من الصحافة الاسرائيلية
رغم المباحثات الجارية في القاهرة بشأن صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال، وعقب إعلان وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد عن خطته الخاصة بقطاع غزة تحت عنوان “الاقتصاد مقابل الهدوء”، بجانب الجهود الإقليمية الجارية لتحسين الأوضاع المعيشية في غزة، لكنها لا زالت جميعها تصطدم بجدار الصد الإسرائيلي.
بالتزامن مع هذه الجهود تخرج أصوات إسرائيلية تبدي إحباطها من قدرة هذه الجهود على كبح جماح حركات المقاومة الفلسطينية، اعتقادا منها بأنها لن تقايض خطها المسلح ضد الاحتلال بتقديم المساعدات الاقتصادية للقطاع، وهو بالمناسبة اعتقاد يحمل كثيرا من الوجاهة، لأن تجارب السنوات الماضية أثبتت فشل أي مخططات إسرائيلية حاولت انتزاع مواقف أو تنازلات سياسية من المقاومة مقابل إمداد القطاع بإعانات اقتصادية معيشية، يستحقها دون مساومة رخيصة.
آخر هذه الأصوات صدرت عن يوسي أحيمائير الكاتب الإسرائيلي في صحيفة معاريف، وذكر أن “حماس لديها خطط عسكرية أخرى، من حيث الهجوم على الجدار الحدودي مع غزة، وإطلاق الصواريخ على سديروت، والبالونات الحارقة الليلية، مما يعني أن إسرائيل ستعمل على إعادة إعمار قطاع غزة تدريجيا مقابل التزام حماس بالحفاظ على الهدوء، على أن يشمل الإعمار شبكة الكهرباء والغاز، وبناء مرافق تحلية المياه، وتحسين النظم الصحية والبنية التحتية السكنية”.
الكاتب انتقد في مقاله ما قال إنها “خطة لابيد بشأن تحسين الظروف الاقتصادية في غزة، باشتراط موافقة حماس على وجود آليات رقابة دولية لإدخال المساعدات، وتشمل خطته إنشاء جزيرة اصطناعية قبالة ساحل غزة، وإمكانية تشغيل ميناء بحري ومطار دولي، ومشروع نقل لربط غزة بالضفة الغربية، وإنشاء مناطق صناعية متاخمة لمعبر إيريز شمال القطاع”.
يفترض أصحاب المواقف الإسرائيلية أن مثل هذه الخطط الهادفة لتحسين الظروف المعيشية في القطاع لن تؤدي لأي هدوء أمني، لأنها تأتي استمرارا لمشروع الانسحاب أحادي الجانب من غزة في 2005، على حساب تدمير المستوطنات، ولكن منذ ذلك الوقت تدير حماس قطاع غزة، وتهدد إسرائيل مرارًا، ولا تتوقف عن استفزازها، وتستنزف المستوطنين، وبالتالي فإن هذه الحركة المسلحة لا يمكن إيقافها، مهما تم تقديمه من منح مالية ومساعدات اقتصادية.
يستعرض الإسرائيليون ما يقولون إنها شواهد على عدم استكانة حماس رغم الوعود بتقديم المزيد من المشاريع الاقتصادية للقطاع، ومنها مهاجمة شباب غزة الدائمة للجدار الحدودي الفاصل بشكل متكرر، وإطلاق نيران الرشاشات على منازل المستوطنين في سديروت، البالونات الحارقة التي تشتعل في حقول المستوطنين، وفي النهاية تعلن حماس عبر مؤتمر علني نيتها بتدمير إسرائيل، واستبدالها بفلسطين من البحر إلى النهر من خلال إعلان “وعد الآخرة”.
الخلاصة التي تقدمها المحافل الإسرائيلية التي تبدي تحفظها على المشاريع المحلية والدولية لرفع الحصار تدريجيا عن غزة، مفادها أن حماس تسعى لتحسين الواقع المعيشي في القطاع من جهة، وفي الوقت ذاته الاستمرار بتسليح نفسها من جهة أخرى، دون ربط بين الأمرين، لأنهما من صلب حقوق الشعوب التي تقع تحت الاحتلال، وفقا للقانون الدولي.
بيّن استطلاع للرأي عرضته القناة 12 الإسرائيلية أن أحزاب الائتلاف الذي تشكلت بموجبه “حكومة التغيير” الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينيت، لن تكون قادرة على الحصول على نفس عدد المقاعد لو أجريت الانتخابات اليوم.
كما يبيّن الاستطلاع أنّ قوّة الليكود برئاسة رئيس الحكومة السابق ورئيس الحزب، بنيامين نتنياهو، تتصاعد، لكنه يبقى غير قادر على تشكيل حكومة، وفيما تتقلص قوة الليكود دون نتنياهو، إلا أن الحزب سيصبح قادرا على العودة إلى السلطة وتشكيل ائتلاف حكومي.
وفي هذه الحالة، تتراجع قوة الائتلاف الحالي من 61 إلى 58 مقعدا، وترتفع قوة معسكر نتنياهو إلى 56، لكنه يبقى غير قادر على تشكيل حكومة.
وأظهر الاستطلاع أن الإطاحة بنتنياهو من زعامة الليكود، وترشح الحزب في قائمة يقودها وزير الصحة السابق، يولي إدلشتاين، الذي كان قد أعلن أنه عازم على منافسة نتنياهو على رئاسة الحزب، سيؤدي إلى إضعاف الليكود وتراجع قوته إلى 20 مقعدا، ليتقاسم الصدارة مع “يش عتيد” الذي يزيد قوته ويحصل كذلك على 20 مقعدا.
وفي هذه الحالة، تتراجع قوة الليكود لصالح “الصهيونية الدينية” و”كاحول لافان” و”يش عتيد”، غير أن الليكود سيكون قادرا على تشكيل حكومة يمينية بدعم 62 عضو كنيست أو حكومة يمين وسط بقوة تصل إلى 70 مقعدا.
وعن تصريحات إدلشتاين بأن نتنياهو لن يكون قادرا على تشكيل حكومة بعد أربع محاولات فاشلة؛ قال 17% من المستطلعة آراؤهم، إنهم يؤيدون هذه الادعاءات، في عارضها 68%.
وفي أوساط ناخبي الليكود، عارض 86% من المستطلعين تصريحات إدلشتاين، وعبروا عن دعمهم لنتنياهو، فيما عبّر 6% من ناخبي الليكود عن دعم مساعي إدلشتاين لمنافسة نتنياهو على رئاسة الليكود.