من الصحافة الاسرائيلية
أفادت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم ان الرئيس الأميركي جو بايدن حث رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت على تقديم الدعم المالي للسلطة الفلسطينية، والقيام بخطوات وتقديم مساعدات إنسانية واقتصادية للفلسطينيين، وذلك خلال اللقاء الذي جمعهما في البيت الأبيض.
وذكرت “إذاعة الجيش الاسرائيلي” أن بينيت أبدى موافقته على الطلب الأميركي، وأوضح أنه حكومته تقوم بتحويل مئات ملايين الشواقل للسلطة الفلسطينية، زاعما أن الحكومة الإسرائيلية تقوم بتقديم الدعم، مستذكرا ملف تبادل لقاحات فايزر ضد كورونا، قائلا إن “السلطة تضع الشروط والعراقيل أمام استمرار الدعم الإسرائيلي وذلك لدوافع واعتبارات سياسية”، على حد تعبيره.
وأتى هذا النشر في إذاعة “الجيش الإسرائيلي” عقب اللقاء الذي جمع وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، برئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في مقر المقاطعة في رام الله، حيث استمر اللقاء لساعتين، منها 40 دقيقة عقدت خلالها جلسة ثنائية بين غانتس وعباس، تم خلالها التباحث بالأوضاع الأمنية.
وناقش غانتس مع الوفد المرافق له مع عباس وقادة من السلطة الفلسطينية مجموعة من القضايا الأمنية والسياسية والمدنية والاقتصادية، واتفق الاثنان “على الاستمرار في التواصل بشأن مختلف القضايا المثارة”، بحسب ما جاء في بيان وزارة الأمن الإسرائيلية.
قللت صحيفة إسرائيلية من أهمية اللقاء المؤجل الذي جرى بعد “يوم صعب” بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينت، الجمعة الماضية.
ووصفت يديعوت أحرنوت في خبرها الرئيس من إعداد ناحوم برنياع، زيارة بينيت لواشنطن بـ”أغنية إسرائيلية في مسابقة “الأيروفزيون” يمكنك أن تحب الأغنية أو الأداء، ويمكن ألا تحبها، ومهما يكن من أمر، فأنت تتمنى لها الفوز”.
ونوهت إلى أنه رغم تأجيل اللقاء مدة 24، لكنه “لم يحرك بملمتر متر واحد جدول الأعمال الأمريكي”، موضحة أن بايدن الذي دخل البيت الأبيض قبل نحو 7 أشهر، يواجه عدة تحديات أهمها؛ أفغانستان وكورونا.
وقالت: “خير لبايدن أن يلتقي في ختام أسبوع قاس بزعيم “دولة” من الشرق الأوسط داعمة للولايات المتحدة، وتسعى لأن تحتمي بظلها، لكنه يعرف أن بينت لا يمكن أن يساعده”.
ورأت الصحيفة أنه “لم يكن للقاء معنى في الصراع على صورته (بايدن) الجماهيرية، كما يمكن لمثل هذا اللقاء أن يفرح الإسرائيليين، ويغيظ العرب، ويقلق محافل الحكم في إيران، لكنه ينعقد في هوامش الهوامش لجدول الأعمال الأمريكي”.
وتعليقا على اللقاء وتعاطي وسائل الإعلام معه، قالت: “هذا الصيف الرهيب كفيل بأن ينتهي قريبا، وسيعود الشتاء”، موضحة أن بايدن في “اللقاء الثنائي الذي استمر 50 دقيقة، وهو ضعف ما كان مخططا له، كان حادا ومركزا ومسيطرا على نحو عجيب بكل التفاصيل، وبين الحين والآخر، كانت تدخل إحدى المساعدات للغرفة، وتذكر الرئيس بأنه ملزم بأن ينتقل مع الضيف للغرفة البيضوية، حيث تنتظر وسائل الإعلام، أما بايدن ففضل مواصلة الحديث الثنائي”.
وتساءلت “يديعوت”: “ماذا يعني هذا؟ لا يعني كثيرا، قد يكون بايدن احتاج لمزيد من الوقت كي يبرر رأيا عن رئيس الوزراء الشاب، لعله أراد أن يفهم على نحو أفضل ماذا سيفعل بينيت في المسألة الإيرانية، لعله كان تعبا من لقاءات كثيرة المشاركين”.
