مشكلة الكهرباء وتقنين الحلول
غالب قنديل
البلادة والارتهان للأجنبي متلازمان في النخاع الشوكي للنظام اللبناني اللصوصي القائم الذي بلغ بالبلد حالة انهيار كارثي وخراب شامل، ويواصل “جحوشه” فجورهم في تحقير البدائل الممكنة وسدّ السبل إليها بعراقيل وعقبات افتعلوها أو تواطؤوا مع سيدهم الاستعماري ووكلائه وسماسرته في زرعها وإحداثها.
لا نظن ثمة من يجادل في أولوية حلّ مشكلة الكهرباء سوى المعتوهين المنفصلين عن الواقع. وقد باتت الكهرباء سمة الحياة الطبيعية العادية بمستوياتها وأشكالها كافة وبكلّ درجات الرفاهية المتاحة، حسب مستوى الدخل وطاقة العيش التي يوفرها للعائلات والأفراد.
في أكثر البلدان تخلّفا في العالم المعاصر تنتظّم شبكات الطاقة الكهربائية توليدا وتوزيعا. ولم يعد من بلد في جميع قارات المعمورة خارج هذا النطاق، كما تشير تقارير الأمم المتحدة ومنظماتها الفرعية عن مستويات التنمية الحضرية في العالم الثالث.
من الواضح أن النظام اللبناني بمكوناته وقواه الرئيسية يتعمّد إدارة الظهر لأي خيارات تخرق الهيمنة الغربية، ولا تنال مباركة واشنطن. ولذلك لاقى طابور العمالة فكرة التوجّه شرقا بالتشويه والتخريب. وحين أرغم الغرب على فتح ثغرة لتلافي الحرج، جرى تقييدها استباقا وتقنين مفاعيلها، فجاءت دون أن تفي بالحاجات الملحة.
يعلم الجميع أن رصيد حزب الله المقاوم سبق أن أتاح عروضا إيرانية سخية وبالليرة اللبنانية، لكنّ نظام التبعية والعمالة أدار الظهر، وسدّ السبل بناء على الأوامر الأميركية التي أكدت التصميم على خنق لبنان، وسار الأتباع صاغرين، وانكفات جميع المبادرات المخالفة، وحتى الغاز الروسي المجاز أميركيا خضع لعراقيل وإعاقات متعمّدة في دهاليز النظام التافه البائس.
اليوم يستمر دوران البلد في دوامة معاناة موصوفة، وطرق الحلول مسدودة بفعل عامد، يرفع الكلفة من حساب الحاضر والمستقبل، ولا مبرّر للصمت وعدم المبادرة هجوميا وبسرعة لكسر هذه الحلقة الاستنزافية الخطرة.
طبعا في أجل غير بعيد زمنيا وسياسيا سوف ينهار الحظر الغربي على ايران، وسيجد حزب الله كثيرا من المنافذ الممكنة لإنقاذ البلد واستجلاب السعفة الإيرانية عندها بيسر أكيد، وسوف تنهال المبادرات والعروض عندها، لكنّ الشرفاء سيحفظون قصب السبق للشقيق الإيراني الذي صمّم على تحدي المنع الأميركي وللأشقاء السوريين الذين كانوا إلى جانب لبنان رغم الجراح والندوب الكثيرة والعميقة في الذاكرة والوجدان.