من الصحافة الاميركية
ذكرت الصحف الاميركية في تقرير مطول تناولت فيه أسباب الخلافات الأكرانية – الروسية، أن الروس لديهم 6 أسباب تدفعهم لغزو الجار الأوكراني.
وقالت واشنطن بوست في تقريرها إنه منذ مكالمة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الأزمة الأوكرانية بدأ المسؤولون الروس بإلقاء اللوم على الناتو في المواجهة، ورفض التفاوض مع أوكرانيا باعتبارها “دولة دمية في الغرب”.
وأضاف التقرير: “حتى لو استجاب بوتين لتحذيرات بايدن، فإن التوترات الحالية في المنطقة ستبدو إلى حد كبير مثل التوترات المستقبلية، مع بقاء القوات الروسية على طول الحدود الأوكرانية وكل ما يجلبه ذلك، بما في ذلك الخوف المنتظم من الهجمات المحتملة”.
وسلطت الصحيفة الضوء على المخاوف الروسية من انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، ورفضها التام لذلك، مستبعدة انسحاب القوات الروسية المحتشدة بالقرب من الحدود الأوكرانية، لأجل ذلك يمتلك الروس ستة دوافع تبين نظرتهم إلى أوكرانيا، حيث إنها ستكون بمثابة حواجز أمام أي حل.
بحسب الصحيفة فإن تركيز بوتين الرئيس ينصب على إعادة بناء روسيا كدولة استبدادية قوية، وإبراز القوة في الشرق الأوسط وأفريقيا، وفي دول الاتحاد السوفييتي السابق بشكل أساس.
وبما أن أوكرانيا كانت جزءا من الاتحاد السوفييتي السابق، فقد غضب بوتين من “ثورة عام 2014″، التي أطاحت بالحكومة الموالية لروسيا، لصالح حكومة ذات ميول غربية، حيث كانت ردة فعل الروس حينها ضم شبه جزيرة القرم، ودعم الانفصاليين في الشرق، مما أدى لصراع مستمر أودى بحياة نحو 14 ألف شخص.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة “Rating Group Ukraine” في أوكرانيا في تشرين الثاني/ نوفمبر أن 62% من الأوكرانيين يريدون الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وأن 58% يريدون العضوية في الناتو.
ويبدو أن التوجه العام في أوكرانيا، يميل نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والناتو، وهو الأمر الذي يعد “تجاوزا للخط الأحمر” من موسكو، فيرى بوتين أن “مهمته الحاسمة” تتمثل في إعادة أوكرانيا إلى التاج الروسي.
نشرت مجلة “نيويوركر” تقريرا مطولا تحت عنوان “التاريخ السري للفشل الدبلوماسي الأمريكي في أفغانستان” أعده ستيف كول وآدم آينتوس.
وقالا إن الرئيس جوزيف بايدن أعلن في 14 نيسان/ إبريل عن نهاية أطول حرب تخوضها أمريكا في تاريخها قائلا إن القوات الأمريكية الباقية ستخرج في 11 أيلول/ سبتمبر، وتبع إعلان الرئيس سيطرة طالبان على عدد من الضواحي واقتربت من المدن الكبرى. وفي منتصف حزيران/ يونيو بدت أفغانستان، الدولة الهشة التي بناها الحداثيون الأفغان وجنود الناتو وأموال دافع الضريبة الأمريكي بعد هجمات 9/11 وكأنها على سرير الموت. ولكن الرئيس الأفغاني أشرف غني أكد لحكومته أن الدولة ستستمر. ونقلت المجلة عن القائم بأعمال وزير التعليم رانجينا حميدي قولها: “أكد لنا وشجعنا” وذكرنا بأن “أمريكا لم تعد بالبقاء هنا للأبد”.
وفي 23 حزيران/ يونيو ركب غني طائرة “كام إير جيت” نقلته مع مستشاريه من كابول إلى واشنطن للاجتماع بالرئيس بايدن.
وفي الطائرة اجتمع المسؤولون الأفغان للاتفاق على رسالة موحدة، حيث كانوا يعرفون أن الإدارة الأمريكية تنظر إلى حكومتهم بالممزقة، ولهذا قرروا تقديم رسالة للأمريكيين عن وحدتهم على أمل تقديم الدعم لهم في حربهم مع طالبان.
وقال النائب الأول للرئيس أمر الله صالح إنه “التزم بالكلام المعسول” رغم شعوره بـ”الطعنة في الظهر” من بايدن. وعندما اجتمعوا مع الرئيس في المكتب البيضاوي يوم 25 حزيران/ يونيو تحدث الرئيس عن التضحيات التي قدمها الجنود الأمريكيون في العراق وسوريا. وهو ما ثمنه غني الذي أكد أن حكومته ستركز في الستة أشهر بعد الخروج على تحقيق الاستقرار ووصف الوضع في أفغانستان بأنها “لحظة لينكولن” وعبر عن أمله في أن يكون هناك صديق للشعب الأفغاني في البيت الأبيض. ورد بايدن: “لديكم صديق”.
وطالب غني بدعم محدد حول توفير طائرات مروحية واستمرار عمل المتعهدين الأمنيين، لكن ردود بايدن كانت غامضة. وتحدث الرئيسان حول إمكانية عقد محادثات سلام مع طالبان، وعلق بايدن بأن احتمالات اتخاذ طالبان “أي شيء منطقي ليست عالية”.
