من الصحافة البريطانية
في جولة جديدة على الصحف البريطانية تابعت مستجدات المحادثات التي تجري في الوقت الراهن في الدوحة ونيويورك بهدف وضع شروط وضوابط للاعتراف بحركة طالبان دوليا، كما تناولت احتمالات عودة الحرب إلى أفغانستان بعد الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من البلاد وامتلاك حركة طالبان زمام السلطة.
قالت صحيفة الغارديان إن المجتمع الدولي يحاول التوصل إلى اتفاق على الشروط الواجب توافرها للاعتراف بحركة طالبان وشرعية حكمها لأفغانستان وسط تقارير عن خلافات بين قوى عظمى بعد أن طالبت روسيا بإلغاء القيود التي تفرضها الولايات المتحدة على البنك المركزي الأفغاني منذ استيلاء طالبان على السلطة في أوائل الشهر الجاري.
وذكرت الصحيفة تصريحات لمبعوث الحكومة الروسية لأفغانستان زامير كابولوف قال فيها: “إذا كان الزملاء في الغرب قلقين على أفغانستان بالفعل، فعلينا ألا نخلق المزيد من المشكلات التي تواجههم بتجميد احتياطيات الذهب والعملات الأجنبية المملوكة لأفغانستان”.
وأضاف أنه ينبغي “الإفراج عن تلك الأصول فورا لتعزيز أداء العملة الوطنية التي تعاني من الانهيار في أفغانستان”.
وأكدت الغارديان إن دول مجموعة السبع تعقد قمة في تركيا بينما تعقد قطر وحلف شمال الأطلسي قمة أخرى في الدوحة لمناقشة المزيد من التفاصيل حول كيفية إعادة تشغيل مطار كابل والسماح للأفغان الذين يحملون مستندات سفر سليمة بمغادرة البلاد.
وأًصدرت أكثر من مئة دولة بيانا مشتركا أكدت فيه أن حركة طالبان وافقت على تسهيل ذلك. ويترأس وزير الخارجية الأمريكي هذه القمة، ومن المتوقع أن يعلن نتائجها في وقت لاحق.
وبدأ وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس جولة مكوكية بين الدول المتاخمة لأفغانستان لضمان موافقتها على استضافة اللاجئين الأفغانيين مؤقتا أو استخدام تلك الدول كمحطة انتقالية تكون فيها إجراءات إعادة توطينهم في دول أخرى قيد التنفيذ. وحتى الآن لا تزال قطر هي المحطة الانتقالية التي تأوي حوالي 40 في المئة من اللاجئين الأفغانيين، البالغ عددهم مئة ألف شخص على الأقل، الذين شملتهم عملية الإخلاء الجوي التي نفذتها القوات الأمريكية. ومن المقرر أن يزور ماس أوزبكستان، وطاجيكستان، وتركيا، وباكستان، وفقا لصحيفة الغارديان.
وقال جيمس كليفرلي وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “لا يمكننا حتى الآن تصور الطريقة التي يمكن بها إعادة تشغيل مطار كابل بمعرفة قوى أجنبية دون وجود قوات عسكرية على الأرض، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يتحقق في الوقت الراهن”.
قالت صحيفة ذي صن إن سلاح الجو الملكي البريطاني مستعد لشن غارات على أهداف لتنظيم الدولة في أفغانستان عقب هجوم صاروخي أعلن زعيم التنظيم مسؤوليته عنه في البلاد.
وقال مايك ويغتون قائد سلاح الجو الملكي في المملكة المتحدة: “سوف نستخدم كل الوسائل الضرورية للقضاء على التهديدات التي يمثلها الجهاديون”، وهو ما جاء بعد تصريحات لوزير الخارجية البريطاني دومينيك راب حملت نفس المعنى، وفقا للصحيفة البريطانية.
وأشارت ذي صن إلى أن فرع تنظيم داعش في أفغانستان، المعروف باسم تنظيم الدولة في خراسان، أعلن مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري الذي تعرض له مطار العاصمة الأفغانية كابل الخميس الماضي، مما أسفر عن مقتل 170 أفغاني و13 من القوات الأمريكية.
ونقلت الصحيفة تصريحات لقائد سلاح الجو البريطاني أدلى بها للتليغراف البريطانية جاء فيها: “في نهاية الأمر، تتلخص المسألة في أننا يجب أن نكون قادرين على لعب دور دولي في التحالف الذي يقاتل من أجل هزيمة داعش”.
وقال ويغتون: “سواء تطلب الأمر ضربات جوية، أو تحريك قوات أو معدات عسكرية على نطاق واسع وبسرعة إلى بلد آخر فنحن مستعدون”.
وأضاف: “إذا أتيحت لنا الفرصة للمساهمة، فأنا لا أشك على الإطلاق في قدرتنا على اقتناصها. وسوف يكون ذلك في أي مكان يرفع فيه الإرهاب المتشدد رأسه أو يشكل خطرا مباشرا أو غير مباشر على المملكة المتحدة وحلفائنا”.