عون لأهالي موقوفي انفجار المرفأ: لا يجوز أن تظلم العدالة أبرياء
اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه يشعر مع معاناة أهالي الموقوفين والشهداء في قضية انفجار مرفأ بيروت، وانه يعمل كل ما في وسعه، وفق الصلاحيات والقوانين من اجل احقاق الحق ورفع الظلم عن الأبرياء. وقال “ان الوضع صعب فقد تم تعطيل القضاء ومجلس الوزراء وهو امر يحمل انعكاسات خطيرة على البلد، ونعمل على معالجته لأننا ندرك مدى تأثيراته السلبية”، وسأل: هل يستمر التوقيف بعد مرور سنة وستة اشهر، اذا كان الموظف قد قام بما عليه وأعلَم رئيسه المباشر بالمعطيات التي لديه؟” معتبراً انه لا يجوز ان يتم إيقاف الموظف وتحميله المسؤولية بعد ان يكون قد قام بواجبه وابلغ رئيسه.
وشدد على انه سوف يتابع الموضوع كي تعرف الحقيقة ناصعة، وتتحدد المسؤوليات من دون استنساب او تسييس او تعطيل او استئخار من منطلق ان كل عدالة متأخرة هي عدالة مستنكفة او معطلة.
مواقف الرئيس عون جاءت خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا وفد أهالي الموقوفين في قضية انفجار مرفأ بيروت. والقت السيدة ايليز سيف فارس كلمة جاء فيها: “فخامة الرئيس، جئناكم اليوم نحمل آلامنا واوجاعنا، آلام احبتنا واوجاع ظلم أحكم انيابه فينا فأنهكنا. نحن أهالي الموقوفين ظلماً منذ 4 آب 2020، نقف اليوم امام قصركم، نرفع صوتنا عالياً، علكم تدركون لوعتنا في حين صمّت آذان الكثير ممن لا يريدون الحقيقة. لكننا لم نيأس لعلمنا بأن صاحب الحق سلطان وانه آن الأوان لرفع الظلم عن أهلنا. جئناكم اليوم، لانكم ربّان هذه السفينة الغارقة في الظلمات، فأنتم قادرون على ادراك معاناتنا، كيف لا، اولستم من قلتم انكم “بيّ الكل”؟ لقد تحملنا مع أهلنا في سجون دولتنا الكريمة الظلم، وما اشد وطأته لانه آت من أبناء وطننا. لقد عمل أهلنا الموقوفون ظلماً، على مدى سنوات في خدمة دولتهم، وتحمّلوا مسؤولياتهم على اتمّ وجه، ادركوا المخاطر فسارعوا الى رفع الصوت منذرين ومحذرين، لكنهم خُذلوا وباتوا اليوم اضحية لمجرمين حقيقيين لا يزالون ينعمون بكامل حريتهم بالقرب من أولادهم، في حين حُرم اخوتنا وازواجنا من رؤية أولادهم منذ سنة واربعة اشهر”.
اضافت “فخامة الرئيس، اخوتنا ليسوا بقتلة ولا مهملين، لذا فإننا نطلب منكم الوقوف الى جانبنا لتحقيق العدالة الكاملة بالافراج السريع عنهم من دون قيد او شرط، فنحن لن ننتظر حتى تنتهي الصراعات السياسية وتصفية الحسابات.، اننا نؤمن ببراءة أهلنا، فالحقيقة باتت ساطعة كالشمس، فسارعوا الى انصافنا. فخامة الرئيس، أرواح اخوتنا وازواجنا هي امانة نضعها امامكم، فلا تخذلونا وكونوا عوناً لنا برفع الظلم عنا وعودة الحياة الى عائلاتنا”.
ورد الرئيس عون، فرحب بالحضور معتبراً ان معاناة أعضاء الوفد حقيقية وان مطالبهم محقة، وهو يشعر معهم ويقف الى جانبهم في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشونها. وقال: “انا اتابع مراحل التحقيق منذ اليوم الأول وحتى نهايته، ولا لزوم لاذكّر بهذا الامر كل يوم، ولكن الوضع الحالي صعّب الأمور اكثر فأكثر، فقد تم تعطيل القضاء ومجلس الوزراء وهو امر يحمل انعكاسات خطيرة على البلد، ونعمل على معالجته لأننا ندرك مدى تأثيراته السلبية.”
وأضاف: ” اشعر معكم ومع الموقوفين كما اشعر مع أهالي الشهداء الذين سقطوا، واعمل كل ما في وسعي، وفق الصلاحيات والقوانين، من اجل احقاق الحق ورفع الظلم عن الابرياء، لان الظلم قاس جداً، وقد تذوقته بعد ان تم ابعادي 15 سنة وبقيت محتجزاً من دون القدرة على الخروج من منزلي الا بمواكبة الشرطة. ان الإقامة الجبرية مؤلمة، فكم بالحري اذا كان الموقوف محتجزاً في مساحة جغرافية صغيرة جداً؟ من حقكم الاطلاع على الأسباب التي أدت الى توقيف اهلكم، لانني مثلكم لا اعرف الأسباب، ولكنني اعرف بعضاً منكم وبعض افراد عائلاتكم، واسأل امامكم وامام الرأي العام: هل يستمر التوقيف بعد مرور سنة وستة اشهر، اذا كان الموظف قد قام بما عليه وأعلَم رئيسه المباشر بالمعطيات التي لديه، وعندها يكون على الرئيس المباشر العمل على التنفيذ لانه لا قدرة للموظف على القيام بذلك، وكل ما يمكنه القيام به هو إعلام رئيسه فينتهي دوره، واذا ما اعتمدت التراتبية الوظيفية، فلا يجوز ان يتم إيقافه وتحميله المسؤولية بعد ان يكون قد قام بواجبه وابلغ رئيسه، هذا في المبدأ”
واستقبل الرئيس عون النائب ادي معلوف، وعرض معه الأوضاع العامة والتطورات السياسية الأخيرة والأوضاع الأمنية، فضلاً عن حاجات منطقة المتن. ولفت النائب معلوف الى انه طرح مع رئيس الجمهورية وضع مكب النفايات في الجديدة، وضرورة إيجاد حل سريع له.