وأشار الكاتبان إلى أن السيناريو الدبلوماسي الأفغاني اتبع نفس المسار الذي سارت عليه الولايات المتحدة مع شمال فيتنام حيث بدأت في 10 أيار/ مايو 1968 محادثات سلام وكانت غطاء اتخذه ريتشارد نيكسون للانسحاب. وكان يعرف أن الشروط التي يتم التفاوض عليها ستجعل حليفهم في جنوب فيتنام عرضة للخطر.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 1972 سأل نيكسون مستشاره للأمن القومي، هنري كيسنجر عن إمكانية نجاة جنوب فيتنام فأجاب كيسنجر: “أعتقد أن هناك فرصة واحدة من أربعة”. ورد نيكسون: “حسنا، لو كانوا عرضة للانهيار فيجب أن ينهاروا”. وفي كانون الثاني/ يناير 1973 وقعت الولايات المتحدة اتفاقية “إنهاء الحرب وإعادة السلام في فيتنام وسحب كل القوات الأمريكية. وبعد عامين غزا شمال فيتنام وقوات الفيت كونغ الجنوب. وأجلت المروحيات الأمريكيين من على ظهر السفارة الأمريكية في سايغون.
والغريب أن نهاية النظام الأفغاني سارت على نفس الطريق، فبعد سنوات من المحادثات ورفض طالبان التفاوض المباشر مع الحكومة في كابول، عين الرئيس دونالد ترامب الذي كان مصمما على سحب القوات الأمريكية في 2018 زلماي خليل زاد كمبعوث خاص. وكانت التعليمات له: تفاوض على صفقة مع طالبان تسمح بخروج سريع للقوات الأمريكية.
وفي شباط/ فبراير 2020 وقعت الولايات المتحدة اتفاقية “تحقيق السلام في أفغانستان” وتعهدت فيها الولايات المتحدة بسحب قواتها بحلول أيار/ مايو 2021.
وتعهدت طالبان من جانبها بنبذ القاعدة والجماعات الإرهابية، ووعدت بعدم استهداف القوات الأمريكية وقوات الناتو. وفي هذا الوقت أصبحت فيه العلاقات بين واشنطن وكابول، والتي غمرت بلغة الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة مليئة بالخلافات، وزاد الاتفاق مع طالبان من توترها. فقد احتوت الاتفاقية على عدد من البنود السرية والتعهدات المكتوبة واللفظية ولم يعلم بها غني الذي شعر أنه مفصول عن النقاشات.
واحتفظ غني بقنوات سرية مع مسؤولين في واشنطن وأبرزهم السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام الذي كان يعارض الانسحاب. وكان يتحدث معه بشكل دوري، ويقوم غراهام بالاتصال بوزير الخارجية مايك بومبيو، الذي اتهم غني بتعبئة واشنطن ضد إدارة ترامب.
وكان الموقف في وزارة الخارجية وبخاصة الموظفين غير الحزبيين أن غني لم يكن مهتما بالتفاوض مع طالبان، وفضل الوضع الراهن الذي أبقاه في السلطة حسب خليل زاد. وسيظل قرار بايدن الذي ورث الوضع من ترامب سحب القوات المتبقية بشكل مفاجئ وما رافق ذلك من فوضى في مطار كابول جزءا من سجله، رغم مواقفه السابقة التي عارض فيها باراك أوباما الذي قرر زيادة عدد القوات في أفغانستان.
وتشير المجلة إلى أن النقاشات بين واشنطن وكابول والدوحة وقبل سقوط الحكومة الأفغانية تمت سرا. وهي جزء من مئات الصفحات والمقابلات المكثفة والرسائل الإلكترونية والتي تقدم صورة مثيرة للإحباط عن سوء التقدير والغرور والوهم.
وتظهر الوثائق أن أول محاولة للتواصل مع طالبان بدأت عام 2010 وبعد تسعة أعوام من الإطاحة بنظامها. فقد شنت طالبان حركة تمرد على أمل العودة إلى السلطة، لكن ريتشارد هولبروك المبعوث الأمريكي للمنطقة حاول إقناع الحركة بالتوقف عن القتال والعودة إلى السياسة. ورفضت طالبان التفاوض مع الرئيس حامد كرزاي الذي رفض بدوره منح الشرعية لحركة تمرد. وقال للسفير الأمريكي ريان كروكر غاضبا: “لقد خنتني”. وعاد أوباما إلى كرزاي، ولكن المحادثات مع طالبان حول المشاركة في السلطة انتهت بالفشل عام 2013.
وفي عام 2017 عين ترامب الجنرال أتش آر ماكمستر مستشارا للأمن القومي حيث اقترح زيادة الدعم الجوي للأفغان ومساعدة في الاستخبارات وموقفا متشددا من باكستان، حليفة طالبان. وقبل ترامب بالمقترحات وبدا قابلا لفكرة عدم إمكانية تحقيق سلام بين طالبان وحكومة غني. وقال: “لا أحد يعرف إذا كان هذا سيحدث أبدا”، ووعد بالحفاظ على الجنود حتى هزيمة القاعدة وتنظيم الدولة.