تقارير ووثائق
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في ذكرى اسبوع الشهيد القائد الحاج عباس اليتامى (أبو ميثم) في 22-8-2021
أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم، بسم الله الرّحمن الرّحيم، والحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسّلام على سيدنا ونبينا وخاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السادة العلماء، الإخوة والأخوات، الحفل الكريم السلام عليكم جميعًا ورحمة الله وبركاته.
أولًا أتقدّم إلى عائلة أخينا الشهيد القائد أبو ميثم، العائلة الكريمة والشريفة فردًا فردًا، وإليكم جميعًا أنتم الذين تعرفونه وتحبونه وتحترمونه أتقدّم إليكم جميعًا بالتبريك لنيل قائدنا المجاهد الكبير ما تمنّاه، وما سعى إليه، وغاية المنى، وبالتعزية لفراق أخ ووالد وعزيز وحبيب. هذه هي حالنا مع الشهداء نبارك ونعزّي.
يقول الله تعالى في كتابه المجيد بسم الله الرحمن الرحيم “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلًا”. وأبو ميثم من مصاديق هذه الآية، المصاديق الواضحة والمشرقة. عندما نعود إلى سيرة حياته، وأنا في كلمة اليوم هناك مقطعان، المقطع الأول عن الشهيد القائد، وأدخل منه ومن المنطقة ومن مدينة الهرمل إلى المقطع الثاني في الوضع العام. عندما نعود إلى الحاج عباس اليتامى أنا هنا عندما أدلي بشهادة إنّما أدلي بشهادة شخصية من معرفة شخصية. وليس عن فلان عن فلان لأنّنا عشنا سويًا. أنا أعرفه عن قرب منذ بداية انطلاقة هذه المسيرة، هو وكثير من هؤلاء الشهداء وخصوصًا هؤلاء القادة الشهداء. أنا دائمًا أحبّ عندما نكون في محضر أمثال الشهيد عباس اليتامى أن أستحضر كلمة الجيل المؤسّس لحزب الله، هناك جيل مؤسّس، هناك جماعة مؤسسة، وليس أفراداً أو أشخاصاً حتى يدّعي أحدنا أنّه هو الذي أسّس، أو فلان وفلان وفلان هم الذين أسّسوا حزب الله، أو هذه المقاومة الإسلامية. هذا الجيل لم يكن كلّه شباب، كانوا شبابًا وكبارًا وصغارًا، رجالًا ونساءً. أنا أحبّ أن أسميهم جماعة الـ 82 جماعة 1982 الذين أصبحوا الآن تقريبًا كلهم شيبة، وكلّهم تقدموا في السن، ولكنّهم لم يُغادروا لا الميادين ولا الساحات ولا المعارك ولا المواجهات على أشكالها وعلى أنواعها.
منذ البداية وطبعًا هذا الجيل في مرحلة التأسيس عام 1982 في كل المناطق اللبنانية تحمّل أعباءً، وقدّم تضحيات، وصبر صبرًا جميلًا، وعاش معاناة شديدة. اليوم الحمد لله نحن عدد في العدد والعدة والإمكانات والقدرة والنفوذ والاحترام والتقدير والاحتضان و ..و.. و..، ما لا يقاس بتلك المرحلة الصعبة والقاسية.
الأخ عباس الشهيد أبو ميثم التحق بهذه المقاومة وله من العمر 17 سنة أو 18 سنة في بداية ريعان الشباب في زهرة الشباب. وسرعان ما برزت واتضحت أمام بقية إخوانه صفاته الشخصية، ومن صفاته الشخصية: التديّن، الإيمان، الأدب الوافر، الحلم، سعة الصدر، حسن العشرة كلكم تعرفون أنّني لا أُجامل، تعرفون الحاج عباس وعايشتموه. كانت روحه جميلة كطلته الجميلة، الشجاع االمقدام، صاحب الهمة العالية، صاحب الأفق الواسع، لم يكن محصورًا بعائلة ولا بقرية ولا بشارع ولا بحي ولا بمنطقة، كان أفقه واسع. كان الإنسان الرسالي، الإنسان المستعد للتضحية، الإنسان الحاضر في الميدان وفي الجبهات، الإنسان الذي لم يكن يسأل لا عن صفة ولا عن موقع ولا عن منصب أو عن امتيازات شخصية، الانسان الذي يصاب بالجروح والجراح فلا تقعده جراحه. وكان الإنسان الذكي سريع الاستيعاب وسريع التطور، الإنسان الذي بدا منذ سنواته الأولى أنّه يملك قدرات قيادية ممتازة.
