شهادات أسرى تكشف تعذيبا تعرضوا له بعد عملية جلبوع
كشفت شهادات أسرى فلسطينيين داخل سجون الاحتلال عن حجم التعذيب الذي تعرضوا له عقب نجاح 6 أسرى في تحرير أنفسهم من سجن “جلبوع” العسكري، وهي العملية التي تسببت بضجة وصدمة كبيرة وكشفت هشاشة الإجراءات الأمنية الإسرائيلية.
وأعلن الاحتلال، فجر الاثنين 6 أيلول/ سبتمبر الجاري، عن نجاح ستة أسرى فلسطينيين، معظمهم من أصحاب الأحكام العالية (مؤبدات)، في تحرير أنفسهم من سجن “جلبوع”، “شديد الحراسة”، ما شكل صدمة كبيرة للمحافل الإسرائيلية كافة، وعاصفة داخلية لم تنته بعد، رغم إعادة اعتقالهم جميعا.
وقالت صحيفة “هآرتس” العبرية في تقرير أعده يهوشع براينر: “الأسرى الفلسطينيون الذين اشتكوا من مهاجمة السجانين بعد عملية الخروج من سجن جلبوع، أكدوا في التحقيقات معهم، أنه تم ضربهم وركلهم ولكمهم، وسكب المياه الساخنة جدا على أحدهم”.
وفي تعبير واضح على نية إدارة سجون الاحتلال “الانتقام” من أسرى سجن “جلبوع” بعد نجاح تحرر 6 منهم عبر نفق أرضي، خاطب سجانون إسرائيليون، أسرى سجن جلبوع الذين نقلوا إلى سجن شطة إثر العملية بقولهم: “اليوم لا يوجد قانون ولا قاض”.
وأكدت “هآرتس” أن التحقيقات التي أجريت مع عدد من السجانين في سجن “شطة”، أكدت أنهم قاموا “بضرب الأسرى الذين تم نقلهم إلى هناك، حيث قام 3 ضباط بضرب الأسرى بالأيدي وبالعصي، وكل هذا تم توثيقه بشكل جزئي بكاميرات الحماية في السجن”.
وفي شهادته خلال التحقيق معه أوضح الأسير الفلسطيني أحمد قنبع، من سكان جنين، والمعتقل حاليا لدى الاحتلال، أنه “تم نقل جميع الأسرى لغرفة فارغة وهم مكبلون، وبقينا بضع ساعات، وكان عدد من الأسرى حفاة”.
وأضاف: “رفع السجانون أيدينا ودفعونا وكبلوا أيدينا بأصفاد حديدية، وبعد خروجي من سيارة النقل، كان بانتظاري ضابط اسمه زاهر، سحبني من الأصفاد وبدأ يضربني بشكل وحشي على رأسي ووجهي وظهري وجوانبي، كما قام بضربي على عيني اليسرى، وبقيت منتفخة لفترة طويلة”، مضيفا: “من كثرة الضرب، لا أتذكر إذا كان الضابط قد استخدم العصا أو يديه فقط”.
وأكد الأسير قنبع أن “ذات الضباط الإسرائيلي السجان، قام بمهاجمة أسرى آخرين وبعدها تمت مهاجمتي مرة أخرى، وقام بضربي أمام السجانين وأعادني إلى القسم”، منوها إلى أنه بقي دون حذاء مدة 4 أيام.
وأكدت المحامية نادية دقة، التي تمثل الأسرى المشتكين أن ما كشفه الأسير قنبع “يدل على سلوك عنيف بشكل خاص وغير مبرر، يتجاوز بشكل كبير القواعد، ويصل لدرجة تعريض حياة الأسير للخطر، وعقاب جماعي وسلوك بلطجي بما تعنيه الكلمة، يقف خلفه السجانون”.