من الصحافة الاسرائيلية
دعا وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت إلى الامتناع عن أيّة إجراءات أحادية الجانب في الضفة الغربية، بما في ذلك الاستيطان.
وقال بلينكن إنّ هذه الإجراءات من شأنها أن تزيد التوتر وأن تقلّص جهود الدفع بحلّ الدولتين عبر المفاوضات، كما دعا بلينكن السلطة الفلسطينيّة إلى الامتناع عن الخطوات الأحادية.
وتطرّق بلينكن وبينيت في محادثتهما إلى مصادقة “بلدية اسرائيل في القدس” على آلاف الوحدات السكنية في مطار قلنديا الدولي، لتوسيع المنطقة الصناعية الإسرائيلية “عطاروت”. وأبلغ بينيت بلينكن أن القرار لم يصل إلى المستوى السياسي بعد.
وذكر مصدر سياسي إسرائيلي أن المحادثة “الطويلة وغير السهلة” تطرّقت في معظمها إلى الملفّ الإيراني، فطالب بينيت خلالها بلينكن بوقف المفاوضات بين الدول العظمى وإيران الجارية في فيينا، وباتخاذ الدول العظمى خطوات متشددة، معتبرا أن إيران تمارس “ابتزازا نوويا” كتكتيك في المفاوضات، بحسب بيان صادر عن مكتب بينيت.
بعد مرور نصف عام على بدء عمل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، ورغم حصولها على صبغة الحكومة اليمينية، لكن أوساطا دينية داخل دولة الاحتلال بدأت تصفها بأنها تخلت عن “يهودية” الدولة، لصالح تيار اليسار والوسط، خاصة في القضايا الدينية والشريعة اليهودية، وهو ما تنادي به الصهيونية الدينية وحاخامات الاحتلال.
لكن الأيام الأخيرة شهدت ظاهرة لافتة، وغير مسبوقة، تمثلت بتوقيع كبار الحاخامات اليهود على دعوة غير عادية ضد الإصلاحات التي تنادي بها حكومة نفتالي بينيت في قضايا الشريعة وحائط البراق، بعد اجتماع سري في منزل أحدهم، تخلله عرض لمقاطع فيديو لأعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي، وشروحات لمشاريع القوانين المخالفة للشريعة اليهودية.
ياكي أدمكار الكاتب الإسرائيلي في موقع ويللا، كشف أن “سبعة عشر من كبار الحاخامات في الصهيونية الدينية وقعوا على رسالة استثنائية دعوا فيها الجمهور الإسرائيلي لأول مرة للخروج والتظاهر ضد الإصلاحات التي تروج لها الحكومة في قضايا الشريعة اليهودية وحائط البراق”.
وأضاف أن “رسالة الحاخامات تضمنت التنديد بسلسلة من القوانين التي تهدد جوهر الدولة، وتغير هويتها اليهودية، مما يتطلب من الجمهور الإسرائيلي أن يتحد، ويحتج على محاولة جعل الدولة لكل مواطنيها”.
رغم أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، صادق خلال الأسابيع الأخيرة على أجزاء كبيرة من الخطّط العملياتيّة لقصف المنشآت النووية الإيرانيّة، إلا أنّ التدريبات على هذه الخطط “لن تبدأ إلا بعد شهرين”، بحسب ما ذكر موقع “واللا” الإسرائيلي.
وتعمل القوات المختلفة للجيش الإسرائيلي على وضع أكثر من خطّة واحدة لقصف المنشآت. وأبرز الجهات التي تضع الخطط هي: سلاح الجو، شعبة الاستخبارات العسكرية (“أمان”) وقسم العمليات.
ووفق الموقع، صادق رئيس كوخافي لقائد سلاح الجو، عميكام نوركين، على الخطّة التدريبية لسلاح الجو والوحدات الأخرى التي ستبدأ التدريب قريبًا ضمن المسار الذي سيتمكن الجيش الإسرائيلي في نهايته من طرح خيار عسكري موثوق لقصف مواقع في إيران أمام المستوى السياسي.
ونقل الموقع عن الأجهزة الأمنية أنّ مسار التدريبات “مرتّب ومهني” وأن التخطيط يسير وفق جدول المواعيد الذي حدّد سلفًا.
ومن المقرّر أن يُجرى تدريب واسع في أيار/مايو المقبل لكافة أذرع الجيش الإسرائيلي للتدرب على سيناريو خرب متعدّدة الجبهات، بما في ذلك تهديدات من “الدائرة الثالثة”، التي تشمل إيران والعراق واليمن. وكان من المقرّر أن يجرى التدريب هذه العام، لكنّه تأجل بسبب العدوان على قطاع غزة.
كما تعتزم إسرائيل شراء كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة، بمبلغ 5 مليارات شيكل، بادعاء الاستعداد لشن هجوم محتمل في إيران، حسبما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
وصادقت اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون التسلح، يوم الأحد الماضي، على شراء 12 مروحية عملاقة لنقل الجنود من طراز CH-53K وصواريخ اعتراضية لمنظومة “القبة الحديدية”، إضافة لكمية كبيرة من هذه الصواريخ، بمبلغ مليار دولار، صادقت الإدارة الأميركية على تمويلها، ولكن الكونغرس لم يقر المصادقة النهائية عليها بعد.
كذلك أبرمت إسرائيل اتفاقا جديدا من أجل شراء قنابل وذخيرة دقيقة و”سرية” لسلاح الجو بكميات كبيرة، ومعظمها من صنع الصناعات الأمنية الإسرائيلية والقسم الآخر من الولايات المتحدة وبتمويل المساعدات الأمنية الأميركية السنوية. وحسب الصحيفة، فإن هذه الصفقات تشملها وثيقة مصنفة بأنها “سرية للغاية” بعنوان “الدائرة الثالثة”، في إشارة إلى إيران.
ويزور وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، الولايات المتحدة، يوم الخميس المقبل، حيث سيعقد سلسلة لقاءات “أمنية – سياسية”، وفي مركزها لقاء مع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن” وفقا لبيان صادر عن مكتب غانتس.
واعتبرت “يديعوت أحرونوت” أن هذه الصفقات تدل على مدى جدية تعامل إسرائيل مع هجوم محتمل في إيران، وذلك إثر تحويل الجيش الإسرائيلي، في السنوات الأخيرة، موارد من الاستعدادات لهجوم كهذا لصالح سلاحي البرية والاستخبارات، “انطلاقا من تقديرات استخباراتية استندت إلى الاتفاق النووي (عام 2015)”.
وتحاول إسرائيل من خلال تسريب وثيقة “سرية للغاية” كهذه إلى الإعلام، التلويح بما تسميه “خيارًا عسكريًا” ضد إيران. ونقلت الصحيفة عن ضباط “كبار جدا” في هيئة الأركان العامة الإسرائيلية قولهم إن “العبرة استخلصت” وإنه حتى لو نجحت الولايات المتحدة بتحقيق اتفاق نووي جيد، فإنه لن يتم التراجع عن الاستعدادات لهجوم عسكري.