من الصحافة البريطانية
جاءت افتتاحية صحيفة الغارديان بعنوان: “رأي الغارديان في التقدميين الفرنسيين: انقسموا وسقطوا“.
وتقول الصحيفة إنه في أوقات أفضل من الوقت الراهن، كان اليسار الفرنسي يستمد الإلهام من عبارة الجبهة الشعبية القديمة: “الأيام المقبلة التي تغني”.
وتشير إلى أن هذا النوع من التفاؤل أصبح مجرد ذكرى في هذه الأيام. إذ مع بقاء أقل من 100 يوم على بدء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، انقسم التنافس على المناصب بين المرشحين اليساريين، ولا يزال اليمين يسيطر على استطلاعات الرأي.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزيرة العدل الاشتراكية السابقة، كريستيان توبيرا، أصبحت في نهاية الأسبوع، آخر من دخل رسميا إلى حلبة المنافسة.
وتضيف أنها تنضم بذلك إلى عمدة باريس، آن هيدالغو – وهي أيضا اشتراكية- وزعيم اليسار المتشدد المخضرم جان لوك ميلينشون ومرشح الخضر، يانيك جادوت ومجموعة متنوعة من الشخصيات الهامشية الأخرى.
وتؤكد الغارديان أن أي من المرشحين لم ينجح في اختراق حاجز الـ 10 في المئة في استطلاعات الرأي وأنه ليس لدى أي منهم فرصة للوصول إلى الجولة الثانية من التصويت. ومع ذلك، لا يزال الجميع في السباق، “يتنافسون على أخذ الأصوات من بعضهم البعض”.
وتشير الصحيفة إلى أن “حب الذات” لدى كل من المرشحين حرم حوالى 30٪ من الناخبين الذين يعتبرون أنفسهم ينتمون إلى اليسار بالمعنى الكبير للكلمة، من حق أن يكون لصوتهم ثقلا.
وقالت الغارديان إنه في عام 2017، هزم إيمانويل ماكرون الأحزاب اليسارية، وأسس حركة “إلى الأمام” الوسطية ونجح في إعادة الاصطفاف، ليصبح بذلك حصنا رئاسيا ضد تهديد اليمين المتطرف.
واعتبرت الصحيفة أن اليسار الفرنسي لا يستطيع تحمل ترف الاقتتال الداخلي الذي لا نهاية له والحملات التي تؤدي إلى التدمير المتبادل في صناديق الاقتراع، في ظل استمرار هذه التحديات الهيكلية الهائلة.
واختمت الغارديان افتتاحيتها بالقول ان الإذلال “شبه المؤكد” الذي ينتظر اليسار في أبريل/نيسان يجب أن يكون حافزا لإعادة تشغيل كيفية إنتاج السياسة التقدمية في فرنسا.
نشرت صحيفة التايمز تقريرا لمرسلها أنتوني لويد بعنوان: “الحياة على الحدود الأوكرانية: الخنادق والبرد.. هذا هو واقعنا“.
ويشير الكاتب إلى أن طبول الحرب تقرع ببطء على الجبهة الشرقية. ويضيف: “بين أرضية من الفولاذ يغطيها الجليد وسماء تلوح في الأفق، قد يأتي الموت برصاصة قناص أو طائرة مُسيّرة مفخخة”.
ويتابع القول إنه ومع ذلك، فإن البرد والملل هما من الأشياء المألوفة للجنود المحتشدين في المخابئ تحت مئات الأميال من الخنادق، في منطقة تصل فيها درجات حرارة إلى أقل من 13 درجة مئوية خلال الليل.
ويشير الكاتب إلى انه ومع الصراع الذي لا نهاية له، هناك القليل من الجنود الأوكرانيين الذين لديهم ميل للتنبؤ بمصيرهم.
وقال ضابط صف نحيل في الخمسينيات من عمره واسمه الحركي “غراي” للصحيفة: “من العبث أن نتحدث عما قد يأتي أو لا يأتي؛ سواء كانت روسيا ستهاجمنا أم لا؛ من سيكون حليفنا؟ وما إذا كان علينا القتال بمفردنا أم لا ؟”.
ويضيف، وهو جالس داخل مخبأ خارج قرية بيسكي التي مزقتها القذائف، على بعد 10 كيلومترات شمالي غرب دونيتسك: “إنه إهدار للطاقة. نحن هنا. الحرب مستمرة. الخنادق.. البرد.. هذا هو واقعنا”.
ويشير الكاتب إلى أن الوضع الحالي مستمر منذ بروتوكول مينسك الثاني في فبراير/شباط 2015، حيث يفصل أكثر من 500 كيلومتر من خطوط الخنادق القوات الأوكرانية عن الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق البلاد.
ويقول الملازم “زملجاك”، 35 عاما، وهو مثل العديد من الجنود، يفضل أن يكون معروفا باسمه الحربي المستعار، بسبب عيش أفراد عائلته في مناطق يسيطر عليها الانفصاليون: “يستمر الهدوء حتى يقتل قناصا أحد منا فجأة”.
وقُتل ستة وستون جنديا أوكرانيا العام الماضي. وهم جزء من العدد الإجمالي للقتلى البالغ 13 ألفا، والذي يتضمن ايضا عدد جميع المدنيين والمقاتلين الانفصاليين الذين قتلوا منذ بداية الحرب قبل ثماني سنوات.
واعتبر زملجاك في تصريحاته للتايمز أن ما هو أسوأ من الغزو الروسي هو “خيانة شعبنا لنا”. ويصف كيف عثر على جثة أحد أصدقائه الذي امضى في الجيش معه ثلاث سنوات حتى انفصاله عنه بداية الحرب، بين جثث دورية انفصالية قامت وحدته بنصب كمين لها.
ويقول: “لم أصدق ذلك. رجل كنت أعرفه جيدا، لفترة طويلة، لكنه خان بلده بعد ذلك”.
ويضيف: “فقد كل شخص منا شيئا ما في هذه السنوات الثمان من القتال”. ويتابع: “منذ ست سنوات تركتني زوجتي لأنها قالت إنها لا تستطيع الانتظار أكثر من ذلك حتى أعود من الحرب”.
ويقول: “أخذت ابنتي معها. لم أرها منذ ذلك الحين. هذا يستمر إلى الأبد. فقد كل واحد منا شيئا ما: منزل، صديق، أرض، عائلة. نحن نناضل من أجل الحرية ونفخر بذلك، لكننا نعيش في أرض مجمدة، مع خسارات شخصية ومستقبل مجهول”.