من الصحافة الاميركية
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا للصحفيين باتريك كنغزلي وآدم راسغون قالا فيه إن الحكومة الإسرائيلية منعت اليهود منذ فترة طويلة من الصلاة في الحرم القدسي، ومع ذلك لم يبذل الحاخام يهودا غليك جهدا كبيرا لإخفاء صلواته. في الواقع، كان يبثها مباشرة على الإنترنت.
منذ أن استولت إسرائيل على البلدة القديمة في القدس في عام 1967، حافظت على توازن ديني هش في الحرم القدسي، وهو الموقع الأكثر إثارة للخلاف في القدس: يمكن للمسلمين فقط العبادة هناك، بينما يمكن لليهود الصلاة عند الحائط الغربي أدناه.
لكن في الآونة الأخيرة، سمحت الحكومة بهدوء لأعداد متزايدة من اليهود بالصلاة هناك، وهو تحول قد يؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار في القدس وربما يؤدي إلى صراع ديني.
قال إيهود أولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق: “إنه مكان حساس.. والأماكن الحساسة مثل هذه، والتي لديها احتمالية هائلة للانفجار، تحتاج إلى العلاج بعناية”.
يقود الحاخام غليك، وهو أمريكي المولد، ونائب سابق يميني، الجهود لتغيير الوضع القائم منذ عقود. ويصف جهوده بأنها مسألة حرية دينية: إذا كان المسلمون يستطيعون الصلاة هناك، فلماذا لا يمكن لليهود فعل ذلك؟
لكن حظر الصلاة اليهودية على الهضبة التي تبلغ مساحتها 37 فدانا كان جزءا من حل وسط طويل الأمد لتجنب الصراع في موقع كان نقطة اشتعال متكررة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
بموجب هذا الترتيب، احتفظت الحكومة الأردنية بالإشراف الإداري على الحرم القدسي. وتتمتع إسرائيل بسلطة أمنية شاملة ولديها مركز شرطة صغير هناك.
تساءل ديفيد إغناتيوس في صحيفة واشنطن بوست إن كانت الولايات المتحدة قادرة على العمل مع طالبان في أفغانستان “هذا هو السؤال الرئيسي”. وقال “في الوقت الحالي، هناك كوميديا سوداء وسط أزمة أفغانستان، حيث يناقش المسؤولون البارزون في الإدارة الاتصالات الأمريكية مع طالبان فيما يتعلق بالعمليات في المطار المحاصر. وقال مسؤول بارز مازحا: شكرا للرب لدينا في النهاية شريك أمني في كابول”.
ويعلق الكاتب أن هذه هي المفارقة في قلب الفوضى الأفغانية: بعد قتال طالبان مدة 20 عاما أصبحت الولايات المتحدة تعتمد عليها لتوفير الدعم الأمني وهي تحاول إجلاء الأمريكيين والحلفاء الأفغان عن البلد. والمشكلة الفورية هو موعد 31 آب/أغسطس لرحيل الولايات المتحدة حيث تصر طالبان على الموعد كـ “خط أحمر” ويجب عدم تجاوزه.
ووافق الرئيس جوزيف بايدن على هذا المطلب رغم احتجاج الحلفاء الذين يعتقدون أنه موعد قريب جدا. وأضاف أن قنوات الاتصال الأمريكية مع طالبان انتقلت إلى مستوى أعلى عندما قام مدير سي آي إيه ويليام بيرنز بزيارة كابول يوم الإثنين واجتمع مع زعيم طالبان ملا برادار وحمل معه رسالة شخصية من الرئيس بايدن الذي قرر على ما يبدو أن أفضل مسار هو التعاون مع العدو السابق. وفي الوقت الذي يكافح فيه فريق بايدن لرسم استراتيجية لما بعد الحرب في أفغانستان فإن الأسئلة المركزية تمس العلاقة غير المريحة مع طالبان. هل يمكن للجماعة المتشددة أن تصبح شريكا يعتمد عليه؟ وهل تريد الولايات المتحدة نجاح أو فشل طالبان في محاولات تحقيق الاستقرار للبلد؟ وما هي الشروط الواجب توفرها لكي يعترف بايدن بحكومة تقودها طالبان في كابول؟
ويرى الكاتب أن قيمة العلاقات الأمنية مع طالبان بدت مهمة في نهاية الأسبوع الماضي عندما كان المسؤولون يحضرون لهجوم محتمل ينفذه عناصر تنظيم الدولة الإرهابيون ضد المطار. وتبادل المسؤولون الأمريكيون مع مسؤولي طالبان المعلومات حول التهديد، حسب مصدر على معرفة بالأحداث. ويقال إن المسؤولين البارزين في حركة طالبان بالدوحة على علاقة بالنقاشات أيضا.
