من الصحافة الاسرائيلية
ذكرت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم ان مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي فرضت إجراءات عقابية على الأسرى ما يجعل السجون مقبلة على “موجة تصعيد خطيرة” بحسب ما أفاد مكتب إعلام الأسرى.
وقررت مصلحة السجون تقليص مدة الفورة إلى ساعة واحدة، إضافة إلى تقليص عدد الأسرى في ساحات السجون وإغلاق الكانتينا وإغلاق أقسام أسرى حركة “الجهاد الإسلامي” وتوزيعهم على السجون.
تشير التقديرات الميدانية لأجهزة الأمن الإسرائيلية إلى أن الأسرى “لم يتمكنوا من التسلل إلى يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وما زالوا في الأراضي الإسرائيلية” على حد تعبير المحلل العسكري في موقع “واللا” أمير بوحبوط.
وذكر الموقع أن الجيش الإسرائيلي عزز قواته المتمركزة على الحدود الإسرائيلية – الأردنية وعلى خط التماس الحدودي شمالي البلاد مع لبنان وسورية.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، صباح اليوم الثلاثاء أن الشرطة أقامت أكثر من 260 حاجزا في الانحاء، في إطار عمليات البحث عن الأسرى الستة.
سلط خبير عسكري إسرائيلي بارز، الضوء على أهم التحديات الأمنية التي ستشغل تل أبيب في 2022، في ظل اهتمام أقل من الإدارة الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط.
وذكر الخبير العسكري الإسرائيلي لدى صحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل، أن “المركبات الأساسية للتفوق العسكري الإسرائيلي لم تتغير؛ من تفوق استخباري وتكنولوجي وبشري وأذرع الأمن، مع دعم سياسي واقتصادي بارز من الولايات المتحدة”.
وأوضح أن “هذا التفوق تم الحفاظ عليه بفضل استعداد إسرائيل لاتباع سياسة فعالة جدا، والمثال الأفضل على ذلك، مهاجمة المنشأة النووية التي بنتها كوريا الشمالية لصالح نظام الأسد في شمال شرق سوريا، بالقصف من الجو، وميزان القوة في المنطقة كان يمكن أن يظهر الآن مختلفا كليا لو لم يتم وقف البرنامج النووي السوري”.
وأضاف هرئيل: “في الجانب السلبي، بقيت الصعوبة في تطوير رد مناسب على التهديد الأساسي الذي يقوم ببنائه أعداء إسرائيل، خاصة منذ حرب لبنان الثانية في 2006″، مؤكدا أن “منظومات الدفاع الإسرائيلية من مثل “حيتس” و”الصولجان السحري” و”القبة الحديدية”، ستجد صعوبة التصدي للصواريخ في حالة حرب في لبنان، وفي سيناريو حرب متعددة الساحات، تتضمن إطلاق آلاف القذائف بصورة متوازية من لبنان وسوريا وغزة”.
وأكد أن “الجيش الإسرائيلي يعاني من مشكلات متعددة، مثل: تدني مكانة وقدرة القوات البرية، والخوف المتزايد من استخدامها عند الحاجة للمناورات الكثيفة في أراضي العدو، ونقص التدريب في وحدات الاحتياط، وانخفاض المحفز للخدمة في الوحدات الميدانية من قبل المجندين ذوي المؤهلات العالية، إضافة إلى فجوة في فهم هيئة الأركان العامة لمواقف المدنيين، التي تساهم بدورها في انخفاض ثقة الجمهور بالجيش”.
وتناول الخبير “صورة الوضع في الساحات الأساسية التي ستشغل الحكومة وجهاز الأمن في السنة القادمة”، مركزا على الساحة الإيرانية وخاصة على المشروع النووي الإيراني، بصفته أبرز التحديات التي تواجه تل أبيب في 2022.
وذكر أن “إدارة جو بايدن خططت للتوقيع على اتفاق نووي محدث مع إيران في الأشهر الأولى بعد دخول الرئيس الجديد البيت الأبيض، لكن إيران رفضت (حتى الآن)، وهذا في تقدير الجيش الإسرائيلي، شوش على الخطط المسبقة”، منوها إلى أن “بسيب تردي الوضع الاقتصادي وكورونا، قدرة إيران العسكرية إزاء الغرب محدودة، وهي تقتصر في هذه الأثناء على عمليات صغيرة ضد أهداف ترتبط بشكل غير مباشر بإسرائيل، مثل سفن بملكية شركات إسرائيلية، ولكنهم في واشنطن، يدركون أن المراوحة الحالية في المكان، التي خلالها تواصل إيران تخصيب اليورانيوم، لا تخدم المصالح الأمريكية”.
