من الصحافة الاسرائيلية
قال خبير عسكري إسرائيلي إن “مراجعة سريعة لجيل قادة الألوية في الجيش الإسرائيلي المنتشرين في الضفة الغربية، تكشف أن معظمهم كانوا ضباطا خلال الانتفاضة الثانية، ممن عرفوا عن قرب تفاصيل البنية التحتية الضخمة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، التي نشأت في طول الضفة الغربية وعرضها، خلال عمليات الاعتقال، ونشر الحواجز، بعد كل هجوم“.
وأضاف أمير بار شالوم في مقال على موقع زمن إسرائيل أن “قبضة جهاز الأمن العام- الشاباك على الضفة الغربية، ساهم منذ عقدين في كشف كل البدايات العسكرية لحماس، وتفادي وقوع هجمات ضخمة داخل إسرائيل، بما يذكرنا بأيام التفجيرات الانتحارية في قلب المدن خلال الانتفاضة الثانية، وتبقى القناعة السائدة في المنظومة الأمنية الإسرائيلية أن أيام “الراحة” النسبية في الضفة الغربية قد ولت، على الأقل في المستقبل المنظور”.
وأشار إلى أنه “من الواضح لإسرائيل أنه لم يتم الكشف عن كل هذه البنية التحتية العسكرية لحماس، لذا فإن الإشارة إليها تكون في صورة جمر هامس مبعثر على مساحة كبيرة نسبيًا، مقارنة بما شوهد في الماضي، وبدأ المعتقلون الفلسطينيون يكشفون في التحقيق معهم عن اتصالات مع عناصر لا تتناسب مع نمط التجنيد الروتيني، وعادةً ما تستند البنية التحتية التنظيمية المحلية على العلاقات الوثيقة: الأسرة، العشيرة، صداقات، مكان إقامة وعمل، التعارف المبكر”.
وأكد أن “البنية التحتية العسكرية الجديدة لحماس التي نشأت مؤخرا مختلفة تمامًا عن هذا النموذج، حيث لم تعد هناك حاجة لأن يلتقي أفراد الخلايا ببعضهم البعض، فنشطاء حماس من شمال الضفة الغربية يتلقون أسلحة أو تعليمات من غلاف القدس، أو العكس، ولذلك ينصب التركيز الإسرائيلي في هذه الآونة على العمل الاستخباري أكثر من العملياتي، لأن الصورة لا تزال حتى الآن في سياق بنيتها التحتية الحالية غير واضحة تمامًا للأمن الإسرائيلي”.
وأشار إلى أن “التوجيهات من قيادة حماس نفسها تنتقل من المستوى الذي تحتها على محورين: إلى الحركة في غزة، ومن هناك إلى الضفة الغربية، أو مباشرة إلى الضفة نفسها، وأحيانًا من خلال اجتماعات عبر رسائل مشفرة، وفي حالة البنية التحتية الحالية، فإن التقسيم الصارم الذي اهتم به النشطاء يجعل من الصعب تحديد خطوط العمليات في الوقت الحالي”.
قال كاتب إسرائيلي إن “أحداث عملية هروب الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع، وإعلان الجيش الإسرائيلي عن إلقاء القبض عليهم جميعا، أعاد من جديد الحديث عن المكانة المتميزة التي تحظى بها مدينة جنين، ومخيمها للاجئين، بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة“.
وأضاف يارون فريدمان في مقاله على موقع زمن إسرائيل أن “الفلسطينيين الذين يعانون من حالة الانقسام منذ سنوات، فوجئوا بما شهده مخيم جنين شمال الضفة الغربية، حين شكلت الفصائل “غرفة عمليات مشتركة” للأجنحة العسكرية الثلاثة التابعة لحركات فتح وحماس والجهاد الإسلامي، بهدف التعامل مع فرضية اقتحام الجيش الإسرائيلي للمخيم بغرض تحديد مكان الأسرى الهاربين”.
وأوضح فريدمان أستاذ الدراسات الشرق أوسطية والشؤون الإسلامية في جامعة حيفا، أن “الجيش الإسرائيلي امتنع عن دخول مخيم جنين، وقد كانت المرة الأخيرة التي اقتحم الجيش فيها هذا المخيم في نيسان/ أبريل 2002 في عملية استمرت عشرة أيام في إطار “السور الواقي”، وأسفرت المعركة عن مقتل 23 جنديا إسرائيليا و25 فلسطينيا”.
وأكد أن “مدينة جنين تقع على بعد 70 كيلومترا فقط من مدينة حيفا، ونحو 20 كيلومتراً من مدينة العفولة، لكن معظم الإسرائيليين لا يعرفون الكثير عنها، مع العلم أن جنين ليست فقط مركزا للمسلحين الذين يتركز معظمهم في مخيم اللاجئين، ولكنها أيضا مدينة لها تاريخ وثقافة مثيرة للاهتمام، يقطنها أربعون ألف نسمة، معظمهم من المسلمين، وأقلية مسيحية، وتعتبر جنين أكبر مدن المثلث بين جنين ونابلس وطولكرم”.
وأشار إلى أن “جنين لديها العديد من الأسواق، ومعظم زبائنها من فلسطينيي48، ويكسب معظم سكانها قوت يومهم من الزراعة، ولكن في التسعينيات تم بناء مركز صناعي هناك بشكل أساسي لإنتاج زيت الزيتون ومنتجات البناء، ومنذ عام 2008، تقيم المدينة “معرض الصناعة الوطنية الفلسطينية” مرة في السنة، كما أن لديها حياة ثقافية من حيث أوركسترا ومسرح وسينما ومتحف تراث يصف تاريخ الشعب الفلسطيني”.
وأوضح أن “جنين لديها تاريخ وثقافة مثيرة للاهتمام، ويفخر السكان المحليون بتاريخها الإسلامي، وبالقرب منها، وقعت معركة عين جالوت المصيرية عام 1260، حيث صد المماليك المسلمون المغول، وأنقذوا العالم الإسلامي من الخراب، كما أحرق نابليون الجنرال الفرنسي المدينة بسبب دعم سكانها للعثمانيين، وبعد ذلك تم تسمية الذراع العسكري لحركة حماس باسم الشيخ عز الدين القسام، الذي قتله البريطانيون في أحراش المدينة في ثلاثينات القرن العشرين”.