ولذلك الحاج عباس بدأ في حزب الله مقاتلًا فردًا عاديًا مقاتلًا، ثمّ أصبح مدرّبًا في معسكرات التدريب في تلك المرحلة، ثمّ بدأ يتولّى مسؤوليات مختلفة على مستوى كل البقاع في مرحلة مسؤول عمليات البقاع أتحدّث عن الثمانينات. ثم غادر إلى البقاع الغربي إلى الجبهة، ثمّ غادر إلى الجنوب إلى الجبهات وشارك في العمليات الميدانية بشكل مباشر.
سأكمل بعد قليل، لكن ما يجب أن أقوله هنا من جملة المميزات الكبيرة والمهمة في القادة العسكريين في المقاومة في هذه المسيرة من 1982 إلى اليوم. أنا الآن عندما استعرضهم ممّن قضى منهم أبدأ مثلًا من الحاج عماد، السيد مصطفى بدر الدين، الحاج حسان اللقيس، وعندما نُكمل بقية الإخوة العسكر الذي الشهيد عباس اليتامى هو رفيق هؤلاء، ورفيق علاء البوسنة، وعلاء الدفاع الجوي، علاء القماطية كلّ واحد يسميه شكل رفيق أبو محمد سلمان، ورفيق أبو محمد الاقليم هذا الصف من القادة الشهداء. هؤلاء كلّهم من قضوا ومن مازال اليوم في موقع المسؤولية من أعلى مستوى في القيادة العسكرية إلى أي مستوى في القيادات العسكرية، ميزتهم أّنّهم جميعًا بدأوا مقاتلين، بدأوا من الميدان كانوا شباب 18 سنة 19 سنة 20 سنة، ويعرفون ما معنى القتال، وما معنى التضحية، وما معنى أزيز الرصاص، وماذا يعني الدفاع والهجوم، وماذا يعني الخطر والتهديد والقصف والنار والحصار.
ولذلك من خلال مسيرهم الميداني هم راكموا التجربة، واكتسبوا العلم فازدادوا كفاءة، إضافة إلى ايمانهم وإلى أخلاقهم وإلى رساليتهم.
الشهيد عباس واحد من هؤلاء وأكمل في حرب تموز، كان من القادة العسكريين في جبهة الجنوب تصوّروا ابن الهرمل هو قائد عسكري في جبهة الجنوب يقاتل في جبهة الجنوب إلى اليوم الأخير إلى الساعات الأخيرة. وكما ورد في التقرير قبل قليل الرسالة التي أرسلت في ذلك اليوم باسم المجاهدين، ونيابة عن المجاهدين مجاهدي المقاومة، والتي أبكتنا جميعًا وأنا من جملة من أبكتهم تلك الرسالة كتبها الشهيد عباس اليتامى، هذا يعبّر عن مستوى إيمانه، ومستوى وعيه، ومستوى ثقافته، ومستوى معرفته، وعن روحه ونقائه وصفائه وإخلاصه لأنّ كل إناء ينضح بما فيه. لو عدتم الآن إلى هذه الرسالة ستقرأون فيها الكثير من الدروس التي كثّفها ولخصها الشهيد عباس اليتامى كأستاذ في المعرفة والثقافة والوعي والإيمان.
بعد ذلك أيضاً تحمّل مسؤوليات لم يكن يعنيه أين، في أي منطقة يعمل هو كان في مرحلة أيضًا مسؤول الوحدة العسكرية في المنطقة الخامسة يعني في جبل لبنان ومنطقة الشمال. وعندما بدأت الأحداث في سوريا واتخذنا قرارًا أن نذهب إلى هناك، الشهيد عباس اليتامى كان من أوائل القادة الذين التحقوا بالجبهات، وذهب إلى أين؟ طبعًا كل الأماكن في السنة الأولى في الأشهر الأولى في معركة سوريا كانت أماكن خطيرة كلّها تقريبا كانت أماكن خطيرة، ولكنّه ذهب إلى أخطر الأماكن، إلى حلب إلى مدينة حلب إلى منطقة حلب إلى المدينة المحاصرة إلى المطار المحاصر إلى الطريق الطويل من أثريا إلى حلب الذي كانت تسيطر عليه داعش، وهو كان قائدًا في الميدان يقود مقاتليه ويمشي أمامهم، وكل المعارك التي خيضت في تلك المنطقة وصولًا إلى تحرير حلب وإلى تحرير القرى والبلدات في محيط المدينة وإلى تحرير مدينتي نبل والزهراء وإلى تحرير السجن الكبير إذا تذكرون، وإلى تحرير مطار كويرس كان الشهيد عباس اليتامى هو قائد الميدان إلى جانب القادة الكبار في تلك المعركة من قادة الجيش السوري ومن قادة المقاومة، ومن قادة الإخوة المستشارين الإيرانيين الجنرالات الكبار وفي مقدمهم كان الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني رضوان الله تعالى عليه. ولم يغادر أبدّا، لم يغادر الشهيد عباس اليتامى حتى بعد تحريرها بقي هناك وبقيت أولويته هناك.
