من الصحافة البريطانية
عرضت الصحف البريطانية تحليلا عن التطورات في تونس كتبه الصحفي سايمون سبيكمان كوردال في الإندبندنت عن “مشاكل عميقة” في تونس رغم الدعم الشعبي القوي للرئيس قيس سعيد.
وقال الكاتب إن آلاف التونسيين خرجوا للتعبير عن “تأييدهم للرئيس ولإيضاح رفضهم المطلق لبرلمان البلاد والفساد الذي شعروا أنه مسيطر عليه”.
واشار إلى أنه بالنسبة للعديد من التونسيين على مدى العقد الماضي، لم تعد تسمية التجربة التونسية على أنها “النجاح الوحيد للربيع العربي” دقيقة، وذلك بسبب الاقتصاد المتدهور وسلسلة لا تنتهي من الأزمات السياسية.
وقال الكاتب إنه “عن حق أو خطأ، أصبح حزب النهضة وهو الحزب الأكثر نجاحا في تونس منذ الثورة مرادفا للحكومة نفسها في أذهان العديد من الناس، وبالتالي، فهو مسؤول عن العديد من إخفاقاتها”.
وقد لعب حزب النهضة أدوارا مهمة في جميع الحكومات التسع تقريبًا في تونس على مدار العقد الماضي.
وتدهورت الظروف المعيشية طوال ذلك الوقت، في جميع أنحاء تونس، وبقيت الهوة بين العاصمة والساحل إلى جانب الفساد المتفشي والبطالة المستشرية في البلاد، قائمة.
وفي شوارع العاصمة على الأقل، يقع اللوم على البرلمان، بحسب ما أكده الكاتب.
وخلال ربيع عام 2021، و”بعد سنوات من الإهمال ونقص التمويل”، أقرت الحكومة بأن خدماتها الصحية قد انهارت خلال وباء كوفيد-19 تحت وطأة معدلات الوفيات المرتفعة بالاضافة إلى حملة تلقيح فاشلة.
وقال يوسف الشريف، رئيس مركز بحثي في تونس، للإندبندنت: “في الوقت الحالي، الناس سعداء، وتراجع التهديد من كوفيد وهم لا يشعرون بأي ألم اقتصادي حتى الآن”.
ويقول الكاتب إن الكثير من أسباب دعم الرئيس لا تكمن في الرجل نفسه، بقدر ما تكمن في الرفض للبرلمان الذي “لم يفعل شيئا جيدا يذكر”.
ويشير الكاتب إلى أنه في كل شتاء، تندلع احتجاجات عنيفة بين الحين والآخر في المناطق النائية المهمشة في تونس، حيث يتحول الإحباط من الظروف المعيشية ونقص فرص العمل إلى احتجاجات.
ويضيف أنه خلال السنوات الماضية، أصبحت المسؤولية عن سبب المواجهة ورد فعل الشرطة العنيف على عاتق الحكومة.
وبالنسبة إلى التوقعات بشأن المسار الحالي في تونس، فيعتقد الكاتب أن هذا الأمر غير معروف، إذ لم يشر الرئيس سعيد إلى أي خطة شاملة لمعالجة المشاكل الاقتصادية والبطالة والفساد المستشري.
ويضيف أنه قبل أسبوع، كلف زميلته الأكاديمية نجلاء بودن رمضان بتشكيل الحكومة. لكن لم يتم إعطاء جدول زمني لتحقيق ذلك.
وقال شريف للصحيفة: “لا أعتقد أننا سنشهد انتخابات جديدة في أي وقت قريب”. وأضاف: “نحن نعلم أنه لا يحب الانتخابات بشكل خاص، أو نوع السياسي الذي تنتجه. سيفضل أن يستمر كما هو، يحكم مباشرة من قرطاج”.
وختم الكاتب مقاله قائلا إنه في الوقت الحالي، تجري الرياح في صالحه. ويضيف: “مع ذلك، يجب على الرئيس سعيد أن يمضي بحذر”.