من الصحافة الاسرائيلية
ذكر تقرير إسرائيلي أن اللقاء المرتقب بين الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، يُعقد “قريبا” في مدينة شرم الشيخ المصرية.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”) أنه جرى الاتفاق بين الجانبين المصري والإسرائيلي “على عقد عقد الاجتماع علنًا – وليس سرا”، فيما تتواصل الاتصالات لترتيب أجندة اللقاء.
ويتصدر الملف الفلسطيني المحادثات المتوقعة بين السيسي وبينيت، وفي مقدمة ذلك صفقة تبادل الأسرى مع حركة “حماس” التي تقود القاهرة وساطتها، والتي تعد ركيزة مفاوضات التهدئة بين في غزة.
وأضافت القناة أن إسرائيل قامت بسلسلة بادرات تجاه قطاع غزة، في ظل جهد مصري لتحقيق تسوية في غزة، في إشارة إلى “التسهيلات” التي أقرتها سلطات الاحتلال الإسرائيلية في غزة مؤخرا.
أكدت صحيفة هآرتس أن “الرزمة الفارغة” التي ألقى بها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لن تبني الثقة بين الطرفين.
وبلغة ساخرة قالت الصحيفة في مقال نشرته للكاتب تسفي برئيل بعنوان “غانتس ألقى عظمة لعباس، لكنه لم يوفر قاعدة للثقة بين الطرفين”: “الحدث الكوني الذي عرف باسم “لقاء غانتس-عباس”، وهو الأول من نوعه منذ عشر سنوات، خلف وراءه ذيلا من الغبار؛ قرض بمبلغ نصف مليار شيكل، وتسوية وضع آلاف العائلات الفلسطينية، ومنح ألف رخصة بناء في مناطق “ج”، وإضافة تبلغ 15 ألف تصريح عمل، كل هذه الرزمة تم تغليفها، وألصقت بها بطاقة “خطوات لبناء الثقة”، واستهدفت تقوية السلطة أمام حماس”.
وتساءلت: “من هي العائلات السعيدة التي ستحصل على لم الشمل؟”، منوهة إلى أن “التجربة تدلل على أن العملية طويلة ومتعبة، فالمعايير غير واضحة، القرارات اعتباطية، وترتبط بمصادقة جهاز “الشاباك” بالطبع، رغم أن الكثيرين ممن طلبوا لم الشمل يمكثون في الضفة منذ سنوات طويلة بصفة سائح، وإسرائيل على أي حال لن تتنازل عن سيطرتها المطلقة على الديمغرافيا الفلسطينية في المناطق”.
وبشأن سماح الاحتلال للفلسطينيين ببناء نحو ألف شقة سكنية في مناطق “ج”، “سمع الفلسطينيون في بداية آب/ أغسطس من رئيس الحكومة نفتالي بينيت، أن هذه ليست هدية بالمجان، لأنه في المقابل إسرائيل ستدفع قدما ببناء 2200 وحدة سكنية في المستوطنات”.
وأضافت: “تصاريح العمل ليست بالأمر الجديد، فحكومة بينيت قررت ذلك في بداية آب/أغسطس الماضي، وبالأساس بعد النقص في عمال البناء في إسرائيل، وعباس سبق أن قرأ هذه الأخبار المثيرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وهو ليس بحاجة لساعي بريد يفتح له هذه الهدية ويعرض عليه ما بداخلها”.
وقالت الصحيفة: “إذا كان غانتس يعتقد أن مجرد لقائه مع عباس يدل على عمق الثقة الآخذ في التشكل مع رئيس السلطة، فمن الجدير بتذكيره أنه كان يستطيع إجراء هذا اللقاء في وقت سابق، عندما كان وزيرا للأمن في حكومة بنيامين نتنياهو، لم يمنعه أحد من زيارة عباس بمناسبة عيد الأضحى، وعدم الاكتفاء بمكالمة هاتفية ودية”.
ورأت أن “العظمة التي ألقى بها غانتس لعباس لا يمكن أن تكون أساسا جديدا للثقة بين الطرفين، طالما أن السكان الفلسطينيين يتعرضون لزيارات ليلية من قبل الجيش الإسرائيلي، والجيش يساعد المستوطنين على إقامة بؤر استيطانية، والجيش يدعم كل إطلاق نار لقتل الفلسطينيين، إضافة لهدم البيوت بشكل وحشي، وعدم تمكن الفلسطينيين من الحركة بحرية بين المحافظات في الضفة وبين الضفة وقطاع غزة”.
ونوهت “هآرتس” إلى أن “خطوات غانتس وبينيت تستهدف بناء الثقة مع إدارة جو بايدن، مقابل تجميد أي عملية سياسية، والموافقة بصمت من قبل الولايات المتحدة على عدم الدفع قدما بتطبيق حل الدولتين، في حين تعود تل أبيب إلى فكرة السلام الاقتصادي، وربما ستعرض نسخة باهتة من “صفقة القرن” لدونالد ترامب”.
ونبهت بأن “بايدن لم يعرض أي رؤية لحل النزاع أو أي مبادرة لاستئناف المفاوضات، لقد تحول لشريك ممتاز لحكومة بينيت، الذي قال: “لن نقوم بضم أراض، ولن نقيم دولة فلسطينية”.
ولفتت الصحيفة إلى أنه “مع هذا الشعار، لا يمكن بناء الثقة مع الفلسطينيين، وبالتأكيد لا يمكن تعزيز السلطة أمام حماس، علما بأن غانتس صرح بأنه “كلما أصبحت السلطة أقوى، حماس ستصبح أضعف، وكلما كانت لها سلطة أكثر، سيكون هناك المزيد من الأمن، ونحن سنضطر إلى العمل بشكل أقل”.
وأكدت أن خطوات غانتس “لن تحول عباس إلى حكام غزة وسيد حماس، ومن يعتقد (غانتس) ذلك فهو يعاني من نقص في الفهم، والأخطر من ذلك، أنه لم يتعلم أي شيء، وإذا كان يعرف أنه لا أساس لذلك، ومع ذلك يستمر في تسويق هذه الرزمة الفارغة، فهو يؤمن بأن الجمهور الإسرائيلي غبي”.
وأشارت إلى أنه “يمكن فهم التهديد السياسي الذي يشل هذه الحكومة ويمنعها من القدرة على الانشغال بالنزاع خوفا على بقائها. ولكن لماذا الكذب؟”.