عندما بدأت معركة تحرير البادية التي انتهت بتحرير دير الزور، والميادين، والبوكمال كان أيضًا من جملة القادة العسكريين الأساسيين في تلك المعركة، هو لم يحصر نفسه في مكان دون مكان في هذه المعركة الكبيرة في مواجهة هذه الحرب الكونية، وإلى جانبه كلّ هؤلاء القادة الذين استشهدوا وكثير من القادة الذين ما زالوا على قيد الحياة حفظهم الله.
وأيضًا عمل بقوة مع القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني، ومع القائد الشهيد السيد مصطفى بدر الدين أثناء توليه لمسؤولية قوات حزب الله في سوريا، والحاج أبو ميثم على الإطلاق لم يتعب، لم يمل، لم يضعف، لم يهن، لم يتردد. كان لديه وضوح شديد في الرؤية حول هذه المعركة، وحضور كبير في ميادين هذه المعركة، وكان يمكن أن يُقتل في أي معركة لأنّه كان دائمًا في قلب الحصار، كان دائمًا في خطوط المواجهة الأمامية، كان دائمًا في قلب الخطر. ولكن شاء الله سبحانه وتعالى أن ينصره وأن تبقى راية النصر في يده حتى تحقق كل هذه الانتصارات الكبيرة والعظيمة.
اليوم نحن بين يدي قائد كبير عزيز حبيب من قادة المقاومة الشهداء الذين مَضوا على بصيرة وصبر وإيمان وشوق وعشق وأخلاق وصدق. وأبو ميثم الكل أيضًا يعرفه، هذه الدنيا في نهاية المطاف تخطف بعض الناس وتلوث بعض الناس، وتهزم بعض الناس بزخارفها بمداعبها بحبائلها، تأسرهم تقيّد أيديهم أرجلهم قلوبهم عيونهم أسماعهم، إلا أنّ الشهيد عباس اليتامى بقي طاهرًا نقيًا صافيًا كما بدأ في هذه المسيرة، كانت عاقبته حسنة وخاتمته في الشهادة وثباته في هذا الطريق الذي نسأل الله سبحانه وتعالى لنا جميعًا حسن العقابة والثبات أمام كل هذه الظروف الصعبة. لم تهزه الزلازل والعواصف ولا الفتن ولا التساؤلات ولا التشويهات ولا التشكيكات لأنّه كان يملك كل هذا العزم الكبير، وكل هذا القلب الكبير، وكل هذا الإيمان الكبير.
طبعًا أن يخرج عباس اليتامى الشهيد القائد من مدينة الهرمل هذا ليس أمرًا غريبًا ولا عجيبًا. فمدينة الهرمل ومنطقة الهرمل، مدينة الهرمل هي مدينة الشهداء، ولطالما قدّمت الشهداء من خيرة شبابها ورجالها وأبنائها في هذه المقاومة.
منذ البدايات منذ 1982 دائمًا كانت تُلبي النداء وبحضورٍ كبير وبصدقٍ عظيم، وكانت كما يقال خفيفة المؤونة كثيرة المعونة، هكذا أهلها، رجالها ونسائها، وهكذا أهل هذه المنطقة منطقة بعلبك الهرمل منطقة البقاع، اليوم الشهيد القائد عباس اليتامى (أبو ميثم) كأخوانه بقية الشهداء هم شهود على ان أهل هذه المنطقة الشرفاء منذ البداية آمنو بهذه المسيرة، شاركوا في صنعها وتأسيسها، إحتضنوا المقاومة في بيوتهم وجرودهم ووديانهم ومعسكراتهم ومدارسهم، وأعطوها خيرة شبابهم. ليس أمراً بسيطاً في حسابات الفهم والوعي والإيمان والوطنية أن تجد إبن الهرمل وابن بعلبك وابن البقاع أين؟ منذ الـ 82 في الخطوط الأمامية في الجنوب، دفاعاً عن الجنوب ودفاعاً عن كل لبنان، وأن تجده في الخطوط الأمامية في حلب، وأن تجده في الخطوط الأمامية في دير الزور والبوكمال لأنه يفهم جيّداً ان المستهدف في هذه المعركة كل محور المقاومة، هؤلاء لم يبخلوا بشيء لا في مواجهة المشروع الصّهيوني فذهبوا جنوباً، ولا في مواجهة المشروع الأمريكي الصّهيوني الإرهابي الذي استخدم الجماعات التكفيرية في السّنوات الماضية الأخيرة، ذهبوا الى حدود لبنان الجنوبية ليدافعوا عن كل لبنان، وعندما جاءت الجماعات التكفيرية الى جرود بعلبك الهرمل والى مناطق السلسلة