من الصحافة الاسرائيلية
كشفت الصحفة الاسرائيلية عن دخول الاتفاق الأمني بين الاحتلال الإسرائيلي والمغرب حيز التنفيذ، من خلال حصول تل أبيب على 22 مليون دولار من المغرب مقابل طائرات مسيرة انتحارية.
وأكدت أن “الصناعات الجوية الإسرائيلية، تلقت هذه السنة 22 مليون دولار في إطار صفقة مع المغرب، وبموجب الصفقة التي تم توقيعها – بحسب منشورات أجنبية – ستبيع إسرائيل “مسيرات انتحارية” من نوع “هاروب” للمغرب“.
وأكد موقع “ديفنس نيوز” نقلا عن مصادر في المغرب، أن “إسرائيل ستبيع المغرب المسيرات، في إطار تطبيع العلاقات بين الطرفين”، وفي موقع “أفريقيا إنتلجنس”، أكد في أيلول/ سبتمبر الماضي، أن “إسرائيل والمغرب تخططان لإقامة صناعة للمسيرات الانتحارية في المغرب معا“.
وأوضحت أن “المسيرة “هاروب” هي طائرة انتحارية بدون طيار طولها 2.5 متر، وطول أجنحتها 3 أمتار، وتستخدم هذه الطائرة كل من إسرائيل والهند وأذربيجان، ولديها القدرة على حمل 20 كغم من المواد المتفجرة، ويمكنها التحليق في السماء مدة سبع ساعات، وأن تطير لمسافة ألف كيلومتر، كما أنه يمكنها أن تحلق فوق الهدف، وأن تغطس وتنفجر فوقه”.
على عكس مزاعم القادة الإسرائيليين السياسيين والعسكريين بأن إسرائيل تتجه إلى الخيار العسكري لمواجهة الطموح النووي الإيراني ونفوذها الإقليمي، في محاولة ضغط إسرائيلية تهدف إلى إفشال المباحثات النووية مع طهران في فيينا، رأى أحد المحللين الإسرائيليين أنه يتوجب على إسرائيل أن تسعى جاهدة للتوصل إلى تفاهم مع الولايات المتحدة لمنحها “مظلة نووية” لمواجهة التهديد الإيراني.
وشدد المحلل الأمني يوسي ميلمان في مدونته في موقع صحيفة هآرتس، على أنه ليس لدى إسرائيل قدرة حقيقية على العمل عسكريًا في مواجهة مشروع إيران النووي؛ مشيرا إلى أن تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، ووزير أمنه بيني غانتس، ورئيس أركانه، أفيف كوخافي، حول استعدادات إسرائيل لهجوم عسكري ضد إيران “تصريحات فارغة وغير ضرورية“.
ورأى ميلمان أن الأطراف المشاركة في محادثات فيينا حول النووي الإيراني، بما في ذلك إيران وروسيا والصين والقوى الأوروبية والولايات المتحدة، تدرك عدم قدرة إسرائيل على العمل عسكريا في مواجهة إيران، معتبرا أنه “على الرغم من أن القائد الذي يخدع العدو ويستخدم الحرب النفسية ضده يعتبر حكيمًا؛ والقائد الذي يخدع الجمهور هو ماكر؛ أما الزعيم الذي يخدع نفسه فإنه يرتكب أمرا خطيرا“.
و”المظلة النووية” التي أشار إليها ميلمان، هي عبارة عن ضمانات تقدم من دول تمتلك قدرات نووية عالية ومتطورة، للدفاع عن دولة حليفة غير نووية. وقال ميلمان إنه “يمكن توسيع هذه المظلة لتشمل حلفاء الولايات المتحدة وإسرائيل – السعودية والإمارات والبحرين، إذا رغبوا في ذلك“.
واعتبر ميلمان أن نشر “المظلة النووية” من قبل الولايات المتحدة، “هو الضمان الأخير للردع في مواجهة برنامج إيران النووي، وفي مواجهة خطر تطويرها سلاحًا نوويًا تستخدمه لتهديد إسرائيل لتنتزع منها تنازلات“.
وأضاف المحلل الإسرائيلي أن “مظلة نووية” أميركية تعني أن “أي تهديد نووي توجهه إيران تجاه إسرائيل، حتى لو كان تلميحًا، سيواجه بتهديد مضاد من قبل الولايات المتحدة باستخدام الأسلحة النووية ضد إيران”، مشيرا إلى أنه “بموجب مثل هذا الاتفاق، تواجه كوريا الجنوبية تهديدات كوريا الشمالية النووية“.