وأشارت إلى أن “كل رؤساء الوزراء في إسرائيل يطورون منظومة علاقات شخصية مع الرؤساء في البيت الأبيض، خيرا كان أم شرا، هذا مصير زعيم دولة صغيرة تسير في الفلك”، متطرقة إلى العلاقات المتوترة بين قادة الولايات المتحدة وزعماء الاحتلال، الذين تميزوا بـ”فائض من الوقاحة الإسرائيلية، من مثل بنيامين نتنياهو”.
وتساءلت مجددا: “هل ضم بايدن بينيت لقلبه؟ هل يقدره شخصيا؟” مضيفة: “نحن لا ندري، لكن الأمر المؤكد أن إدارة بايدن معنية بأن تستثمر في الحكومة الحالية؛ فهي هامة لها، كشريكة في الخطوات في المنطقة، وكمثيرة مشاكل محتملة، فمن المهم بقاء هذه الحكومة، فالرئيس بايدن يتنفس سياسة، ويفهم جيدا معنى العيش في ائتلاف هش كثير الأطراف”.
وبشأن اهتمام اللقاء بتطورات القضية الفلسطينية ذكرت أن “النقد على إسرائيل في المسألة الفلسطينية طفيف، ليس أكثر من ضريبة لفظية لليسار في الحزب الديمقراطي، بشكل عملي إدارة بايدن لن تكافح سياسة الوضع الراهن لبينيت، والقنصلية العامة في القدس، عمليا السفارة لفلسطين، التي أعلنت إدارة بايدن أنها لن تعود للعمل في المستقبل القريب، وهي ستغرق في المتاهات الدبلوماسية”.
ونبهت الصحيفة بأن “هناك مواضيع أخرى تحتاج إلى العلاج؛ علاقات إسرائيل – الصين، دور قطر في المسيرة مع الفلسطينيين، استمرار الانسحاب الأمريكي من العراق وسوريا رغم خطورته على المنطقة”، بحسب الرؤية الإسرائيلية.
ولفتت إلى أن “السؤال الأكبر بين إسرائيل والإدارة الأمريكية هو إيران، فرئيس الوزراء بينيت عاد لتل أبيب دون بشرى، وإذا كانت موجودة فهي خفية، كجزء من الحديث الثنائي، علما بأن بايدن وبينيت قالا إنهما لن يسمحا لإيران بالوصول إلى النووي”.
وأفادت “يديعوت” بأن “بينت أراد أن يسمع جملة عن استعداد بايدن، لأن يأمر بعمليات عسكرية أمريكية بمشاركة إسرائيلية أو من دونها، وربما حتى تعهدا بإسناد أمريكي، وعندما تتدهور الأمور في الحرب المحدودة الجارية حاليا بين تل أبيب وطهران”.
قال خبير عسكري إسرائيلي إن “البؤرة الاستيطانية المسماة “جفعات إيفيتار” باتت تشكل تحديا عسكريا أمام الجيش الإسرائيلي، لأنها تعتبر واجهة لاشتباكات بين المستوطنين والفلسطينيين، وتضطر الجيش لاستخدام أفضل دورياته، لمواجهة اقتحام آلاف الفلسطينيين المسلحين بالمتفجرات وزجاجات المولوتوف، وحذر الجيش من عملية عسكرية واسعة النطاق إذا استمرت هذه الأحداث العنيفة”.
وأضاف أمير بوخبوط في تقرير على موقع “ويللا”، أن “مشاهد هذا التوتر حول هذه البؤرة الاستيطانية غير الشرعية تتمثل في انتشار فلسطينيين ملثمين يقفون في واد يفصل بين قرية بيتا في شمال الضفة الغربية، وبؤرة إيفيتار، ويلوح هؤلاء الفلسطينيون بالمقاليع، ويصوبون ويرمون الحجارة على عناصر حرس الحدود الذين يقفون على بعد مئات الأمتار، فيما يطلق هؤلاء قنابل الغاز وطلقات حية لتفريق المتظاهرين، والسيطرة على هذه الاضطرابات”.
وأشار إلى أن “مشهدا آخر من المواجهات يتمثل في مواصلة المتظاهرين شتم الجنود الإسرائيليين عبر مكبرات الصوت باللغة العبرية، ومطالبين بإعادة الأرض من أيدي المستوطنين إلى أصحابها الفلسطينيين، فيما يتكون مشهد ثالث من إطارات السيارات المحترقة، ويأتي مشهد رابع من صناعة العبوات المرتجلة التي قد تقتل إذا ألقيت بجانب الجنود، وهكذا فإننا أمام واحدة من أكثر الاضطرابات شيوعًا في الضفة الغربية، رغم أن الحقائق تشير إلى حملة مستمرة ومرهقة منذ منتصف أيار/ مايو”.