الشرقية وهدّدوا كل المنطقة، كل البقاع كان مهدّداً وكل لبنان كان مهدّداً من خلال توسّع هذه الجماعات التكفيرية وهم لم يتردّدوا ولم ينتظروا أحداً، أهل بعلبك الهرمل- أهل البقاع ليدافعوا عن مناطقهم وبلداتهم وقراهم وليدافعوا عن كل لبنان، وهم كانوا يرون بأم العين سكوت الدولة اللبنانية في ذلك الحين، عجز الدولة اللبنانية، وكانوا يعرفون جيداً ان السفارة الأمريكية والأمريكيين كانوا يحتضون هؤلاء الإرهابين التكقيريين في جرودنا، كانوا يمنعون الدولة اللبنانية حكومة وجيشاً من أن تتخذ قراراً حاسماً في مواجهة هذه الجماعات الإرهابية، كان أتباع وأدوات السفارة الأمريكية من السياسيين يشكلون الوفود إلى هذه الجرود “لإحتضان الذين سمّوهم بالثوّار” ! هذا كان يراه أهل البقاع الذين كانوا يعانون من القصف والإعتداءات والسيارات والمفخخة والعمليات الإنتحارية، حملوا السلاح وقاتلوا ودافعوا عن قراهم وعن بلداتهم، مع العلم أن هذه المنطقة منذ تأسيس الدولة اللبنانية لم تجد لدى هذه الدولة ومن هذه الدولة سوى الإهمال والحرمان والتّقصير، لكن هذه المنطقة وأهلها تجاه الدولة وتجاه الوطن لم يقدّموا سوى الصّدق والوفاء والحضور والدّفاع والشّباب وخيرة الشباب والدّماء الزّكية، ويجب أن تتوقّف الدّولة عن هذا السّلوك اتجاه هذه المنطقة مع التأكيد بأن أهل هذه المنطقة لن يُبدّلوا سلوكهم أيّاً يكن أداء هذه الدولة تجاههم لأن سلوكهم ليس رد فعل على خدمات متبادلة، لأنّ سلوكهم ينطلق من خلفية إيمانية، من خلفية إنسانية، من خلفية أخلاقية، هي ثقافة هذه المدرسة التي نَعيش أيامها، ثقافة كربلاء، ثقافة الإمام الحسين عليه السلام، ثقافة تحمل المسؤولية، ثقافة عدم الوقوف على الحياد في مواجهة الباطل والظلم والطغيان والإحتلال والغزو والإذلال، ثقافة نصرة الحقّ حتى ولو كان أهل الحق قلّة وكان أهل الباطل كثرة وكان ضجيجهم عظيماً، هذه الثقافة هي التي تجعل أهل هذه المنطقة يُقابلون كل هذا التقصير وكل هذا الإهمال وكل هذا الحرمان وكل هذا من إدارة ظّهر الحكومات اللبنانية المتعاقبة، ورغم ذلك يُقابلونه بالبقاء في موقع تحمل المسؤولية لأنهم ينتمون إلى هذا الفكر وإلى هذه الثقافة.
أيها الأخوة والأخوات، هنا تكمن أيضاً سرّ قوّة هذه المسيرة، أنها مسيرة لم تنطلق في يوم من الأيام لتبحث عن مكاسب سياسية هنا، وهنا تكمن مشكلة الأمريكان ومشكلة كل جماعة الأمريكان في لبنان والمنطقة، لأنه من أهم عناصر النجاح هو أن تعرف عدوّك وأن تفهم عدوّك وأن تحيط بعناصر القوّة والضّعف لدى عدوّك، نحن عدوّهم، نحن عدوّ أمريكا والهيمنة الأمريكية في المنطقة، نحن عدوّ الكيان الصّهيوني والمشروع الصّهيوني في المنطقة، نعم نحن عدوّ ولنا الشّرف أن نكون هذا العدوّ، لكن رغم كل هذه السّنين هم ما زلوا لا يفهمون هذا العدوّ، ولا يعرفون كل نقاط قوّته وكل نقاط ضعفه، ولذلك يفشلون في مواجهته، هم يظنّون أن هذا العدوّ – أي نحن – جماعة يبحثون عن دنيا، فإذا هدّدونا بالدنيا فهم يستطيعون أن يُسقطوا إرادتنا وعزمنا ويُبدّلوا موقفنا، وهم لم يستطيعوا أن يستوعبوا حتى الآن أننا ننتمي إلى إسلام محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلّم وأننا ننتمي إلى كربلاء الحسين عليه السلام، هؤلاء لا يمكن أن يفهموا كلاماً يقوله شاب في مقتبل العمر اسمه علي الأكبر عندما قال له أبوه إننا ماضون إلى الموت قال إذاً لا نبالي أوقعنا على الموت أم وقع الموت علينا ما دمنا على الحقّ، اولسنا على حقّ؟ إذاً لا نبالي؟ نحن أبناء هذه المدرسة! نحن شبّاننا يتعلمون من القاسم ابن الحسن الشاب الفتى الصّغير ماذا يعني أن تكون الشّهادة القتل في سبيل الله أحلى على قلبه من العسل! هل يمكن لزعماء ورؤساء وخبراء واستراتيجيين وقادة فكر ورأي مثلاً في مراكز الأبحاث والقرار في الولايات المتحدة الأمريكية أن يفهموا وأن يستوعبوا كيف لشاب صغير أن يصبح القتل الدامي بالنسبة له أطيب وأحلى من العسل!؟ عندما نكون طلاب آخرة، عندما نكون طلاب كرامة، عندما نكون طلاب عزّة، عندما نكون في مدرسة تقول لنا أن الدفاع عن الناس وأعراض الناس ودماء الناس وأن خدمة الناس هي أعظم القُربات الى الله وهي أعلى درجات العبادة لله سبحانه وتعالى، كيف ممكن أن يفرّقوا بيننا وبين هدفنا ورسالتنا ومسيرتنا وموقفنا؟ ولذلك كل المحاولات خلال السنوات والعقود الماضية فشلت، واسمحوا لي وأنا أدخل هنا الى المقطع الثاني من كلمتي أن أقول لكم كي نقول الأمور بكل شفافية ووضوح، أن المعركة التي كانت تُخاض في لبنان ضد المقاومة وضد كل القوى الوطنية الحقيقية، القوى الوطنية الحقيقية يعني من؟ يعني التي تريد سيادة لبنان حقاً، أن يكون القرار للبنان حقاً، أن يكون نفط لبنان وغاز لبنان للبنان، ان تكون مياه لبنان للبنان، أن تكون خيرات لبنان للبنان، هؤلاء هم الوطنيون الحقيقيون، لا تلتفتوا للتفاهات والإدّعاءات، لأنه في موضوع السيادة أن المقاومة الحامية التي ترد على الغارات الإسرائيلية هذا يصبح موقع إدانة، أما أن تأتي الطائرات الإسرائيلية قبل أيام ومن سماء لبنان تقصف سوريا وترعب العديد من أهل المدن والقرى في لبنان وتعرّض الطيران المدني – لست أنا من أقول هذا وانما الدولة اللبنانبة – للخطر، طائرات مدنية وركّاب طائرات هي لا تستحق لا من السياديين ولا من الحياديين حتى كلمة، كلمة تنديد، على كلّ الهدف، المقاومة والوطنيين في لبنان الذين يريدون لبنان خارج الهيمنة الأمريكية، الذي يدير هذه المعركة هي السفارة الأمريكية وسفرائها المتعاقبون وليس فقط السفيرة الحالية، من أول يوم في 2005، السفراء المتعاقبون كانوا هم القائد الحقيقي لكل من كان يقاتل في هذه المعركة، هذا بكل وضوح، المعلومات تفيد بذلك والاتصالات كذلك والوثائق تقول هكذا، وثائق ويكيليكس تقول ذلك، وكم أن السفير الأمريكي أو السفيرة الأمريكية متوغلين مع المسؤولين اللبنانيين، مع الأحزاب، مع الوزراء، مع الرؤساء الى حدّ أنهم يتكلمون في التفاصيل اللبنانية، فيتدخلون بالتعيينات والموازنات وفتح الاعتمادات وفي التحالفات وقانون الانتخابات وفي كل شيء.. هؤلاء يريدون لبنان في قبضتهم، تحت هيمنتهم، وفي خدمة إسرائيل، وأن لا يشكل أي تهديد لإسرائيل أو أن يجرأ أن يقف في وجه أطماع إسرائيل وتهديدات إسرائيل، من الذي يدير هذه المعركة؟ هي السفارة الأمريكية! من 2005 وفشلوا، في الـ 2005 حاولوا ان يوظّفوا الانقلاب الذي حصل، التحول الكبير الذي حصل، التطورات الخطيرة التي حصلت وتم استيعابها ببركة الوعي والحكمة والانضباط والصّبر والبصيرة والتحالفات لن نخوض الآن في هذا الموضوع، راهنوا في 2006 على حرب تمّوز لتُسحق المقاومة وفشلت، راهنوا على جرّ المقاومة في أيار 2008 الى صدام مع الجيش والقوى الأمنية تحت عنوان سلاح الإشارة وفشلوا بسبب مبادرة المقاومة، وبعدها طويلاً جاؤوا بأموال طائلة باعترافاتهم هم، عشرات مليارات الدولارات أُنفقت من 2005 الى اليوم، عشرات مليارات الدولارات