وتابع “لا يتعين على المرء أن يكون جنرالا أو إستراتيجيا” لفهم حقيقة عدم الجاهزية الإسرائيلية للعمل العسكري ضد إيران، لافتا إلى بعد المسافة الجغرافية، على اختلاف المسارات المتوفرة للطائرات الإسرائيلية لتوجيه ضربة إلى طهران (المسار القصير: عبر العراق والأردن، والمسار الطويل: عبر الأجواء السعودية(.
وأكد أنه على الرغم من التقدم النوعي لسلاح الجو الإسرائيلي، إلا أن مهاجمة إيران عبر الطائرات الحربية الإسرائيلية، بما في ذلك تلك المتطورة (F35) “المصممة خصيصًا لمهمة الهجوم هذه”، ستحتاج إلى عملية للتزود بالوقود في الجو، مما سيبطئ العملية ويزيد من خطر كشفها بواسطة إيران.
وأشار ميلمان إلى مسار بديل – عبر الإقلاع من أذربيجان التي لها حدود مشتركة مع إيران، مشككا بالتقارير التي أفادت بأن السلطات في أذربيجان، في معرض تقاربها من إسرائيل، أعدت مطارا يمكن أن تقلع منه الطائرات المقاتلة الإسرائيلية في طريقها إلى إيران، كما شدد على أن “فرص موافقة أذربيجان على أن انطلاق طائرات سلاح الجو الإسرائيلي لمهاجمة إيران من أراضيها، ضئيلة للغاية أو معدومة“.
وتابع “لنفترض أن طائرات القوات الجوية ستكون قادرة على المرور عبر سماء الأردن أو العراق أو السعودية دون أن يتم كشفها، أو أن هذه الدول ستتعاون مسبقا مع إسرائيل. ماذا عن الوجود العسكري الهائل في جميع أنحاء الشرق الأوسط للولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة؟ وخصوصا تركيا المعادية لإسرائيل والتي سلمت إيران في السابق عملاء في الاستخبارات الإسرائيلية“.
واستطرد “باختصار إن فرصة تمكن الطائرات الإسرائيلية من العمل بهدوء، دون أن يتم الكشف عنها، وتحت الرادار حرفيا، تقترب من الصفر”؛ وأضاف أن “نجاحا إسرائيليا في مهمة كهذه مرتبط بحدوث معجزة أو إرسال إسرائيل كل قواتها الجوية المقاتلة في مهمة عملياتية لمرة واحدة”، مشددا على أن ذلك يفقد إسرائيل تقدمها النوعي الجوي “على عكس القدرات الأميركية التي تستطيع تنفيذ هجوم على عدة ضربات، ويمتد على مدار أيام وأسابيع“.
وأوضح ميلمان أنه “في هجوم لمرة واحدة أو ضربة قاضية إسرائيلية – على افتراض أن القوات الجوية الإسرائيلية تمكنت من من خداع الرادارات وأجهزة التعقب الإيرانية، سيتعين على الطائرات الهجومية الوصول وتدمير ليس فقط عشرات المنشآت التي بنتها إيران على مساحات واسعة (بعضها بعيدة عن قدرة إسرائيل على الوصول إليها)، وسيتعين عليهم أيضًا ضرب، قبل أو بالتزامن مع تدمير المنشآت النووية الإيرانية، مواقع القيادة والسيطرة والاتصالات ومراكز أنظمة الدفاع الجوي“.
وشدد ميلمان على أن “هذه مهمة معقدة وشبه مستحيلة وكبيرة على قدرات سلاح الجو الإسرائيلي”، مشيرا إلى أنه قد “تُضرب بعض الطائرات أثناء الطلعات الجوية وقد يُقتل طياروها أو يُعتقلوا قبل تحقيق الأهداف“.
وأضاف ميلمان أنه حتى بتدمير المنشآت، فإن “إيران باتت تملك المعرفة والمخططات؛ الأمر الذي لا يمكن تدميره”، لافتا إلى أن قدرة إيرانية عالية على “إعادة الإعمار والتأهيل”؛ معتبرا أنه “لأمرٌ مؤسفٌ أن تنفق عشرات المليارات من الشواقل في تدريب القوة الجوية على هجوم لن يقع“.
ورأى ميلمان أن “عملية عسكرية إسرائيلية في مواجهة إيران ستقابل بإدانة دولية جارفة وشديدة اللهجة قد تصل إلى درجة فرض عقوبات على إسرائيل. والأسوأ من ذلك، أنها ستعطي إيران الشرعية لإعادة تأهيل برنامجها النووي، وهذه المرة ستسارع إيران لتطوير أسلحة نووية، الأمر الذي امتنعت عنه حتى يومنا هذا“.