من الصحافة الاميركية
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن عناصر من الجيش الأفغاني الذين دعموا واشنطن خلال عملية الانسحاب من أفغانستان وذهبوا إلى الإمارات لا يزالون ينتظرون منح تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة أن القوات الأفغانية وعائلاتهم الذين ظلوا في أفغانستان حتى اكتمال عملية الإجلاء، وكانوا آخر من غادر البلاد لا يزالون غير قادرين للوصول إلى الولايات المتحدة.
وأضافت أن الآلاف من الجنود الأفغان المدعومين من وكالة الاستخبارات المركزية وعائلاتهم المحتجزين في مخيم للاجئين في الإمارات ينتظرون الموافقة على منحهم تأشيرات الدخول للولايات المتحدة منذ عدة شهور.
وذكرت الصحيفة أن 80 ألف أفغاني تم إجلاؤهم بالطائرات العسكرية ووصلوا الولايات المتحدة بشكل سريع، في حين أن الأفغان الذين نقلوا عبر الطائرات التجارية إلى دول مختلفة مثل الإمارات لا يزالون ينتظرون اكتمال عملية منح التأشيرات منذ شهور.
ومنتصف أغسطس/ آب الماضي، تمكنت حركة “طالبان” من السيطرة على أفغانستان، وذلك بالتزامن مع اكتمال الانسحاب الأمريكي من البلاد نهاية الشهر ذاته.
كشفت صحيفة الواشنطن بوست في مقال لها عن انقسام جيوسياسي عميق، حول تقييم مخاطر الغزو الروسي لأوكرانيا، بين الولايات المتحدة وبريطانيا من جهة، وباقي دول أوروبا وخاصة ألمانيا من جهة أخرى.
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة حذرت، رفقة حليفتها بريطانيا، من اندلاع صراع عسكري على الأراضي الأوروبية، بعد تحشيد روسيا قواتها على حدود أوكرانيا، وتضيف الصحيفة: لكن بعض الدول الأوروبية المحاذية لا تزال متشككة حتى مع وجود الخطر العسكري الروسي.
وأكدت الصحيفة أن ألمانيا “تقاوم” القناعة السائدة في واشنطن ولندن، حيث لم تمد برلين كييف بأسلحة دفاعية حتى الآن، منوهة إلى أن طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني تجنبت المجال الجوي الألماني، متخذة مسارا أطول فوق بحر الشمال والدنمارك، عند تسليم أسلحة مضادة للدبابات إلى أوكرانيا.
وأكدت الخبيرة المختصة في الشؤون الروسية في مؤسسة كوربر في برلين، ليانا فيكس، وجود العديد من الأسباب للانقسام، لكنها لاحظت اختلافا رئيسيا واحدا في وجهات نظر الرئيس الروسي ونواياه، مشيرة إلى أن الكثير من الأوروبيين يعتقدون أن فلاديمير بوتين “مخادع”، بحسب ما نشرته الصحيفة.
وأضافت فيكس أن “التصور في أوروبا ينحصر في تبني روسيا التهديد العسكري للحصول على تنازلات.. بينما، يبدو أن التصور الواقعي هو أن التصعيد العسكري ربما يكون المسار الأكثر احتمالية في المستقبل”.
وذكرت الواشنطن بوست أنه تم تسليط الضوء على الاختلاف الصارخ في وجهات النظر الأوروبية في تصريحات قائد بالبحرية الألمانية، الجمعة الماضية، الذي أجاب عن سؤال لجنة فكرية في نيودلهي حول تصور سعي روسيا السيطرة على البعض من الأراضي الأوكرانية؟
وقال نائب الأدميرال كاي أكيم شونباخ: “لا، هذا هراء”، مضيفا أن “بوتين ربما يضغط علينا لأنه يستطيع فعل ذلك”، مضيفا أنه “يجب على الدول الغربية الرد من خلال منح الزعيم الروسي الاحترام الذي يتوق إليه ويستحقه”، بحسب ما ذكرته الواشنطن بوست.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن مثل هذه الآراء ليست معزولة، فهناك الكثير من المسؤولين والخبراء الذين يعتقدون أن روسيا لا تسعى إلى الصراع المسلح، كما أن حشدها العسكري هو حيلة مصممة لتحصيل تنازلات من الغرب.
وأكدت وجود خلاف حول وجوب تلبية مطالب روسيا، التي تشمل إنهاء توسع حلف الناتو العسكري بشرق أوروبا.
فيما، قال المؤرخ والاستراتيجي العسكري إدوارد لوتواك في تغريدة على تويتر، إن بوتين كان “يخادع” بشأن أوكرانيا لأن غزو البلاد سيشعل حربا “لا تستطيع روسيا خوضها“.
وأضاف: “إن غزو أكبر دولة في أوروبا بأقل من 200 ألف جندي لن ينهي الأزمة بانتصار لروسيا”، مضيفا أنه حتى في حال إرسال أي دولة أوروبية قوات عسكرية، “فإنها سترسل أسلحة”.
وتابعت الصحيفة الأمريكية بأن روسيا في عهد بوتين قد فاجأت الجميع من قبل، عندما شنت حربا على الشيشان في عام 1999، وجورجيا في عام 2008، وتشارك في حرب سوريا منذ عام 2015 وحتى بشكل غير خفي في المناطق الانفصالية في أوكرانيا منذ عام 2014 – ولا تزال تشارك كثيرا في أعمال دولية على مستوى أدنى.
واستطردت الصحيفة بالقول إن غزو واسع النطاق لدولة كبرى، على حدود الاتحاد الأوروبي، قد تكون فكرة مختلفة تماما.
وأوضح المقال أن المسؤولين الروس استغلوا حالة عدم اليقين، متهمين واشنطن وحلفاءها بـ”الهستيريا”، حيث قال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، الأسبوع الماضي، إن روسيا لن تتخذ أي إجراءات عدوانية على الإطلاق.