من الصحافة الاسرائيلية
المواجهات المتواصلة التي تشهدها القرى الفلسطينية المحتلة في صحراء النقب فرضت نفسها على الأجندة السياسية والأمنية الإسرائيلية، باعتبارها أحداثا صعبة تضع دولة الاحتلال على مفترق طرق، ما دفع أوساطا إسرائيلية نافذة إلى مطالبة القيادة السياسية بأن تقرر ما إذا كانت ستواصل العمل من أجل رؤية ما تسميها “الدولة اليهودية”، أو إنها ستنحي الحلم الكبير جانبًا بحثا عن بضعة أيام من الهدوء.
في الوقت ذاته يعتبر الإسرائيليون أن الهبة التي قام بها الفلسطينيون في القرى الفلسطينية مفاجئة لهم، لأنهم يعتبرون أنفسهم يخوضون كفاحا عنيفا من أجل مواجهة المخططات التهويدية في النقب، والتصدي لمخططات احتلال الأرض بالاستيطان، رغم أن ذلك يشكل تحدياً للأطماع الإسرائيلية التي بقيت تعمل سنوات طويلة في الخفاء خشية اندلاع مثل هذه الهبة الجماهيرية اليوم، رغم أن ذلك يعمل على تقويض الأساس المفاهيمي لاستمرار وجود مصانع الصندوق القومي اليهودي.
الجنرال غيرشون هاكوهين قائد الكلية القيادية السابق في الجيش الإسرائيلي، ذكر في مقال بصحيفة إسرائيل اليوم، أنه “منذ أكثر من عقد من الزمن، بدأ الصندوق القومي اليهودي يهتم بزراعة أشجار لأغراض سياسية تسعى لمنع توطين البدو في النقب، رغم محاولته تغليف عمله هذا بشعارات من بينها أن زراعة الأشجار تعتبر عملا وطنيا، لكن جملة التطورات السياسية التي شهدتها إسرائيل في السنوات الأخيرة نجحت في تحويل مصدر العمل الاستيطاني إلى قضية مثيرة للجدل”.
وأضاف أن “أحد أسباب اندلاع الهبة الفلسطينية في النقب وجود خلاف إسرائيلي داخلي في الأساس حول النظرة المستقبلية للنقب، والتواجد اليهودي فيه، من خلال إدخال منظور ما بعد الصهيونية في الخطاب الإسرائيلي الذي أعاد تشكيل الوعي العام الإسرائيلي في ما يتعلق بما يحدث في المنطقة، بحيث أن ما كان مقبول بالكامل من قبل الحكومة والوكالات اليهودية منذ مائة عام، وأصبح مع مرور الوقت قاطرة الزخم الصهيوني، فقد بات اليوم مسدودًا وبشكل متزايد”.
أجرت وزارة الدفاع الإسرائيلية فجر الثلاثاء تجربة صاروخية جديدة لمنظومة النظام الصاروخي الدفاعي “أرو-3” من أجل التصدي للصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
وزعمت وزارة الجيش أنها أجرت “تجربة مخططا لها مسبقا، للنسخة الجديدة من نظام “أرو” المضاد للصواريخ الباليستية”، منوهة إلى أنه “تم اختبار النسخة الأكثر تطورا من نظام “أرو-3″، بنجاح لأول مرة في شباط/ فبراير 2018 بعد شهور من التأخير والمشكلات الفنية”.
وأوضح موقع “i24” الإسرائيلي أنه “تم تطوير نظام “أرو” في إطار برنامج إسرائيلي-أمريكي مشترك، مصمم لإسقاط الصواريخ الباليستية العابرة للقارات خارج الغلاف الجوي، والقضاء على المقذوفات ورؤوسها الحربية النووية أو البيولوجية أو الكيميائية أو التقليدية القريبة من مواقع إطلاقها”.
وأشار إلى أن “نظام “أرو” هو أحد أقوى الأسلحة المضادة للصواريخ الباليستية في العالم، وهو قيد التطوير منذ عام 2008″.
ونوه الموقع إلى أنه “منذ أن تم استكماله بتقنيات دفاع صاروخي أخرى مصممة لحماية إسرائيل من الهجمات القصيرة والمتوسطة والطويلة المدى، فإن نظام “أرو-3” هو السلاح الأكثر رعبا في شبكة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية”، وفق قوله.
وفي ذات السياق أوضحت صحيفة “معاريف” في تقرير أعده تل ليف-رام، أن “منظومة “أرو-3″ صمتت لاعتراض الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي، والتجربة أجريت من حقل تجريبي في وسط البلاد”.
وأفادت بأن “مصفوفة الرادار التشغيلية لنظام “أرو” اكتشفت الهدف وأرسلت بياناته إلى مركز إدارة الرماية، الذي حلل البيانات ووضع خطة اعتراض كاملة، وعند الانتهاء، تم إطلاق صاروخين اعتراضيين من طراز “أرو-3″ على الهدف، وأكملت المهمة بنجاح”.
بدوره رحب وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس بـ”التجربة الناجحة وغير المسبوقة التي تشير إلى التفوق التكنولوجي لإسرائيل، بقيادة المؤسسة الأمنية والصناعات الدفاعية”.
وأضاف: “خطوة بخطوة بالتطوير والتنمية نحافظ على قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها ضد التهديدات، فالتطوير في الفضاء وتمكين إسرائيل من حرية العمل الهجومي، كي يسمح لها بهجوم دفاعي أكثر فاعلية”.