تراجع أميركي أمام ايران لاحتواء تطور الحلف الشرقي
غالب قنديل
تشير الوقائع والتصريحات المتداولة مؤخرا إلى أننا على أبواب حدث كبير ونوعي يتمثل بإعلان اسقاط معظم العقوبات والقيود الاقتصادية والمالية التي فرضت على ايران بذريعة برنامجها النووي الذي أكدت سلميته المحصنة بفتوى دينية صادرة عن المرشد السيد الخامنئي وبعهود سياسية وقانونية صادرة عن الدولة الإيرانية وسائر مؤسساتها الدستورية والسياسية العليا.
الإعفاءات الأميركية من العقوبات تمثل استعدادا لمرحلة جديدة اقتصاديا وسياسيا وتكشف طموحا من واشنطن لحجز مقعد على منصة شركاء إيران الكبار حيث يطغى في ركب التنافس حضور أوروبي لافت فرنسي وألماني وبريطاني سواء بنتيجة شراكات تجارية تقليدية قبل الثورة وبعدها أم بفعل أفضلية مكتسبة في حصيلة التمايزات السياسية التي تلقفتها طهران بذكاء وعملت على تغذيتها بالتناعم مع شركاء الشرق ولاسيما روسيا والصين.
المسارعة الأميركية الأخيرة إلى اقرار الاعفاءات هي أقرب إلى استلحاق ركب المنافسة الضارية التي باتت محسومة لمصلحة روسيا والصين من سنوات بينما تدير طهران بذكاء وبدقة دفة الشراكات والمفاوضات والاتصالات للحصول على أفضل الشروط واختيار المزايا القابلة للتوظيف والتوطين في مشاريعها المتقدمة للبناء الصناعي واكتساب التكنولوجيا الأحدث عالميا.
الشوط الذي اجتازته ايران يضعها في مصاف الدول الصناعية المتقدمة في مجالات عديدة لاسيما بعدما وسعت من دوائر استخراج ومعالجة ما لديها من المعادن لتطوير الصناعات الصاعدة في مجالات متعددة سواء في انتاج السلع العادية التقليدية ام على مستوى المنتجات المتقدمة تقنيا والمركبة وهي تجتاز أشواطا متقدمة للغاية في نهضة اقتصادية وحضارية ثورية واعدة.
التسابق إلى طهران بات يحكم العالم كله بجميع دوله المتقدمة والنامية بينما يحرص الغرب الاستعماري من خلال أبواقه وعملائه على تغذية وادامة جدران افتراضية مانعة لوثبة في العلاقات اللبنانية الإيرانية لحرمان لبنان من أفضلية الانتساب إلى محور المقاومة ومن ميزة أنه بلد حزب الله الذي يحظى برصيد معنوي وبعطف خاص وواسع في صفوف الشعب والمسؤولين وجميع المؤسسات الإيرانية.
توضح المعلومات الصحافية وتصريحات المسؤولين الأميركيين لهفة في استعجال انتهاء المباحثات التي باتت في خواتيمها كما يؤكدون وبكل وضوح يظهرون تفاؤلا وترحيبا بالحصيلة المحققة .
ان انعتاق القوة الاقتصادية الإيرانية بات وشيكا جدا وهذا خبر سعيد لشعب ايران العظيم ودولته الشقيقة كما هو كذلك في رصيد جميع الشركاء في محور المقاومة والحلفاء الذين نصروا إيران وأنجدوها في مراحل عصيبة اجتازتها بكل تصميم وثبات.