من أجل تشويه المقاومة، من اجل التآمر على المقاومة من أجل نزع سلاح المقاومة، من أجل شراء الذّمم وصنع اصطفافات في وجه المقاومة وفشلوا وكانت تديرها السفارة الأمريكية، جائت الاغتيالات والعمليات الأمنية وفشلوا، جاءت الحرب الكونية على سوريا والتي كانت تستهدف كل محور المقاومة والمقاومة في لبنان وفشلوا، وأرسلوا انتحاريين الى بعلبك والى الهرمل والى الضاحية الجنوبية وفشلوا في هذه الجرود والتي سنتكلم عنها بعد بضعة أيام في عيد التحرير الثاني، حسناً، إذاً كل شيء فعلوه فشلوا به، في السياسة، الإعلام، التشويه، الشتائم، الدعايات، التمويل، وكلنا نتذكر هذا عندما كنا في 2008 – 2009 عندما اعترف فيلتمان الذي كان سفيراً في حينه أنهم أنفقوا 500 مليون دولار في لبنان فقط لإبعاد الشباب عن حزب الله وتشويه صورة حزب الله، أنا لو باستطاعتي لكنت أريت فيلتمان كيف أن الخط البياني في تصاعد وكيف هو التحاق الشباب بحزب الله وانا في السابق قلت في لقاء داخلي إلا اني لم أذكر الأرقام لكن اذا انا أفصحت عن رقم عديد حزب الله اليوم الكثيرون سيُصابون بالرّعب، وممكن أن يعتبر البعض أن السيد يهدد، لأن الموضوع البشري أهم بكثير من موضوع امتلاكك السلاح وحجم الامكانات، على كل هذا كله مارسوه، وصلنا الى المرحلة الحالية، لا أُريد ان اعيد شيء ذكرته سابقاً ولكن فقط لاستحضار الذهن كي نصل، المهم انتقلوا الى المرحلة الجديدة التي هي الاستهداف في حياة الناس، في معيشة الناس، في ارزاق الناس، هذا كله تتحمل مسؤوليته الولايات المتحدة الأمريكية وتديره في لبنان السفارة الأمريكية، انتم لا تخمّنوا أن السفارة الأمريكية جالسة وتُشاهد وتجمع تقارير! هي تتدخل بكل شيء، حتى بموضوع شركات المازوت والبنزين والدواء والمحتكرين كل هذا تتدخل به السفارة الأمريكية، هي تتدخل حتى في جمعيات المجتمع المدني فضلاً عن الأحزاب، وتتدخل مع البلديات حيث تستطيع أن تنسج علاقة مع البلديات وهكذا، حسناً، وصلوا اليوم الى مرحلة، بعد أن أيضاً فشلوا في إيجاد حرب أهلية في لبنان، لأكون شفافاً كوني لا احبّذ أن اتكلّم عن أحد من العرب لكن لست قادراً أن اتخطّى الحقائق، هم والسعودية عملوا خلال السنوات الماضية لإفتعال حرب أهلية في لبنان لكنهم فشلوا ولم يقدروا لأنه دائما كما يقال، من يستطيع أن يقوم بحرب أهلية لا يريد ذلك، ومن يريدها لا يستطيع، حرب أهلية على أساس طائفي وعلى أساس سياسي ومناطقي لا يستطيعون عليها، حاولوا كثيرا ان يجرونا الى صدامات داخلية لم يستطيعوا، حسنا، ما هو البديل؟ البديل هو التفتيت، هو ما يعمل عليه من 17 تشرين 2019 الى اليوم، تفتيت هذا المجتمع، تفتيت الدول والاحزاب والقوى السياسية والعائلات والمناطق والطوائف وحتى تفتيت القرى والبلدات، عن طريق المس بوسائل العيش، بدل الحرب الاهلية في لبنان تستبدل بالقتال، بدل القتال بين حزب وأخر وبين جماعة وأخرى، كلا، الأخ يقاتل أخوته والعائلة تقاتل بعضها وأولاد الضيعة يقاتلون بعضهم على محطات البنزين ويتقاتلون بالسكاكين، هذا ولا زلنا وهم مفترضين بأول الأزمة، وغدا نطلق النارعلى بعضنا في أفران الخبز وفي التقاتل على المواد الغذائية، ورأينا في السوبرماركات والتعاونيات ماذا حصل، من أجل البضائع المدعومة من أجل أن لا يوقفوا الدعم، وعلى الدواء و..و..