من الصحافة الاميركية
بينما أنهت القوات الأميركية انسحابها من أفغانستان بحلول الموعد النهائي الذي حدده الرئيس جو بايدن، يخشى العديد من الأفغان من أن الأعمال الانتقامية من حكام البلاد الجدد ستتبعها قريبًا، بحسب ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز وسط تقارير متزايدة عن عمليات سرية من الاعتقال والاختفاء وحتى الإعدام.
وكان هدفهم، وفقا لما رواه مسؤولون أفغان، هو تأمين ملفات ضباط المخابرات ومخبريهم، والحصول على وسائل تتبع أرقام هواتف المواطنين الأفغان. وهذا يعني أن ذلك سيكون كارثيًا لمئات الآلاف من الأشخاص الذين كانوا يعملون لمواجهة تهديد طالبان.
وحتى الآن قدمت القيادة السياسية لطالبان وجهاً معتدلاً، ووعدت بالعفو عن قوات الأمن الحكومية التي تخلت عن أسلحتها، بل إنهم كتبوا خطابات ضمان بعدم ملاحقتهم، رغم احتفاظهم بالحق في مقاضاة كل من ارتكب الجرائم الجسيمة، بحسب تصريحات المتحدثين باسم طالبان.
نشرت مجلة “بوليتكو” تقريرا أعدته لارا سيلغمان قالت فيه: إن كبار القادة العسكريين الأمريكيين اجتمعوا قبل 24 ساعة من تفجير انتحاريين نفسيهما في مطار حامد كرازي الدولي بكابول وذلك لتلقي الإيجاز اليومي عن الوضع المتدهور في أفغانستان.
واستندت المجلة على ملاحظات تم إعدادها واطلعت عليها وحذر رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي في أثناء اللقاء قائلا: إن هناك معلومات استخباراتية “مهمة” تشير لقيام فرع تنظيم الدولة في أفغانستان بالتخطيط لـ “هجوم معقد”.
وقال القادة الذين تحدثوا من كابول: إن بوابة آبي التي طلب من المواطنين الأمريكيين التجمع أمامها لدخول المطار تعتبر “خطرا أمنيا عاليا”، وبحسب المعلومات السرية فقد قال أوستن “لا أعتقد أن الناس على الأرض يشعرون بالمخاطر”.
وفي مكالمة عبر الفيديو مع كابول في الساعة الرابعة مساء (12.30 صباح الخميس في كابول) قدم القادة خطة مفصلة لإغلاق بوابة آبي في منتصف الخميس. لكن الأمريكيين قرروا الإبقاء على البوابة مفتوحة لمدة أطول من أجل السماح لحلفائهم البريطانيين بإجلاء رعاياهم وجنودهم الذين كانوا في فندق بارون القريب، وذلك بعدما سرعوا من الجدول الزمني للانسحاب. وكانت القوات الأمريكية لا تزال تتعامل مع الداخلين إلى المطار عبر بوابة آبي في الساعة السادسة مساء عندما قام انتحاري بتفجير نفسه وقتل 200 شخص تقريبا بمن فيهم 13 جنديا أمريكيا.
وقبل أسبوع من الهجوم تحدث الرئيس جوزيف بايدن والمسؤولون في الإدارة علنا عن خطر تنظيم الدولة على المطار. بل وذكر بايدن التهديد كسبب لعدم تمديد الوجود الأمريكي لما بعد 31 آب/أغسطس، وحذر الرئيس نهاية الأسبوع من هجمات جديدة لتنظيم الدولة وأنها محتملة بشكل كبير.
وقالت المجلة: إنها استندت في تقريرها على ملاحظات سرية عن ثلاث مكالمات منفصلة قبل الهجوم ومقابلات مع مسؤولين دفاعيين على معرفة بالنقاشات. وقررت المجلة حجب البيانات عن مداولات البنتاغون حتى لا تؤثر على العمليات الجارية في المطار. وتم التأكد من صحة المكالمات عبر مسؤول دفاعي ومن خلال الحوارات المفصلة بين المستويات العليا داخل قيادة البنتاغون. وكانت واضحة في تحذيرها المسؤولين على الأرض قرع جرس الإنذار والتحضير لهجمات محتملة في إطار 24 ـ 48 ساعة وهو توقع كان دقيقا جدا.
نشرت مجلة “ذي هيل” مقالا لمستشار أتلانتيك كاونسل في واشنطن، الدكتور هارلان أولمان، توقع فيه أن تعود واشنطن إلى أفغانستان مستقبلا.
وذكر المقال أن المسؤول السابق الرفيع ليون بانيتا يؤيد هذا الرأي بأن أمريكا ستعود إلى أفغانستان.
وقال: “بانيتا أحد موظفي الدولة الأكثر احتراما وخبرة في أمريكا؛ فبعد مسيرة طويلة في مجلس النواب، شغل منصب رئيس مكتب الإدارة والميزانية، ورئيس موظفي البيت الأبيض، ومدير وكالة المخابرات المركزية، ووزير الدفاع؛ لذلك عندما يتوقع بانيتا أن القوات الأمريكية ستحتاج إلى العودة إلى أفغانستان للتعامل مع مجموعة المنظمات الإرهابية الساعية لمهاجمة أمريكا وغيرها، يجب أن يؤخذ على محمل الجد. في الواقع، بانيتا ليس وحده من توقع هذا”.