من الصحافة البريطانية
عرضت الصحف البريطانية تقريرا لمراسل الشؤون الدولية في صحيفة الاندبندنت بورزو دراغاهي، بعنوان “ماذا يعني اللقاء النادر بين أردوغان ومحمد بن زايد بالنسبة للعلاقات التركية الإماراتية؟”.
ويرى الكاتب في مقاله أنه “على الرغم من خلافاتهما، قد تكون أبو ظبي وأنقرة قد قررتا أن التعاون سيكون أكثر فعالية من الصراع”، بعد أن كانتا “على طرفي نقيض في حروب ساخنة شرسة وألقيتا القنابل الإعلامية على بعضهم البعض في حرب باردة استمرت لسنوات”.
وفي أول اجتماع رسمي بين رئيسي الدولتين منذ ما يقرب من عقد من الزمان، “عندما كان البلدان يتعاونان في جهد مدعوم من الغرب لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد”، وصل ولي العهد محمد بن زايد، “الزعيم الفعلي لإمارة أبوظبي، وأقوى شخصية في اتحاد الإمارات السبع التي تشكل الإمارات العربية المتحدة”، إلى أنقرة يوم الأربعاء لعقد اجتماع “هام” مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ويضيف الكاتب “اشتبك الجانبان حول الخلافات الأيديولوجية والطموحات الاستراتيجية. إذ تدعم تركيا جماعة الإخوان المسلمين التي تعارضها الإمارات بشدة. وما زال البلدان متورطين وعلى طرفي نقيض في حرب شرسة بالوكالة للسيطرة على ليبيا”.
ويشير الكاتب إلى توصيف محللين ومطّلعين دبلوماسيين لعدد من العوامل وراء التقارب، فقد “تراجعت الحرب في ليبيا بانتصار مبدئي من قبل حلفاء تركيا، وانتكاسات عسكرية كبيرة لزعيم الحرب خليفة حفتر، الذي حظي بدعم كبير من الإمارات العربية المتحدة”.
ويضيف: “ربما تكون الإمارات قد استنتجت أنه يمكنها الاستفادة من قوتها الاقتصادية لإقناع تركيا بقضايا السياسة الخارجية”.
وينقل الكاتب عن ثيودور كاراسيك، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في شركة غولف ستيت أناليتيكس، وهي شركة استشارية بواشنطن، قوله إن “الفكرة بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة تتعلق بالتأثير والقدرة على التأثير على النتائج .. إنهم يفكرون بطريقة تتجاوز 2023 (موعد الانتخابات الرئاسية التركية) في حساباتهم عندما يتعلق الأمر بتركيا”.
وفي الجانب الاقتصادي، يقول مطّلعون إن “الإمارات تدرس استثمارات تصل إلى 15 مليار دولار في عشرات الشركات التركية، لا سيما في قطاعي الدفاع والفضاء”، وفق الكاتب، وذلك بعد أن سيطرت الإمارات منذ فترة طويلة على أحد أهم بوابات تركيا البحرية، ميناء ياريمكا، في مدينة كوجالي خارج إسطنبول، وقفزت التجارة بين البلدين بنسبة 21% العام الماضي مقارنة بعام 2019”.
ويختم الكاتب بالقول إن تركيا “التي عانت عملتها من انهيار قياسي في الأيام الأخيرة وانخفضت قيمتها بأكثر من 60% هذا العام، حريصة على جذب الاستثمار الأجنبي”.