وفي ظل هذا الواقع، “يبحث بايدن الآن عن خطة بديلة، وأحد السيناريوهات، زيادة الضغط الاقتصادي على طهران، إلى جانب نشاطات تخريبية سرية طوال بضعة أشهر، على أمل إقناع إيران بالعودة للمفاوضات”، مضيفا أنه “في مثل هذه الحالة، سيتم التوقيع على اتفاق سيؤخر مرة أخرى تحقق المشروع النووي مدة عقد أو أكثر، وهذه المرة إسرائيل ستكون مضطرة إلى أن تستغل بصورة أفضل الوقت المتاح لها، لوضع خيار عسكري حقيقي ضد إيران، حال خرقت طهران التزاماتها أو انهار الاتفاق”.
وأشار إلى أن تل أبيب وبحسب تقارير أجنبية، “استعدت لمهاجمة المنشآت النووية عدة مرات بين 2009 و2013، مع الشك إلى أي درجة كانت القدرات العملياتية التي تمت بلورتها في حينه ناضجة بما فيه الكفاية لتنفيذ هذه المهمة، ومنذ أن صعد نفتالي بينيت إلى الحكم، فإنه نبه إلى أن سلفه (بنيامين نتنياهو) أهمل الاستعدادات العسكرية ولم يستعد لاحتمالية، أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، سيقرب طهران من إنتاج القنبلة”.
وبحسب هرئيل، فإن “نتنياهو كان يأمل في تغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط بواسطة اتفاقات التطبيع التي وقع عليها مع الإمارات والبحرين، ولكن إسرائيل فطمت بالتدريج من وهم أن الإمارات أو السعودية ستحاربان إلى جانبها ضد إيران”.
وحول الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، فقد بين أن “السبب الرئيسي، يكمن في توجيه أنظار أمريكا نحو الشرق، المنافسة التكنولوجية ومعارك النفوذ مع الصين، حيث أصبح وسط آسيا مثل الشرق الأوسط، أقل أهمية بالنسبة لواشنطن”، مستبعدا أن “يخلي بايدن في القريب، قواته من العراق وسوريا”.
وأفاد الخبير العسكري، بأن “التقدير في إسرائيل، أنه سيبقى تواجد عسكري أمريكي هناك، كي لا تبدو وكأنها في حالة تراجع مطلق، علما بأنه يوجد ثمن للإصغاء الأمريكي لطلب تل أبيب، يتمثل بعلاقات إسرائيل مع الصين”، موضحا أن “جهاز الأمن في إسرائيل، يؤكد أن إدارة بايدن زادت الضغط على إسرائيل لتقليص صفقات البنى التحتية مع الصين في المستقبل، وفرض رقابة أكثر تشددا على الاتفاقات التي تم عقدها”.
ونبه إلى أن “أمريكا عرابة التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، تتحفظ حتى من تداعيات العلاقات الوثيقة للإمارات مع الصين على إسرائيل”، لافتا إلى أن “مصادر أمريكية غير رسمية حذرت في السنوات الأخيرة، من أن تواجد الصين في ميناء الخليج بحيفا، سيصعب على سفن الأسطول السادس الرسو في قاعدة سلاح البحرية المجاورة”.
وفي مؤشر على رضوخ تل أبيب للضغوط الأمريكية، رجح العميد احتياط، أساف أوريون، رئيس برنامج “إسرائيل-الصين” التابع لـ”معهد بحوث الأمن القومي”، أن تكون هناك “بوادر تغيير في سياسة إسرائيل تجاه الصين”، منوها إلى أن سياسية حكومة بينيت في هذا الجانب، “ستعتبر العلاقات مع الصين مسألة أمنية، وستأخذ في الحسبان مخاوف الولايات المتحدة، وستكون الأولوية للعلاقات مع واشنطن”.