وقال الكاتب إنه اطلع قبل عامين على تحالف فعلي أمريكي مع طالبان ضد تنظيم الدولة الإسلامية، حيث أطلعه عليه آخر قائد للقوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال أوستن “سكوت” ميلر. وفي مقابلات بكابول عام 2019 وصف ميلر وزملاؤه العمليات في إقليمي جوزجان وغور في الشمال حيث قتلت قوات مكافحة الإرهاب الأمريكية زعيما لتنظيم الدولة في المنطقة مما أدى لتعزيز سيطرة طالبان على الأرض. وقبل ذلك شنت الولايات المتحدة حربا بالطائرات المسيرة ضد مقاتلي تنظيم الدولة في نانغرهار، شرق أفغانستان، وبموافقة من طالبان.
إلا أن الحذر قائم، فقد حذر المسؤول السابق في الخارجية الأمريكية كارتر مالكسيان والذي تحدث مع قادة طالبان من أي علاقة مع طالبان قائلا “أي علاقة أو شراكة مع طالبان ستكون محبطة لنا”. واقترح أن يكون اعتراف الولايات المتحدة ودعمها مشروطا باستعداد طالبان لإقامة حكومة موسعة وتشاركية وموافقتها على المصالحة والتزام قوي بوقف القاعدة وغيرها من الجماعات الأخرى عن ضرب الولايات المتحدة.
ويعلق الكاتب أن تعامل الولايات المتحدة مع طالبان لا يقدم منظورا مشرقا للمستقبل. فهي تحاول التفاوض على سلام مع المتمردين منذ 2011، وتم توقيع اتفاقية أخيرا عام 2020 حيث أكد المفاوض الأمريكي زلماي خليل زاد أن طالبان تعهدت بوقف إطلاق نار شامل ودائم. ولم يحدث هذا، حيث قامت بشق طريقها للنصر عبر الرشوة والاغتيال والترويع.
ويرى مالكسيان في كتابه الجديد “الحرب الأمريكية في أفغانستان: تاريخ” أن واحدا من الأسباب التي دفعت طالبان للتراجع عن الهدنة هو الخوف من انشقاق مقاتليها إلى تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات الراديكالية الأخرى. وقال مالكسيان إن اتفاقية السلام كانت متعجلة وعشوائية بسبب قلة صبر دونالد ترامب، وهو ما دفع زلماي لمنح الكثير مقابل القليل من طالبان. كما أن وعود طالبان عن القاعدة ليست مؤكدة كما يقول مالكسيان “في عدد من المناسبات أكدت طالبان لي أن القاعدة هي صديقتهم وهم حريصون على بقاء العلاقة”.
ويرى إغناتيوس أن أفغانستان تواجه مأساة عميقة ومستمرة، ولو بحثت عن بطل في هذه المأساة فما عليك إلا النظر إلى الطيار الأمريكي سي-17 في 15 آب/أغسطس الذي هدرت طائرته على مدرج مطار كابول محملة بـ 823 أفغانيا يائسا (أي ضعف حمولتها). وعندما سئل إن كانت طائرته قادرة على الإقلاع بهذه الحمولة وتحت حر الشمس القاسي، أجاب للمسؤول الأمريكي “فقط راقبني”. فالروح الإنسانية وإنقاذ أكبر عدد من الناس رغم المخاطر تمثل لحظة رحمة وشجاعة في نهاية الحرب الطاحنة ويجب أن تكون مثار إعجاب، التي ستكون للأسوأ والأفضل شريكة لنا.