأة السعيدة من اليمن. ولو كان عماد بيننا لكانت فرحته هائلة برفاق السلاح أبطال اليمن الشجعان الذين قلبوا المعادلة وصاغوا بشارة تاريخية للأحرار بين المحيط والخليج.