من الصحافة الاميركية
تناولت الصحف الاميركية الصادرة اليوم تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت التي قال فيها إنه لن يجري أي مفاوضات مع السلطة الفلسطينية، كما أنه يعارض إقامة دولة فلسطينية، مشددا على أن حكومته ستواصل التوسع بالمشروع الاستيطاني بالضفة الغربية.
أتت تصريحات بينيت في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز حيث وصل إلى العاصمة الأميركية واشنطن، وكان في استقباله نائب رئيس البروتوكول الأميركي مارك شفايتسر وسفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة غلعاد إردان.
ويجري بينيت اجتماعات ومشاورات مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، وذلك قبيل القمة التي ستجمعه، الخميس، بالرئيس الأميركي جو بادين، حيث يتوقع أن يتصدر الملف الإيراني مباحثاتهما في البيت الأبيض.
وفي أول مقابلة له مع وسيلة إعلام عالمية منذ توليه منصب رئاسة الحكومة، أكد بينيت على موقفه المعارض للعودة للاتفاق النووي مع إيران، كما ألمح إلى أن إسرائيل ستواصل هجماتها المتخفية على البرنامج النووي الإيراني.
وبالتوازي مع ذلك سيواصل بينيت مجابهة إيران قائلا إنه سيقدم “رؤية استراتيجية جديدة” بشأن إيران، ستشمل تعزيز العلاقات مع الدول العربية المعارضة لنفوذها الإقليمي وطموحاتها النووية، بما يقود إلى تشكيل “تحالف إقليمي مع الدول العربية”.
وأوضح أن الرؤية الجديدة تتضمن استمرار القيود الديبلوماسية والاقتصادية ضد إيران، والهجمات الإسرائيلية السرية على مصالحها ومنشآتها، بما يندرج ضمن “المنطقة الرمادية”.
نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا لمحررة قسم العالم اليوم في الصحيفة، كلير باركر، قالت فيه إن انسحاب أمريكا من أفغانستان استند إلى استنتاج مفاده أن الجماعات الإرهابية لم تعد قادرة على استخدام البلاد لشن هجمات على أمريكا.
وقال الرئيس بايدن في تصريحات من البيت الأبيض الأسبوع الماضي: “ذهبنا إلى أفغانستان منذ ما يقرب من 20 عاما بأهداف واضحة: القضاء على أولئك الذين هاجمونا في 11 أيلول/ سبتمبر 2001، والتأكد من أن القاعدة لا يمكنها استخدام أفغانستان كقاعدة لمهاجمتنا مرة أخرى.. وقد فعلنا ذلك”.
قال ذلك مدافعا عن انسحاب القوات الأمريكية بعد الانهيار السريع للحكومة الأفغانية في مطلع الأسبوع، وضعفت القاعدة بشكل كبير منذ عام 2001، والتزمت طالبان بمنعها من مهاجمة أمريكا وحلفائها.
وقالت طالبان إنها لن تسمح للقاعدة أو الجماعات الإرهابية الأخرى بشن هجمات من البلاد.
ويحتفظ تنظيم داعش وهو خصم لطالبان بوجود في أفغانستان. وقال الخبراء إن من المرجح أن تحاول طالبان اجتثاثه، لكن التنظيم أيضا قد يستفيد من الفراغ الأمني، حيث تحاول طالبان تعزيز سلطتها.
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن هناك انتقادا وشكوى في أوروبا من طريقة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، رغم أن الرئيس جو بادين قال إنه لم يسمع أي انتقادات من حلفاء أمريكا للانسحاب.
وتؤكد الصحيفة في مقال لمراسلها للشؤون الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي ستيفين إيلانغر إن مسؤولين من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا اشتكوا من أنه على الرغم من وعود بايدن بالتشاور، إلا أنه كان هناك إملاءات أكثر من الحوار حول أفغانستان.
لقد أضاف الفشل الذريع الأخير في كابول، بعد الزلات الأمريكية السابقة في ليبيا وسوريا، ناهيك عن العراق، مزيدا من الإلحاح على السؤال الذي يواجه حلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ نهاية الحرب الباردة تقريبا، قبل وقت طويل من ظهور الرئيس ترامب على الساحة: هل سيكون هناك أي تحول جدي في الطريقة التي يعمل بها حلف الناتو، حيث تقود أمريكا وأوروبا تتبع؟.
قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إنه سيطلب من بايدن خلال مكالمة مجموعة السبعة إبقاء مطار كابول مفتوحا لرحلات الإجلاء بعد الموعد النهائي الأصلي نهاية الشهر، وهذه المرة يبدو من المحتمل أن يوافق بايدن.
لكن مطالب الحلفاء بـ “الانسحاب القائم على الظروف” قوبلت بالرفض من بايدن، الذي أصر، ربما بشكل متسرع بعض الشيء، على تحديد موعد نهائي صارم لمغادرة أفغانستان. وقال سفير بارز في حلف شمال الأطلسي إنه لم تقف أي دولة وتقل لا.
تولى بايدن منصبه ولديه فرصة لإعادة العلاقات مع أوروبا بعد صدمة سنوات ترامب. في حين أنه قال جميع الأشياء الصحيحة تقريبا بشأن قضايا التجارة وتغير المناخ، فإن الإخفاق في أفغانستان جعل العديد من الأوروبيين مقتنعين أكثر من أي وقت مضى بأنهم لا يستطيعون الاعتماد على أمريكا لرعاية مصالحهم الأمنية بغض النظر عمن يسكن البيت الأبيض.
لقد أدى تحول تركيز السياسة الخارجية لواشنطن إلى مواجهة النفوذ العالمي المتزايد للصين إلى تعميق مخاوفهم.
وخلال اجتماع قمة الناتو في حزيران/ يونيو، والذي حضره بايدن، وصف رئيس جمهورية التشيك، ميلوس زيمان، قرار سحب القوات من أفغانستان بأنه “خيانة”، بحسب ما نقل مسؤول حضر الاجتماع في وقت لاحق. شكره ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف الناتو، وانتقل إلى الموضوع الأمريكي المفضل وهو تحدي الصين.
وكونهم لا يستطيعون استبدال الجيش الأمريكي أو البقاء في أفغانستان بدون القوات الأمريكية، ترك حلفاء الناتو الانسحاب إلى حد كبير لواشنطن. لم يكن لدى الناتو خطة تنسيق للإجلاء، وقد فاجأ الانتصار السريع لطالبان الجميع وأحرجهم، مع وجود مسؤولين بارزين في الناتو في إجازة الصيف وعدم وجود سفير أمريكي معين للناتو.
تبدو بعض الدعوات للتغيير أكثر جدية مما كانت عليه في الماضي. وصف أرمين لاشيت، السياسي المحافظ الألماني الذي يهدف إلى خلافة أنجيلا ميركل في منصب المستشار، انسحاب أمريكا بأنه “أكبر كارثة شهدها حلف الناتو منذ تأسيسه”.
وقال جوسيب بوريل فونتيليس، مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، للبرلمان الأوروبي إن المغادرة كانت “كارثة للشعب الأفغاني وللقيم والمصداقية الغربية ولتطوير العلاقات الدولية”.
تساءلت تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، التي سارعت لتكون أول زعيم أجنبي يلتقي الرئيس المنتخب حديثا ترامب، في البرلمان: “هل كانت معلوماتنا ضعيفة لهذه الدرجة؟ هل كان فهمنا للحكومة الأفغانية ضعيفا لهذا المستوى؟ هل كانت معرفتنا على الأرض غير كافية إلى هذا الحد؟ أم أننا اعتقدنا فقط أنه كان علينا أن نتبع أمريكا ونأمل أن يكون كل شيء على ما يرام؟”
قال ياب دي هوب شيفر، الأمين العام لحلف الناتو من عام 2004 إلى عام 2009، إن الانتقاد الأوروبي لبايدن كان دقيقا تماما، ولكنه أيضا بدون أهمية إلى حد ما، لأننا “نحن الأوروبيين أصبحنا مدمنين على قيادة أمريكا”. وقال إنه بالنظر عن صعود الصين، فإن “العلاقة عبر الأطلسي كما عرفناها لن تكون أبدا هي نفسها”.