ايران النووية : قوة اقتصادية عملاقة على الأبواب
غالب قنديل
أكدت الجمهورية الإسلامية مدعمة بفتوى المرشد الخامنئي تصميمها على الاستعمال السلمي للتكنولوجيا النووية وهي تخوض ملحمة تفاوضية دقيقة وصعبة يبدو من جولاتها المستأنفة حديثا ترجيح التقدم نحو اتفاق يكرس الحقوق السيادية الإيرانية ويسقط العقوبات التي فرضت على اقتصادها قبل سنوات.
تفككت العقوبات وتلاشت مفاعيلها الواقعية بقوة الصمود والمقاومة وهو ما وصفه الإمام الخامنئي بملحمة الصمود إلى جانب ملحمة التفاوض التي يشرف شخصيا على ادارة دفتها وهو من أطلق هذا التوصيف بدقة مبهرة بينما يستمر التقدم في سنوات شديدة القسوة والصعوبة اقتصاديا وسياسيا تلاشت مفاعيلها وتكاد تختفي بفضل الإرادة الاستقلالية الحرة والتضامن السياسي والشعبي الذي خنق الاختراقات واستأصل ادران المنخلعين وبؤر العمالة بحزم ثوري وكذلك نتيجة براعة المفاوضين الإيرانيين الذين أثاروا الإعجاب وأبهروا العالم بدقتهم وصلابتهم وحنكتهم.
خلال جولات تفاوض وتجاذب لم يتعثر تطوير القدرات العلمية والتقنية الإيرانية والجمهورية تواصل تقدمها في سائر المجالات الصناعية والطبية والزراعية التي يتجند في تنميتها جيش جرار من المهندسين والخبراء وسلسة متطورة من مراكز الأبحاث المتقدمة وجميعها تعمل بتناغم وفقا للخطط العليا للجمهورية التي تفاوض بنهج مبدئي وبحنكة عالية في الدفاع عن حقوقها السيادية فلا تفرط أو تتنازل بل تستجمع اوراق القوة بكل حزم ودهاء وفطنة محصنة بحقوقها المشروعة وبقدرة مبهرة على تطويع المعادلات الدولية المتحولة ومردودها السياسي.
ما يظهره مسار التفاوض من تباينات في المواقف الدولية يعكس حقيقة وجود دول مساندة للحق الإيراني تتقدمها الصين وروسيا تدفع في طريق انتزاع الاعتراف الأميركي والغربي بذلك الحق الساطع.
الانتصار الإيراني الكبير لم يعد بعيدا وهو سوف يشع ويسطع في الشرق والعالم الثالث مهما حاول الغرب الاستعماري ان يقلل من اهميته خوفا من عدوى النموذج الذي واكب تعامله مع الثورة الإيرانية منذ انتصارها الباهر وفي صفوف الدبلوماسية الغربية رموز باتت تجاهر علنا بمشروعية الحق الإيراني بامتلاك التكنولوجيا النووية التي يعلمون انها اداة حروب وإبادة تسخرها حكومات الاستعمار الغربية لابتزاز الدول والشعوب المستضعفة وإخضاعها ونهبها والسطو على ثرواتها.
أعمق من التهليل لإنجازات تاريخية واعدة آتية بلا ريب ندعو إلى تفكر عميق في سر الوثبة الإيرانية الحضارية التي تحققت بصلابة الإرادة وبالوعي واليقظة وبالتضامن الشعبي خلف القيادة وخططها الطموحة والريادية والتمثل بالنموذج التحرري الملهم الذي سيحقق لبلداننا اهدافها في الاستقلال والتحرر والتنمية وهي طموحات وتمنيات شعبية وطلائعية ينبغي ترويجها وتأكيدها والعمل لتجسيدها وخوض معركة انتزاعها دون تردد.
ايران النووية المنيعة ليست بعيدة المنال والمآل سيكون محصنا باعتراف دولي صريح بحقوق بديهية حاول الغرب بقيادة الإمبريالية الأميركية ان يحجبها ويخنق إيران التي أثبتت جدارتها بفضل قيادة تحررية صلبة وشعب شجاع حقق بتضامنه صلابة ومناعة في أصعب الظروف وأشدها وخلال سنوات صعبة من الحصار والخنق الاقتصادي الذي تفكك بفضل شركاء الشرق والبناء الوطني الاستقلالي المنيع وقيادة ثورية حازمة مبدعة محنكة وشجاعة في الهجوم والدفاع والصمود.