من الصحافة الاميركية
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا، أشارت فيه إلى إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يراهن بشكل متزايد على إرثه في عكس التحول المؤيد للغرب في أوكرانيا. حتى لو لم يأمر بغزو هذا الشتاء، فإنه سيواصل الضغط، مدعوما بالتهديد بالقوة، طالما أن الأمر سيستمر في طريقه مهما طال الوقت لتحقيق مراده.
وأضافت الصحيفة في تقرير أن قادة أوكرانيا رفضوا حتى الآن التنازل بخصوص شروط بوتين، ويرى الغرب أن طلب الكرملين بمجال نفوذ روسي في أوروبا الشرقية أمر غير مقبول. وهذا يترك السيناريو الأفضل على أنه عمل دبلوماسي طويل وخطير نحو تسوية صعبة، وهي عملية يمكن أن تستهلك موارد الغرب واهتمامه لأشهر عديدة.
وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي كان يتنقل من موسكو إلى كييف إلى برلين يومي الإثنين والثلاثاء، الأيام المقبلة بأنها حاسمة في محاولة الغرب تجنب الحرب. أصر المستشار الألماني أولاف شولتز، في بعض أقوى تصريحاته حتى الآن، على أن روسيا ستعاني من “عواقب بعيدة المدى” إذا هاجمت أوكرانيا.
ورد بوتين بتعهده بإبقاء “الحوار” مستمرا. إنها رسالة تشير إلى أنه سيكون متعمدا في استخدام أدوات النفوذ والإكراه للتعامل مع التظلمات الروسية طويلة الأمد التي يبدو أن الكرملين مصمم مجددا على معالجتها.
رأت مجلة “فورين بوليسي” أن إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، نجاح العملية العسكرية التي أسفرت عن مقتل زعيم تنظيم الدولة في إدلب السورية، أظهر أن القوات الأمريكية يمكن أن “تجتث” التهديدات الإرهابية في أي مكان في العالم.
وقال أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، فواز جرجس، في مقال، إن بايدن تجنب بشكل واضح القول إن موت القرشي سيشكل ضربة استراتيجية للتنظيم، مشيرا إلى أن هذا الإغفال جدير بالملاحظة ويمثل فهم إدارة بايدن الواضح للوضع غير المستقر للصراع ضد تنظيم الدولة.
واعتبر أن موت “القرشي” يمثل نكسة كبيرة للتنظيم، ويجعله يواجه تحدي إيجاد بديل يحافظ على استمرارية فكر مؤسسي الحركة، خاصة أن معظم أفراد الجيل المؤسس “قد قتلوا”، ما يثير مشاكل خطيرة حول القيادة المستقبلية للحركة وتوجهاتها.
وأشار إلى أن موت “القرشي” لن يعرقل بشكل جذري عمليات الجماعة الكثيرة، والتي تمتد عبر العديد من المسارح في جميع أنحاء العالم، إذ تحول تنظيم الدولة من خلافة مركزية إلى تمرد لامركزي ريفي إلى حد كبير، يتمتع بقدر متزايد من المرونة والحيوية.