غدا ينهض اليمن السعيد وينطلق التحول الكبير
غالب قنديل
في أجل لن يكون بعيدا نصر يمني حاسم تظاهرت مقدماته وتبدت مؤشراته وشرع حلف العدوان يتحضر ماديا ومعنويا للأجل المحتوم وكما تكون الرجعية وجوقاتها شرسة في استقوائها فهي انهياريه في هزائمها وتراجعاتها بعد النكسات المفجعة تتوسل التكتم والتحاذق والتبرير علها تخفي الفضيحة بسيل الكلام وبالضجيج العالي حتى لا تستجر الخسارات بالتداعي وخوفا من فعل الدومينو بتهاوي مواقع مستجدة ومن خارج الحساب المفتوح.
اولا يعتلم الرجعيون والعملاء هزائم المغامرة التي زجوا بها إمكاناتهم وقدراتهم وبلوغها خط النهاية بتبدل نبرة السيد الأميركي عندما يبلغ درجة اليأس من مواصلة دعمه للمغامرة العدوانية وهذا ما بات واضحا وجليا في مضمون الكلام الأميركي المنمق والمتحذلق حول اليمن وهو ما يفسر تحركات واتصالات واستدارات تدلل على مراجعة حسابات تجري في دوائر القيادة والتخطيط الأميركية بخصوص اليمن والمنطقة وفيها ما يؤشر إلى تغييرات هامة سياسية في مناخ فشل مغامرة عدوانية خطيرة ومكلفة ومن يعيد المقارنة مع تجارب أخرى سبقت في التاريخ المعاصر القريب والبعيد يستطيع أن يستخلص حقيقة انكسار وانكفاء بين السطور وخلفها في البيانات والتصريحات الأميركية المميزة بالجلافة والعنجهية والاستعلاء.
كل ما حولنا يشير إلى مباشرة تحضير المسرح الإقليمي لهزيمة العدوان على اليمن رغم استعصاء الاعتراف السعودي واستصعابه بفعل العنجهية التي سرعان ما يعالجها السيد الأميركي في مثل هذه الحالات بانقلابات البلاط وقد حصل ذلك سابقا في حروب عديدة خلال العقود الماضية.
ثانيا مع تعمق المأزق وارتفاع مخاطر التداعيات المحتملة لهزيمة وشيكة تدير الإمبراطورية عجلة المبادرات السياسية وأسطوانة السلم والحوار والأمن الإقليمي بل إنها من الممكن ان تضغط على الحكومات المتورطة للتراجع وقد تصل حد قلبها عند اللزوم وفي جميع الحروب الأميركية الكبرى والمعاصرة في جنوب شرق آسيا شهدنا حمى انقلابات البلاطات العميلة على وقع الخيبات والهزائم والتخبط في حلقات انهزام وعجز وفي ذروة الاشتباك مع قوى التحرر الوطني وهذا الأمر يعني أن القياس لى منطقة شبه الجزيرة موضوعيا وتاريخيا أمر ممكن خصوصا وأننا بتنا نشهد في اليمن حركة تحرر فتية مكتملة المواصفات يشتد عودها ويصلب وتثبت جدارتها التاريخية وهي توسع من شبكات امتدادها وتشعبها المجتمعي بحيث يعصى حشرها في خانة ضيقة جهوية أو قبلية ليتسنى القضاء عليها وحذفها وهي باتت ففي مركز الصراع وصدارته تفرض حضورها السياسي والتنظيمي حيث ابتكرت وأبدعت انساقا متعددة من شبكات العمل الشعبي والسياسي بإتقان وابتكار دون تنظير مسبق او تنميط .
ثالثا تجربة انصار الله في اليمن تستحق الدراسة السياسية والتنظيمية المعمقة بكل تفاصيلها لاستخراج الدروس رغم كونها ما تزال في سياق عملية تحريرية جارية ونأمل من الأخوة اليمنيين توثيق تجربتهم التي تميزت بابتعادها عن التنظير الجاهز والتصميم المسبق ولكن كونها بنت بيئة شبه الجزيرة سوف تفيض بدروس يحتاجها الأحرار ليشقوا طرقهم إلى الحرية بما يناسب خصوصيات البيئة والجغرافية الشقيقة فالتاريخ قرين الخصوصية ووليدها يحمل سماتها الوراثية ووسومها وعلاماتها الفارقة.
اليمن مهيأ بمقوماته الطبيعية والبشرية لنهضة اقتصادية عظيمة بعد النصر وسيكون مستقبله الاقتصادي ناميا ومزدهرا والقيادة الثورية التحررية مؤهلة لإدارة عملية بناء جذرية واعدة تنمي الثروة وتطور المقدرات الاقتصادية اليمنية في جميع المجالات واذاك ينكتب عهد جديد من ازدهار اليمن التاريخي يعيد وهجا طمرته عهود النهب والاستعمار وهو ذهب معتق لا يخفيه الغبار أو التراب والوحول.