من الصحافة الاسرائيلية
مع تزايد حدة التوتر بين إيران واسرائيل بسبب تجدد مفاوضات الاتفاق النووي في فيينا، تتصاعد التهديدات المتبادلة بتنفيذ ضربات هجومية استباقية، لاسيما تلك الصادرة عن تل أبيب، بزعم الحيلولة دون حيازة طهران للقنبلة النووية، وسط مخاوف من نجاحها في كسب مزيد من الوقت مع المجتمع الدولي.
في الوقت ذاته، تبدي المحافل العسكرية الإسرائيلية عدم ثقتها بنجاح أي ضربة عسكرية ضد إيران، لاسيما إن كانت انفرادية وغبر منسقة مع الولايات المتحدة، سواء بسبب عدم توقع رد الفعل الإيراني من جهة، وعدم قدرة الاحتلال على تحشيد دول الخليج العربي بجانبها ضد إيران، خاصة مع تقاربها التدريجي الآخذ في التصاعد مع إيران.
الجنرال يعكوب عميدرور، القائد الأسبق لشعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، ذكر في مقابلة مع صحيفة “معاريف” أن “هناك العديد من الأسباب التي ترجح اقتراب المعركة ضد إيران أكثر من أي وقت مضى، بزعم أنها عدوانية، وغير مسؤولة، والحرب عليها يجب أن تبدأ قبل أن تمتلك السلاح النووي، ما يزيد من فرضيات اندلاع مواجهة عسكرية معها، بالتزامن مع استئناف المحادثات النووية معها اليوم في فيينا”.
وأضاف أن “الإيرانيين يعتقدون أنهم وصلوا إلى وضع يستحيل فيه مهاجمتهم، مع العلم أن مثل هذه الحرب الإسرائيلية الإيرانية، في حال اندلعت، فهي تأتي عندما لا يكون هناك خيار أمام إسرائيل، لأنه عندما يزداد العدو قوة، ويصل إلى نقطة لا يمكن لإسرائيل التعامل معها في المستقبل، أو عندما يحضر لهجوم عليها، فيجب أن نستعد له، مع العلم أن حيازة إيران لأسلحة نووية يعني أنها ستؤثر على منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وستضيف دولا أخرى إلى السباق النووي”.
أما رئيس الموساد الأسبق داني ياتوم فتوقع أن “تؤدي أي عملية عسكرية إسرائيلية ضد إيران إلى اندلاع حرب إقليمية، مع تشديده على أن إيران لن تكتفي بحيازة قنبلة نووية واحدة، رغم أن الواحدة تشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل، ما يجعل التهديد الإيراني الأول الذي تواجهه إسرائيل، لأنها عندما تمتلك إيران هذه القنبلة، فستطلق سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، وفي الوقت ذاته، فإن تزايد تهديدات القادة السياسيين والعسكريين من التهديدات تضر بالردع الإسرائيلي”.
ولا يتردد الإسرائيليون في الاعتراف بقلقهم من دخول دول أخرى شرق أوسطية إلى النادي النووي، لاسيما تركيا، حيث سيكون من الصعب رؤيتها دون أسلحة نووية، وفي هذه الحالة ستجد دولة الاحتلال نفسها تعيش وسط منطقة تسعى دولها للحصول على مظلة نووية، صحيح أن ذلك قد يشجعها للعمل العسكري ضد إيران، لكنها تدرك أكثر من سواها أن هناك جملة من الاعتبارات المتعلقة بكيفية العمل ضدها؛ لأنها حينها ستكون العملية العسكرية أكثر تعقيدا.
أكد معهد بحثي إسرائيلي، أن اسرائيل حاليا في مفترق طرق بالنسبة للتعامل مع المشروع النووي الإيراني، وهو ما يستوجب أن تدير تل أبيب بحذر خطواتها في الساحة الفلسطينية والشمالية.
وأوضح معهد السياسة والاستراتيجية في المركز متعدد المجالات في هرتسيليا، في دراسة أعدها خبراء المعهد برئاسة الجنرال عاموس جلعاد، أن “إسرائيل توجد في مفترق طرق استراتيجي، في ضوء المفاوضات التي تراوح مكانها بين إيران والقوى العظمى، والحاجة إلى وقف التقدم الإيراني في المشروع النووي”.
وأضاف: “في هذا الإطار، التنسيق الاستراتيجي مع الولايات المتحدة يشكل عنصرا حرجا للتأثير على صياغة الاتفاق المستقبلي، فتركيز جهد فاعل على التهديد الإيراني يستوجب من إسرائيل أن تدير بشكل حذر خطواتها في الساحة الفلسطينية والشمالية، وأن تبقي فيهما هدوءا نسبيا كي تمنع المس بالاهتمام في الموضوع النووي”.
ولفت إلى أن جولة المحادثات السابعة التي انتهت في فيينا عقب عودة الفريق الإيراني للتشاور مع طهران، لاقت انتقادا علنيا من الأوروبيين والأمريكيين، الذين شددوا على أن الزمن للوصول إلى صفقة ينفد، في ضوء التقدم الإيراني السريع في البرنامج النووي”.
وأشار المعهد إلى أن “المفاوضات أظهرت تقدما ما بموافقة الطرفين على الأجندة ومسائل البحث في المفاوضات، وكذا الاستعداد الإيراني المبدئي لاستبدال كاميرات الوكالة الدولية في المصنع بمدينة “كراج”، حيث تنتج عناصر لأجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، وكانت طهران قد أزالت الكاميرات من الموقع في حزيران/ يونيو الماضي، بعد عملية تخريب نسبت لإسرائيل”.