من الصحافة الاسرائيلية
قال الكاتب الإسرائيلي أريئيل كهانا، إنه من الآن فصاعدا، ستبدأ إدارة بايدن عملها، بحيث ستسمح لنفسها بأن تكون أقل لطفا مع الحكومة الإسرائيلية، لكنها أيضا ستحرص على عدم تمزيق الحبل معها، ووفقًا للطريقة نفسها تمامًا، سيتعين على الجانب الإسرائيلي أن يقيد خطواته بحكمة، حتى لا يدخل في مواجهة مع واشنطن، الأمر الذي قد يعرض وجود الحكومة للخطر أكثر من أي شيء آخر.
وأضاف في مقال بصحيفة إسرائيل اليوم أن “المسألة الأكثر حساسية من الناحية السياسية بين واشنطن والاحتلال هي القضية الفلسطينية، في ضوء رغبة المسؤولين الحكوميين في واشنطن بفتح قنصلية أمريكية في شرقي القدس، مقابل نوايا إسرائيل الموافقة على خطط بناء إضافية في القدس والضفة الغربية، بجانب التحركات المتعلقة بالسلطة الفلسطينية، الأمر الذي يمكن أن تتدهور إلى أزمة سياسية بينهما، ما لم تتم إدارتها بشكل صحيح”.
وتابع الكاتب: “هناك تخوف إسرائيلي من نشوب أزمة مع إدارة بايدن، لاسيما في موضوع القنصلية، ما قد يجعلهما يحرصان على معالجة الموضوع بعيدًا عن الأضواء، مع القلق من وقوع مفاجأة من القيام بواحدة من الخطوات أحادية الجانب، سواء فتح القنصلية من قبل واشنطن، أو الشروع بمشاريع استيطانية من قبل تل أبيب”.
في الوقت ذاته تظهر المسألة الإيرانية بصورة أكثر حساسية، حتى أنها “قد تصل مرحلة الكارثية بين حكومة بينيت وإدارة بايدن، لذلك قد تسعيان للحفاظ على الفجوات خلف الغرف المغلقة، وعلى عكس الخط الذي اتخذه نتنياهو في عام 2015، فإن إسرائيل تتصالح بالفعل مع النهج الأمريكي، وهنا فرق كبير عن ما حدث في عهد أوباما، لأن إسرائيل هذه المرة على اطلاع على التحركات الأمريكية، وقد يكون لها تأثير على المواقف التي ستطرحها الولايات المتحدة في المحادثات مع إيران في فيينا”.
ورأى أن أمريكا وإسرائيل تجريان محادثات حميمة، ما قد يشير إلى علاقات جيدة، بل دافئة، ولعل ما قد يزيدها وثوقا أنه في الأسابيع المقبلة من المتوقع أن يصل وزير الحرب بيني غانتس إلى الولايات المتحدة، للتحدث بشكل أساسي عن إيران، فيما ستصل وزيرة الداخلي آييليت شاكيد، التي ستروج لإعفاء الإسرائيليين من تأشيرات الدخول للولايات المتحدة، ورغم ذلك فإن الأزمة بينهما تظهر أنها حتمية، دون القدرة على التنبؤ بحجمها.
في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة يواصل الجيش الاسرائيلي وقادته من كبار الجنرالات بث جملة من الرسائل العسكرية في مختلف الاتجاهات لعل أهمها الإسراع في إقرار خططه العملياتية المعدّة للتعامل مع إيران والتهديد النووي العسكري، وسط تباين إسرائيلي في تصنيف التهديدات القائمة.
واستمعت لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست لمراجعة إجمالية حول الوضع العسكري في المنطقة، قدمها رئيس هيئة الأركان العامة للجيش أفيف كوخافي، الذي وصل رفقة رئيس قسم الأبحاث عاميت ساعر، وقائد شعبة العمليات يارون فينكلمان، ورئيس قسم التخطيط وشؤون الموظفين أمير دوماني، ورغم أن الملاحظات الافتتاحية لرئيس اللجنة ورئيس الأركان جاءت مفتوحة للتغطية الإعلامية، لكن باقي الاجتماع تم وسط سرية كاملة بعيدا عن الإعلام.
الصحفي الإسرائيلي عيدان يوسي، كشف في تقريره بموقع نيوز ون، عن “بعض ما قدمه كوخافي خلال مداخلته، بالقول إن الجيش يواصل العمل في ست ساحات قتالية في المنطقة، ومنها عبر العمليات السرية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، سعيا نحو إزالة التهديدات من جبهة غزة، والأخرى من الشمال، سواء كان تهديدا إيرانيا أو فلسطينيا”.
وأضاف في التقرير أن “التغيير المتوقع في بنية الجيش يشتمل على عمليات التحديث والمشتريات، حيث يسرّع الجيش من خططه التشغيلية والجاهزية لمواجهة مجموعة متنوعة من التحديات، بما في ذلك تحسين كبير في جميع الخطط التشغيلية للمشتريات والتدريب، العادي أو الاحتياطي”.
وقال التقرير إن التوصيف الذي قدمه كوخافي ضمن جلسة سرية، لا يلغي وجود مخاوف عسكرية تحمل مضامين سلبية، لاسيما على صعيد الوضع الاستراتيجي، خاصة إقامة التحالفات في المنطقة، والرغبة الإسرائيلية بتوفير نظام إقليمي مستقر يضم العديد من الشركاء، خاصة أن الجيش يتعامل مع ست ساحات معادية، جميعها نشطة، رغم أن الأخطر منها هي المنظومة الصاروخية القادمة من إيران، فضلا عن تهديد آخر يتمثل بأن إسرائيل محاطة بمناطق لا يمكن السيطرة عليها.
في الوقت ذاته فإن القلق الإسرائيلي ينبع من أن التوتر الأمني ما زال قائما في الضفة الغربية، رغم حرية العمل الإسرائيلية، والتنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية. أما فيما يتعلق بقطاع غزة، فإن جيش الاحتلال يستعد للمزيد من التوتر الأمني هناك، رغم أن الهدوء النسبي السائد هناك تستغله حماس لزيادة تسلحها، مقابل تعزيز الجيش لمخططاته العسكرية، بحسب التقرير.