من الصحافة البريطانية
تناولت الصحف البريطانية عدة موضوعات على الساحة الدولية، أبرزها الهفوة التي تعرض لها الرئيس الأمريكي جو بايدن حين نسي اسم رئيس وزراء أستراليا، وحملة الصين على صناعة الألعاب والتعليم الخاص.
كتب أليستير دوبر في صحيفة التايمز تحت عنوان “هفوة الذاكرة لـ جو بايدن ليست الأولى” يقول: “عند الإعلان عن اتفاق هذا الشهر مع لندن وكانبيرا بشأن الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، يبدو أن الرئيس بايدن نسي اسم سكوت موريسون، رئيس وزراء أستراليا“.
لقد كان ذلك يمثل فرصة للمعارضين الذين رأوا أنه تأكيد لما يعتقدون أنهم يعرفون بالفعل – أن بايدن يفتقر إلى القدرة على القيام بمهامه.
وأشار الكاتب إلى أنه لو كان الرئيس أصغر سنًا، فسوف تُنسى مثل هذه الأشياء بسرعة، لكنها الآن جزء من السرد الترامبي (في إشارة إلى الرئيس السابق دونالد ترامب) بأن الرئيس يعاني من عجز عقلي.
“لقد تعرض بايدن لعدة زلات، فهو يغمغم في خطاباته، وسقط على درجات سلم طائرة الرئاسة في رحلة مبكرة له كرئيس”.
وأوضح الكاتب أنه لم يتم الكشف عن تفاصيل الحالة الطبية السنوية لبايدن حتى الآن، ولكن لا يوجد دليل يدعم فكرة أنه غير لائق للقيادة، أو أنه يعاني من الخرف. ومن المعروف أن الرئيس يستخدم صالة الألعاب الرياضية وغالبًا ما يُرى وهو يقود الدراجات.
وأضاف الكاتب: “لقد مر ترامب أيضًا بلحظات انكشف فيها ضعفه العقلي. يبدو أنه نسي أنه كان في موسيني بولاية ويسكونسن العام الماضي لحضور اجتماع حاشد”.
وأشار الكاتب إلى سوابق أخرى مماثلة، حين نسي جورج دبليو بوش اسم برويز مشرف، الرئيس الباكستاني آنذاك، في مقابلة أجريت معه عام 2000، ما يثبت أن الشباب يمكن أن يلقوا نفس المصير. كما تم تشخيص إصابة رونالد ريغان، الذي رحب بالأميرة “ديفيد” بدلاً من الأميرة ديانا، بمرض الزهايمر في عام 1994 وذلك بعد خمس سنوات من تركه منصبه.
واختتم قائلا: “من الصعب أن تكون رئيسًا للولايات المتحدة. مع تقدم أولئك الذين يترشحون للمنصب في السن، من المرجح أن تثار الأسئلة حول قدرتهم على القيام بأعباء الوظيفة بشكل متكرر أكثر من أي وقت مضى”.
كتب ليو لويس في صحيفة فاينانشيال تايمز تحت عنوان “قد يكون شي جين بينغ أشرس أب نمر في العالم” متحدثا عن طموحات الرئيس الصيني لدولته، التي تجعل بكين تقدم مفاجأة كل شهر تغير المشهد العالمي.
ويقول الكاتب إنه من خلال نقاشه مع اثنين من المديرين التنفيذين لشركتين تنافسان الصين، لمس كيف أنهما يعتقدان بأنهما يواجهان أشرس أب نمر في العالم.
كانت المناقشة الأولى حول الحرب التي أعلنتها بكين على الألعاب الإليكترونية، حيث حظرت في أغسطس/ آب على اللاعبين الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا اللعب لأكثر من ثلاث ساعات في الأسبوع.
ويرى الكاتب أن هذه القواعد جزء من طموحات الهندسة الاجتماعية “للازدهار المشترك” التي يتبناها الحزب الشيوعي، حيث تظل العديد من قواعده التنظيمية غير مكشوفة وغير مألوفة.
لكن في الوقت نفسه، لا ينبغي أن يكون الأمر غير متوقع تمامًا، فقد تمثل القيود التي تفرضها الصين على وقت الشاشة، مجرد نسخة متطرفة من السياسة التي قد تتمنى الحكومات الأخرى فرضها، حسب الكاتب.
وحذر بعض محللي صناعة الألعاب من أن شيئًا كهذا قد يحدث بعد أن أضافت منظمة الصحة العالمية “اضطراب الألعاب” إلى تصنيفها الدولي للأمراض في عام 2018.
أما النقاش الثاني للكاتب كان مع مدير تنفيذي لشركة تدريس عبر الإنترنت، حول حملة الصين على صناعة التعليم الخاص البالغ قيمتها نحو 120 مليار دولار.
ويقول الكاتب إن النية المعلنة لحملة الصين على قطاع التدريس الخاص هي “إزالة التفاوتات والأعباء المالية لسباق التسلح التعليمي – وهو مسرح الحرب الذي نشأ فيه الآباء النمور”.
وأضاف: “في الوقت الحالي قد تكون رواية الحكومة، سواء في الألعاب أو الدروس الخصوصية، حول الرغبة في قضاء المساء في ساحة المعركة التعليمية وتوفير الوقت، وتحسين الحياة الأسرية واستعادة المليارات من الساعات المجمعة في الأسبوع، التي يخسرها الأطفال في الألعاب أو الدروس الإضافية. لكن لا ينبغي توقع أن يستمر ذلك. قد تكون الألعاب في نظر بعض الأجيال مضيعة للوقت، وقد تكون الدروس الخصوصية مرهقة للغاية وغير عادلة، لكنها على الأقل أبقت عددًا كبيرًا جدًا من الشباب مشغولين بطريقة لا يمكن أن تقوم بها مرافق الدولة أو الأسرة”.
ويعتقد المدير التنفيذي لشركة التدريس أن الرئيس الصيني شي جين بينغ لديه رؤية محددة، وأن طموحاته للدولة تتميز بسمتين لافتتين للنظر مرتبطتين بالأب النمر وهما: الاعتقاد بأن الطموح شيء يجب فرضه وليس تعزيزه، والخوف من أن يؤدي التقاعس عن العمل حتماً إلى شيء غير مرغوب فيه.
وختم الكاتب بالقول إن “الشركات والمستثمرين، الذين تألموا في غضون أسابيع قليلة بشأن مصير قطاع العقارات، ورأوا العملات المشفرة أصبحت غير قانونية، وشاهدوا صناعة الترفيه مكبلة بقواعد جديدة، يتخوفون من المفاجأة القادمة التي قد تغير المشهد من بكين. قد يكون من الأهمية بمكان، على المدى الطويل، معرفة كيف ستقرر الدولة الطريقة التي يجب على الأطفال أن يقضوا بها أوقات فراغهم”.