دماء أهلنا في اليمن عار للمعتدين وشاهد على الجريمة
غالب قنديل
لا نملك أمام مشاهد التوحّش والتغوّل البربري في العدوان على اليمن الصامد العظيم بشعبه وأبطاله الشجعان سوى النقمة والرفض والمطالبة بردع المعتدين ومحاسبتهم على جريمة بشعة متمادية ضد الإنسانية وقيم الأخوة والانتماء العربي.
مجازر متلاحقة بالجملة تحصد آلاف الضحايا من الشيوخ والنساء والرجال والأطفال الذين يقتلهم المعتدون بدم بارد، وسط حالة مشينة من الصمت والتغاضي والتواطؤ الإجرامي الدولي والإقليمي المشين واللا أخلاقي الذي يطبق على العالم وفضاءاته الإعلامية المتعدّدة المفتوحة، التي تضيق أحيانا بكلمة حق في نصرة ضحايا التغوّل الاستعماري الرجعي، وبالكاد تُفتح فيها كوة ضيقة لأصوات المنكوبين والمعذبين من فقراء وضحايا المظالم والمجازر البشعة. ولولا منصات إعلامية تحرّرية لتمّت الجرائم والمذابح بصمت في مناخ تعتيم وتكتّم قبيح. ولكن أبطال اليمن المقاومين كانوا روادا مبدعين في اكتساب الخبرات والمهارات الإعلامية، واستطاعوا سحق العوائق وهدموا الجدران والسدود بكل اقتدار وقوة عبر منصاتهم الإعلامية ومؤسساتهم المتعددة الناجحة، التي تستحق كل الاحترام والتقدير والتضامن بشجاعتها وتمكّنها المهني وفاعليتها.
أثبت اليمنيون الشجعان قدرة وتفوّقا مهنيا وأخلاقيا، يستحقان الاحترام والتقدير على الصعيد الإعلامي، وبرصانة حوّل إعلام أنصار الله شحنات الغضب إلى قوة دافعة لترويج الحقائق والدفاع عن جبهة الحق دون انحدار أو انحراف إلى الشتيمة والابتذال والردح، رغم سيل الافتراءات والأكاذيب والتجنّي، الذي يتلبّس إعلام العدوان ولغة المتورطين في الجريمة البشعة المتمادية ضد بلدهم وشعبهم. وبكلّ تعفّف وبابتعاد عن المهاترة والشتيمة، يقوم الإعلام اليمني المقاوم بنقل الوقائع والحقائق ببلاغة الدم والبطولة، من غير مبالغات تفقد المعاني قيمتها، وتغرق الموقف الدفاعي النبيل والشجاع في لوثة ابتذال رخيص.
المجازر هي فضيحة المجرمين وشاهد على عارهم وخيبتهم وجبنهم، وهي عقب أخيل الذي ينبئنا بحتمية انهزام المعتدي وخيبته الوشيكة. وتلك سنّة تاريخية أكدتها جميع تجارب الشعوب في التاريخ القديم والحديث، ونحن في لبنان نقارن مذابح اليمن بما شهده بلدنا لعقود من مجازر صهيونية.
ما يؤلمنا في اليمن أن اليد المجرمة الملطّخة بدماء الأطفال والنساء والرجال تدّعي انتماءها للعروبة، لكننا ندرك أن الحلف الاستعماري الصهيوني الخبيثن الذي تقوده وتحرّكه الولايات المتحدة الأميركية من خلال عملائها وأدواتها الإجرامية، بل وعبر انخراطها المباشر في هذه الحرب اللئيمة الغادرة، هي المجرم الأول، ولا عذر للجبناء الرعاديد من عرب العمالة والمذلّة المتواطئين والصامتين.