من الصحافة الاسرائيلية
كشفت الصحف الاسرائيلية بعض تفاصيل زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ المرتقبة الأسبوع المقبل إلى الإمارات.
وأوضحت “إسرائيل اليوم” في خبرها الرئيس اليوم الذي أعده يوري يلون وآخرون، أنه “لأول مرة رئيس إسرائيلي يزور الإمارات بدعوة من ولي العهد، حيث سيقلع هرتسوغ وعقيلته الأحد القادم إلى أبو ظبي، وسيلتقي هرتسوغ بحاكم الإمارات الفعلي وهو ولي العهد الشيخ محمد بن زايد“.
وذكرت أن “هرتسوغ سيعقد لقاءات رسمية أيضا مع وزير الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات، الشيخ عبد الله بن زايد، مع نائب الرئيس، رئيس الوزراء ووزير الدفاع وحاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ومع ممثلي الجالية اليهودية”.
ونوهت إلى أنه من المخطط له خلال الزيارة المذكورة افتتاح هرتسوغ “يوم إسرائيل” في معرض “إكسبو 2020” الذي يعقد في دبي، مشيرة إلى أن الشيخ ابن زايد أجرى مؤخرا مكالمة تعزية مع هرتسوغ بعد وفاة أمه.
وقال هرتسوغ في تعليقه على الزيارة: “نحن نتشرف بصناعة التاريخ في أول زيارة لرئيس دولة إسرائيل إلى الإمارات”، بحسب زعمه.
وأضاف: “هذه الزيارة المهمة تجرى في فترة ننكب فيها على وضع الأساسات لمستقبل مشترك جديد، أؤمن بأن الشراكة الجديدة ستؤدي لتغيير في الشرق الأوسط وتبعث الإلهام في المنطقة كلها”.
ولفتت الصحيفة إلى أنه سيجري “تنسيق الرسائل والخطوات بين إسرائيل والإمارات بالنسبة لمفاوضات القوى العظمى مع إيران، وسيتم نقل الرسائل بتنسيق متبادل إلى الولايات المتحدة، بهدف التأثير على ما يجري في غرفة المحادثات في فيينا”.
وأوضح مصدر رفيع المستوى في الساحة السياسية لـ”إسرائيل اليوم” أن “العلاقات بين تل أبيب وأبو ظبي تواصل كونها حميمة في كل ما يتعلق بالمواقف التي تعرض أمام واشنطن في مسألة النووي، وخلفية التنسيق الوثيق هي القلق الشديد والمشترك من اتفاق سيء يوقع بين الولايات المتحدة والقوى العظمى وبين إيران في مسألة النووي، حيث يسود لدى الطرفين قلق شديد مما يبدو كضعف تبديه الولايات المتحدة في المنطقة”.
وأشارت إلى أن “إسرائيل تتابع عن كثب هجمات الحوثي ضد الإمارات بتكليف من إيران، وفي الإمارات توجد خيبة أمل جديدة من عدم رد الولايات المتحدة على الهجمات”.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، “كلما ضعفت مكانة الولايات المتحدة في نظر الإمارات، ستتواصل العلاقات بينها وبين إيران في التحسن، وفي أي سيناريو ولي العهد الإماراتي لن يبرد العلاقات مع تل أبيب، ومع ذلك، فإنه كفيل بأن يتقرب أكثر إلى إيران كي يحمي بلاده وبقاء نظامه في وجه هجمات إيران وفروعها”.
وأكدت “إسرائيل اليوم”، أن هناك “قلقا شديدا في إسرائيل من التقارب بين الإمارات وإيران”.
واعتبر مسؤول إسرائيلي كبير في الساحة السياسية، أن “زيارة وفد إماراتي رفيع المستوى إلى طهران لأجل البحث في تعزيز العلاقات بين الدولتين، تطور مقلق جدا، والإمارات في طريقها إلى لعب اللعبة القطرية؛ أي علاقات طيبة لقطر مع الغرب، وفي نفس الوقت علاقاتها الممتازة مع إيران والإخوان”.
مع استمرار المحادثات النووية في فيينا حول المشروع النووي الإيراني، يتواصل الموقف الإسرائيلي الرافض لنجاح هذه المفاوضات، ووضع أولوية مفادها استمرار العقوبات والضغط الدولي على إيران، في ظل وجود تهديد عسكري جاد، وهو سيناريو مفضل على اتفاقية سيتم توقيعها، وستسمح لإيران بالتقدم نحو القنبلة النووية، وهي تحظى بالشرعية الدولية.
من الناحية العملية، تبدو كل الخيارات المطروحة على المحك في المحادثات خطيرة على إسرائيل، لأنه لم يعد ممكنا التوصل إلى اتفاق “جيد”، وفق الرؤية الإسرائيلية، وبات صعبا عرقلة طريق إيران نحو تحقيق قدرتها على امتلاك أسلحتها النووية، وموقف الولايات المتحدة بالعودة للاتفاق النووي السابق دون تغيير، يعتبر خيارا خطيرا على إسرائيل، لأنه سيمهد الطريق لإيران لتحقيق القدرة على إنتاج كمية كبيرة من القنابل الذرية في أقل من عقد من الزمن.
الجنرال يوسي كوبرفاسر الرئيس السابق لشعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية-أمان، ذكر في مقاله على موقع القناة 12، أن “دخول إيران للنادي النووي سيكون دون إشراف فعلي على عملياتها، ودون الحد من جهودها لتطوير صواريخ ستستخدم لحمل قنابل ذرية، مما يمثل إشكالية أمام إسرائيل، لأنه من المستحيل حرمان إيران من المعرفة والخبرة التي اكتسبتها بالفعل فيما يتعلق بتشغيل أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، وتخصيب اليورانيوم إلى مستوى عالٍ يبلغ 60٪، ولإنتاج اليورانيوم المعدني”.
وأضاف أن “العودة للاتفاق النووي السابق سينتهك حرية إسرائيل في العمل لنسف التقدم النووي الإيراني، ورغم أنها توضح أنها لن تلتزم باتفاقية ليست طرفًا فيها، فإن العلاقات مع الولايات المتحدة ستجبرها على كبح أفعالها، مما سيجعل من استمرار العقوبات المفروضة أكثر الخيارات جدية بالنسبة لإسرائيل من الخيار الذي تفضله الولايات المتحدة، لأنه يعتبر خطرًا على إسرائيل والدول العربية من المعسكر البراغماتي في الشرق الأوسط”.