اللواء ابراهيم مهندس التفاهمات وحارس الثوابت
غالب قنديل
تشخص الأنظار إلى حركة اللواء عباس ابراهيم كلما تعقدت قضية أو استعصى ملف في الحياة الوطنية أربك الواقع السياسي ونشر التوترات وأوشك يدفع المؤسسات إلى الشلل في متاهة التجاذب وتقاذف الاتهامات واليوم في مخاض تشكيل الحكومة يتنكب مسؤوليه فكفكة العقد وموالفة المواقف والشروط وصولا إلى الخبر السعيد في زمن ضيق واختناق أبسط مستلزماته يمر بوجود حكومة كاملة القوام الدستوري.
أولا الضابط المغوار القادم من الجيش يمتاز بشخصية رصينة وصارمة في الالتزام العملي وهو يضع هذه الصرامة والجدية في خدمة قدرة عالية على تذليل العوائق واختراق الحواجز الافتراضية لتقريب وجهات النظر بلباقة ودماثة آسرة تجعل منه دبلوماسيا بارعا وقد جذب هذا التعامل اللائق والمريح سائر الجهات العربية والأجنبية القريبة والبعيدة الساعية للتواصل مع الدولة اللبنانية فجميع من يتعاملون معه يشيدون بكياسته وتهذيبه الرفيع وبمصداقيته في الوعد وضمان الالتزام والقدرة العالية على المتابعة والمواكبة وهو الشخصية عالية المصداقية على خط التماس بين لبنان والخارج القريب والبعيد الشقيق والأجنبي وهذا الضابط القائد مذهل في كفاءاته السياسية المتعددة وذكائه الحاد وبراعته في الموالفة وتقريب وجهات النظر وإدارة التفاوض كما يصفه جميع محادثيه من العرب والأجانب بسحر الشخصية المهذبة الراقية والصارمة في التزامها.
ثانيا الثقة العالية التي اكتسبها اللواء ابراهيم لدى الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري وسماحة السيد نصرالله وسائر مكونات الواقع السياسي الوطني تعمدت بتجارب عديدة وبظروف صعبة ومركبة ومحن متلاحقة وهي تمثل رصيدا كبيرا في الواقعين الشعبي والسياسي بجدارته في تفكيك العقد واحتواء المشاكل وحراسته للثوابت والمبادئ الوطنية العليا ووضع العقد على طريق الحل والاحتواء وصنع التفاهمات ببراعة وهي هندسة اتقنها قائد عسكري وأمني صارم وصدوق فبات في مزايا الدبلوماسي المخضرم ينتزع الاحترام والتقدير ويحصد الثقة العالية لدى جميع من يعرفونه ويتعاملون معه وهذا الضابط الوطني الجنوبي المقاوم هو دبلوماسي الجمهورية الأشد براعة والأعلى مصداقية في العلاقات اللبنانية العربية والدولية وبهذا الرصيد من الثقة والنجاح باتت تنعقد عند اللواء ابراهيم نقاط قوة سياسية ودبلوماسية نادرا ما جمعتها شخصية مسؤولة بذات الجدارة.
ثالثا في هذا الزمن الصعب ومع الكارثة الاقتصادية والتردي السياسي الواصل حد الانحلال والتعفن يكتشف اللبنانيون أي رصيد يمثله وجود شخصية عامة جدية وصارمة في التزامها وحرصها وسرعة حركتها لملاقاة المتاعب واحتواء الكوارث والبحث عن الحلول والسعي إلى التسويات ومن البديهي ان يكون الصدى والرجع الشعبي لهذا السلوك الوطني المشع هو السؤال عن رجل المهمات الصعبة كلما اشتدت وطأة الأزمات وظهر استعصاء العقد وامتناع التفاهمات وبعيدا عن اللغو الصحافي الذي يتكرر حول مستقبل دور وموقع هذا القائد العسكري الصارم والسياسي البارع والدبلوماسي الناجح نقول إن اللواء عباس ابراهيم يشرف المناصب ويغني ممارسة المسؤولية العامة حيث وجد ومن حسن حظ اللبنانيين توافر شخصية وطنية بهذا الالتزام وبهذه المصداقية في مواقع مسؤولة وهو يغني ويشرف المهام والمناصب التي يتولاها ويرتاح الناس لمجرد انتدابه إليها خصوصا في هذا الزمن الذي تضاعفت معه الحاجة إلى شخصيات ملتزمة ومتفانية في إدارة الشأن العام بأمانة.