من الصحافة الاسرائيلية
قال جنرال إسرائيلي إن “الوقت قد حان لتتخلى إسرائيل عن اعتمادها على المساعدة الأمنية الأمريكية“، وتابع بأنه “حتى لو تمت الموافقة في نهاية المطاف على ميزانية القبة الحديدية، فإن مسألة تأخيرها تثبت لإسرائيل أنه يجب عليها الانطلاق في مسار مستقل في الميدان، رغم أن ذلك لا يمكن أن يحدث في يوم واحد، لذا فإنه يجب أن توضع خطة إسرائيلية للعقد القادم“.
وأضاف أمير أفيفي دكوتاف المدير العام لحركة “الأمنيين” في مقال بصحيفة معاريف أن “إسرائيل علمت في الأيام الأخيرة أنه في ظل قيادة العناصر التقدمية والمناهضة لإسرائيل في الحزب الديمقراطي، فإنه لم تتم الموافقة على ميزانية قدرها مليار دولار للتسليح في صواريخ القبة الحديدية، وكان هذا حدثًا غير مسبوق في العلاقات بينهما، مع أن المساعدة الأمنية لإسرائيل لم تتأخر أبدًا بسبب معارضة الكونغرس، خاصة عندما تتعلق بحماية الإسرائيليين من صواريخ حماس وحزب الله”.
وأوضح أن “الولايات المتحدة عموما، وجامعاتها الرائدة خصوصا، تشهد مع مرور الوقت نمو جيل يمر بمراحل شاملة من التلقين التدريجي، الذي يحمل في بعض خصائصه العداء لإسرائيل، وينعكس هذا الجيل بشكل متزايد في القيادة الشابة والشعبية للحزب الديمقراطي، ويحتمل جدًا أن تستمر هذه الظاهرة بالتوسع في العقود القادمة، مع العلم أننا كإسرائيليين ليس لنا سيطرة عليها، لكنها ستؤثر بشكل كبير على مستقبلنا، ونوعية العلاقات مع الولايات المتحدة في المستقبل”.
وأكد أنه “تم إعطاء إسرائيل تحذيرًا استراتيجيًا طويل المدى بدأ خلال إدارة الرئيس باراك أوباما، ويتطلب عملية التعافي من الاعتماد على المساعدة الأمنية الأمريكية، والتي بدأت عملياً منذ السبعينيات، لكنها لم تعد ذات صلة اليوم، وهكذا لم تقم إسرائيل مطلقًا بعمل طاقم شامل لفحص جدوى استثمار هذه الميزانيات من ميزانية الدولة، وخلق آلاف الوظائف في صناعاتنا العسكرية، ورعاية المهندسين والتقنيات الرائدة وتعزيز الصادرات الدفاعية”.
وأشار إلى أن “استمرار الاعتماد على الحصول على دعم الولايات المتحدة العسكري يعني إغلاق الطريق أمام إسرائيل في الاعتماد على الدول الخارجية من خلال إبرام المزيد من الاتفاقيات العسكرية مع العديد من الدول، وبالتالي تنويع مصادر الشراء، وتجنب الاعتماد على بلد واحد، مهما كان مهماً وقريباً، مثل الولايات المتحدة، ورغم ما بيننا من قواسم مشتركة في الاستثمارات في التقنيات، لكن تاريخ إسرائيل حافل بالأخطاء الوجودية التي نتجت عن وضع كل البيض في سلة واحدة”.
وأكد أنه “يجب أن تتمتع إسرائيل التي ترغب بأقصى قدر من الاستقلال في جميع الجوانب الأساسية لأمنها القومي، بجانب التحالفات المتنوعة والمشتريات المختلفة، بأن تختار استثمار عشرات المليارات من الشواقلفي تعزيز صناعاتها العسكرية، وبالتالي إثراء خزائنها من رواتب الموظفين، صحيح أن الانسحاب الإسرائيلي من المساعدة الأمنية الأمريكية لن يحدث في يوم واحد، لذلك فإنه يجب وضع خطة للعقد القادم، وفي عملية تدريجية ستحدث التغيير اللازم في المستقبل”.
