من الصحافة البريطانية
جالت الصحف البريطانية على التايمز التي نشرت مقال رأي لروجر بويس حول إمكانية قيام روسيا بغزو أوكرانيا.
وقال بويس إنه بعد الجهود الدبلوماسية خلال الفترة الأخيرة كان “من الواضح بما فيه الكفاية يوم الاثنين أن زعيم الكرملين يوشك على التسامح مع الخطاب الدبلوماسي مع الغرب لأنه يعتقد أن هناك فرصة للحصول على ما يريد – حكومة أوكرانية تفعل ما يقول؛ أوكرانيا (وبيلاروسيا) خارج المدار الغربي بقوة – من دون الاضطرار إلى إراقة الدماء الروسية”.
وأضاف “يجب جعل بوتين يفهم أن غزو أوكرانيا سيكون عملا من أفعال إيذاء الذات الأساسي لروسيا، ونهاية حلمها بأن تكون قوة عظمى مع امتداد عالمي”.
وأوضح بويس أن “التحليل الروسي للطموحات المبكرة لإدارة بايدن كانت أن الرئيس (الأمريكي) الجديد سوف يتخلص من بعض أعباء أمريكا من أجل التركيز على تحويل التنافس الجيوسياسي مع الصين إلى نوع من الإدارة المشتركة للكوكب”.
ورأى أن “الخروج الأخرق من أفغانستان في أغسطس/ آب الماضي أوحى للروس بأن أمريكا يمكن أن تتوصل في النهاية إلى تفاهم مع بكين”.
وأضاف أن “المحللين السياسيين لبوتين كانوا يعرفون ما قد يستتبعه ذلك: تهميش موسكو”.
وقال “لذلك سرّع الكرملين جهوده لتوثيق محور أقوى مع بكين، وذلك لتقليل مناطق المنافسة الصينية الروسية في آسيا الوسطى، لضمان ألا يصبح القطب الشمالي نقطة اشتعال مستقبلية بينهما، بهدف الاتفاق على ضرورة وضع حدود على الناتو في أوروبا والقوة الأمريكية في المحيط الهادئ”.
وأشار بويس إلى أن “بعض المحللين الغربيين قرأوا هذا على أنه نذير آخر لهجوم عسكري روسي وشيك في أوكرانيا. ويمكن للصين أن تراقب عودة بوتين إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتساعده في الالتفاف حول جدار ضخم من العقوبات الغربية إذا بدأت الدبابات الروسية في الانهيار”.
وقال “اتفقت الصين وروسيا الآن على عدم الوقوف في طريق بعضهما البعض بينما يستغلان الفراغ الذي ينفتح مع انسحاب أمريكا. وعلى عكس مبادرة الحزام والطريق الصينية المترامية الأطراف، فإن عمليات القوة العظمى الروسية تدور حول تحديد واستغلال نقاط الضغط الغربية أكثر من إعادة كتابة قواعد التجارة العالمية”.
ولفت الكاتب إلى أنه في بعض المناطق “اعتادت روسيا على محاكاة الاتحاد السوفيتي، والترابط مع الدول الثورية والمعادية لأمريكا: كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا”.
وأشار في هذا السياق إلى زيارة “الرئيس الأرجنتيني فرنانديز موسكو مؤخرا حيث أشاد بروسيا كقوة موازنة للولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي”.
وفي البرازيل، رأى الكاتب أن روسيا “تعلق آمالها على فوز المرشح اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وهو أحد معارف بوتين القدامى، في الانتخابات المقبلة. حسابات الكرملين هي أن شبه القارة ذات الميول اليسارية هي نقطة انطلاق طبيعية للتخريب ضد الولايات المتحدة”.
أما في مالي، فقال بويس إنه “عندما طرد المجلس العسكري السفير الفرنسي مؤخرا، كانت الشوارع مزينة بالأعلام الروسية بالإضافة إلى علم مالي. وينشط مرتزقة مجموعة فاغنر هناك كما فعلوا في النيجر والسودان وجمهورية إفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو”.
وأضاف “تحظى الدول الواقعة على طريق الهجرة إلى أوروبا بأهمية خاصة بالنسبة لروسيا”.
وأشار الكاتب إلى أن “روسيا كانت بالطبع هي التي أبقت بشار الأسد في السلطة في سوريا. كما كانت لاعبا في ليبيا”.
وأوضح مقال التايمز أن “بوتين يرى في هذا النطاق من النشاط على أنه ترسيخ لمؤهلات روسيا كقوة لا يستهان بها. يمكن أن تتحرك بسرعة في أزمة وتغرس علمها وتشتري الولاء”.
واعتبر أن روسيا “ليست قوة عظمى بقدر ما هي مصدر اضطراب كبير”.
وأشار إلى ما يهدد بوتين في حال شن عملية مهمة في أوكرانيا “ليست العقوبات فحسب، بل خسارة مبيعات الغاز (المبيعات إلى الصين لن تعوض بالكامل عن خسارة نورد ستريم 2)، واحتمال نبذها مع شن حرب أوروبية (أوكرانيا على حدود أربع دول في الاتحاد الأوروبي: بولندا ، المجر ، سلوفاكيا ورومانيا)، بالإضافة إلى إبقاء جيش كبير خارج الثكنات لأشهر متتالية وسفك الدماء”.