قال كاتب إسرائيلي إن “المطلوب اليوم في إسرائيل أكثر من أي وقت مضى تشكيل حكومة طوارئ وطنية لوقف التهديد النووي من طهران، لأنه عندما تقترب إيران من كونها دولة نووية، فلم تعد إسرائيل قادرة على التمسك بسياسة دفن رأسها في الرمال، وهنا يتطلب الأمر إعلان حكومة طوارئ يكون طرفاها بنيامين نتنياهو وإيهود باراك، بجانب غابي أشكنازي وشاؤول موفاز وتسيبي ليفني وموشيه يعلون ودان ميريدور، يجب أن يكونوا وآخرون جزءًا من ائتلاف الطوارئ الموحد“.
وأضاف أريئيل كهانا في مقاله بصحيفة “إسرائيل اليوم” أنه “لا يوجد خلاف إسرائيلي حول تشخيص الحالة القائمة أمام إيران، فوزيرا الحرب الحالي بيني غانتس والسابق إيهود باراك، ومستشارو نتنياهو السابقون مائير بن شبات ورون درامر والمعلقون العسكريون، كلهم يتفقون حتى النهاية أن إيران قريبة جدًا من إنتاج المواد الانشطارية اللازمة لصنع قنبلة نووية”.
وأكد أن “هذه حقيقة يتفق جميع الإسرائيليين على أنها الآن قائمة بالفعل، أو على الأكثر في غضون أسابيع قليلة، ويعتمد ذلك فقط على إرادتها ستصبح دولة عتبة نووية، هذه هي اللحظة التي فعلت فيها إسرائيل كل شيء حتى لا تصل إليها، وفي حين أنه من المهم توضيح أن إيران لن تمتلك قنبلة نووية نشطة غدًا، لكن ذات الأهمية تتعلق بقدرة أنها ستصل إلى تلك القدرة في غضون بضعة أشهر، على أقرب تقدير”.
وأشار إلى أنه “بطريقة أو بأخرى، فإن التقدم أو التوقف يعتمد فقط على قرار إيراني، حتى أن المجتمع الدولي، بما في ذلك إسرائيل، وخاصة الولايات المتحدة، ليس لديهما أي نفوذ على النظام الإيراني، في حين أن “السكين باتت على العنق”، حتى أن مؤيدي خطابات نتنياهو في الكونغرس وخصومه يلومون بعضهم البعض على اتهامات خطيرة، ويخوضون الآن معارك شخصية، لكن التاريخ وحده من سيحدد من كان على حق ومن كان على خطأ”.
وأوضح أن “إيران كدولة عتبة نووية قد لا تقتل فقط عشرات الآلاف من الإسرائيليين بقنبلة واحدة، لكنها ستهدد بشكل أساسي حرية العمل للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وهذا واحد من الأسباب الرئيسية التي دفعت كل المعنيين للاتفاق على مدار السنين على أنه يجب على إسرائيل منع إيران، ليس فقط من حيازة القنبلة نفسها، لكن أيضًا القدرة على الحد من ذلك، ما يعني أن الخط الأحمر بات موجودا بالفعل”.
وأشار إلى أن “دخول إيران إلى النادي النووي سوف يغير التاريخ بشكل لا يمكن التعرف عليه، ولمنع هذا التطور الرهيب لا بد من تنحية النقاشات الإسرائيلية السابقة جانبا، وتنحية كل الحسابات السياسية جانبا آخر، ونسيان خلافات السنوات الأخيرة، وحشد كل قواتنا لوقف إيران، والقيام بذلك على الفور، فيما يتعلق باحتواء إيران”.
وختم بالقول إن “تشكيل حكومة الطوارئ ليست دعوة سياسية، بل وجودية، لأن أعداءنا يستغلون انقسامات الإسرائيليين، ولذلك يجب أن تكون إجابتهم هي الائتلاف، هناك حاجة لحكومة طوارئ موحدة لكبح جماح إيران، ليس فقط لأن هناك حاجة للعمل العسكري، ولكن أيضًا لتحفيز المجتمع الدولي، وفي حال لم تنشأ هذه الحكومة في فترة زمنية قصيرة، فمن الأفضل أن نتحضر لوقف إيران بثمن باهظ، قبل أن تصبح دولة نووية، وحينها ستحوز على سلاح يوم القيامة”.