و.. الخ. فيذهب البلد إلى الفوضى، وفي هذه الفوضى لا يعد أحد يمون على أحد، أخواني وأخواتي وأهلي الكرام هنا أنا أتكلم لكل اللبنانيين اليوم، يتجاوز الأمر تقليب بيئة المقاومة على المقاومة، كلا هذا الموضوع أصبح أكبر من هذا، صار الموضوع ضرب المجتمع اللبناني وضرب حياة اللبناني بكرامته وحياته ومشاعره وعواطفه وبيته وعائلته، هذا ما تديره السفارة الأميركية اليوم، حسنا، بعد ذلك نصل الى مكان ممنوع الدولة تقدم على أي شيء، يأتي بنزين يحتكر ويهرب، حسنا، تفضلوا أمنعوا ذلك، ممنوع، ممنوع، حسنا، تفضلوا تحملوا المسؤولية، تشعر أن البلد متروك، الآن في الأسابيع الأخيرة تحركة العالم، الجيش والقوى الأمنية ومشكورين وممنونين، لكن هذا كله مستهدف، لا يحصل كل ذلك ببساطة وبالصدفة، كلا، المطلوب أن تنهار الدولة والمجتمع والطوائف والأحزاب السياسية، هؤلاء من يظنون أن المطلوب هو فقط حزب الله أن ينهار، هؤلاء مُشتبهون، فإطلاق النار على الجميع، عندما نزلوا في 17 تشرين وبعد 17 تشرين هي فقط قصة فساد “كلن يعني كلن” أو عندما يأس الأميركيون والإدارة المتعاقبة ومن معها من دول إقليمية وبعد أن انفقوا 30 مليار دولار أقل شيء بإعترافهم هم، على هذه الأحزاب والقوى السياسية ولم تستطع أن تخدم المشروع الذي هم يريدونه، يأسوا من الأحزاب ويذهبوا الى جمعيات ما يسمى بالـ NGOS جمعيات المجتمع المدني، الكل مستهدف اليوم لنصل إلى مرحلة الإضطراب والمخاطر وتطلق الناس النار على بعضها البعض وتقتل بعضها وتهجم بعضها وبعد ذلك يأتون هم المنقذ وتحت ضغط الجوع وضغط البنزين والمازوت والدواء وإنهيار العملة والفوضى وغياب الأمن الإجتماعي يأتيون ليفرضوا حكومتهم وشكل الانتخاب الذي يناسبهم والرئيس الذي يناسبهم وما يناسبهم من الإتفاقات مع العدو الإسرائيلي، وليس فقط أن يأخذوه إلى ترسيم الحدود “ويشلحوا” لبنان نفط وغاز في أكثر منطقة يوجد فيها وفرة، بل يأخذوه الى التطبيع، أصلا يسلخوه عن هويته وعن تاريخه وعن ثقافته، هذا ما يريدونه الأميركيون، حسنا هذا نحن إعتبرناه حرب، وقلنا نحن اليوم في حالة مواجهة، خلال كل الفترة الماضية كنا نطرح بدائل معقولة وممكنة لكن هذه البدائل ليس حزب الله يستطيع أن ينفذها ويطبقها، هذه بدائل تحتاج إلى الدولة، يعني لست أنا حزب الله الذي يستطيع أن يفتح الباب أمام الشركات الصينية لكي تأتي وتستثمر في البلد، وتعمر وتبني وتؤمن فرص عمل، ليس حزب الله من يستطيع أن يفتح البلد أمام الشركات الروسية، ليس حزب الله من يستطيع أن يفتح البلد أمام الشرق كله لكي يأتي ويستثمر في لبنان، هذا بحاجة إلى الدولة، وليس حزب الله من يستطيع أن يذهب مثلاً بالنيابة عن البنك المركزي أو الحكومة اللبنانية وأن يقوم بالكثير من الأمور، وأن يقوم بإتفاقات لإيجاد معامل كهرباء تابعة للدولة، يستطيع أن يأخذ ترخيص وينشىء معمل كهرباء تابع له، شركة تجارية، ولكن لا يستطيع أن يكون بديل عن الدولة، على كل، كل هذا لن يتم الإصغاء إليه، حسنا، دعوناهم وقلنا موضوع إيران والشراء من إيران وبالليرة اللبنانية وكذا..، قالوا لنا بأن الأميركيين يضعوننا على العقوبات ويضعوا البنك المركزي على العقوبات حتى لو إشترينا بالليرة اللبنانية، طبعا بين هلالين يوجد الكثير من التهويل اليوم في البلد ويوجد جهل، يوجد أناس جهلة ويتكلمون بالسياسة، لا يوجد شيء أسمه عقوبات دولة، بعد الإتفاق النووي إيران رُفع عنها العقوبات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، الموجود هو عقوبات أميركية، طبعا العقوبات الأميركية تكفي لأنه يوجد من يخاف من الأميركيين أكثر مما يخافون من الله، وأكثر مما يخافون من ناسهم وشعبهم، على كل، قدمنا خيارات وأفكار وإقتراحات، ولم يتم الإضغاء إلى كثير مما قلنا وقال غيرنا، والبلد يمشي في هذا المسار الخطر الإنحداري، تكلمنا أنه إذا أضطررنا هذا يعني أنه سنحاول أن نشتري من إيران ونأتي بمساعدات أو هبات أو ما شاكل.. مشتقات نفطية أو مازوت أو بنزين أو دواء ومواد غذائية الخ… طبعا قامت الدنيا وقعدت، لكن أخذوها بالسخرية كعادتهم وبدأوا بسيل الأسئلة، هل يوجد في إيران بنزين ومازوت ودواء؟ أنت أين تعيش ؟ في أي عالم؟ ما هي حجم معلوماتك؟ أنت من لا يعرف العقوبات الدولية من العقوبات الأميركية، على كل، وهنا طبعا أصبح هناك خطأ في التقدير عند السفارة الأميركية وعند الخارجية الأميركية مبني على معلوماتهم ومعطياتهم من اللبنانيين أنفسهم، لأنه أنا معلوماتي أن السفارة الأميركية سألت الكثير من اللبنانيين، قالت لهم هل معقول ما يقوله هذا الرجل؟ يريدون أن يأتوا بالبنزين والمازوت من إيران، هل يحصل هذا؟ فأجابوهم، هذا مجرد كلام، هذا فقط تخدير للناس وما شاكل، لذلك هم فوجأوا بهذه الخطوة، أنا أحب أن أدخل إلى هذه الجزئية ومن ثم أعود وأختم الكلمة بشكل عام، طبعا نحن خلال هذا الفاصل الزمني كنا نتابع مع الأخوة في إيران وبطبيعة الحال يجب أن تشتري وتستلم، يجب أن يكون هناك رجال أعمال وشركات وهناك أناس مخلصين وليس لديهم مشكلة، من أجل أن يساعدوا شعبهم أن تأتي غدا أميركا عندما تخرج هذه الأسماء “أسماء رجال الأعمال اللبنانيين” وتضعهم على لوائح العقوبات، هم جاهزون أن يضحوا، هناك أناس ليسوا جاهزين أن يضحوا من أجل لبنان، جاهزون للتضحية بلبنان، ولكن ليس لمصلحة لبنان، كي لا يوضع هو أو عائلته أو أولاده على العقوبات، هناك أناس جاهزون وهم موجودون وكثر في هذا البلد، أخذ معنا الموضوع بعض الوقت أيضاً نحن كنا ننتظر لنرى بعض التطورات في البلد لأنه إذا حُلّت، كفى الله المؤمنين القتال، والله لسنا متحمسين ولا نهوى أن نعمل في شراء البنزين ولا المازوت وكل هذا الملف، ولكن مجبر أخاك لا بطل، حسنا، يوم العاشر من محرم أنا قلت أنه خلال ساعات، طبعا وقتها قلت ذلك، الان الباخرة أصبحت في البحر، قلت وقتها خلال ساعات ستبحر سفينتنا الأولى من إيران، وهي تحمل المشتقات النفطية، اليوم في ذكرى هذا القائد الشهيد أُضيف وأقول لكم أن سفينتنا الثانية ستُبحر خلال أيام قليلة إن شاء الله، وستلحق بها سفن أخرى، الموضوع ليس موضوع سفينة واحدة أو اثنتين أو ثلاثة سفن أو ما شاكل، هذا مسار، طبعا سنواصل هذا المسار طالما هناك حاجة في لبنان، نحن لن نتحول إلى شركة تجارية للبيع أو إستيراد المشتقات النفطية، طالما أن البلد بحاجة الى ذلك وسأعود وأقف قليلا عند هذه النقطة نحن نكمل تحمل المسؤولية، العنوان الذي نطرحه هو تخفيف المعاناة، هنا أريد أن أكون واضحا بمجموعة عناوين هي ترسم هذا المسار، أولا، ما سنأتي به هو لكل اللبنانيين، ولكل المقيمين على الأراضي اللبنانية، هذا لن يأتي فقط لجماعة الحزب ولا للشيعة ولا إلى منطقة لبنانية دون أخرى، عندما نريد أن نذهب إلى الأولويات ونتكلم مثلا بالمستشفيات، نتكلم بكل لبنان، ومعامل صنع الدواء والأمصال وما شاكل نتكلم بكل لبنان، وعندما نتكلم بأفران خبز نتكلم بكل لبنان، وهكذا، إذاً الهدف هم مساعدة كل اللبنانيين وكل المناطق اللبنانية وليس مساعدة فئة دون أخرى، أو منطقة دون أخرى، هذا أولا، ثانيا، نحن لسنا بديلاً عن الدولة لا في هذا الأمر ولا في غيره من الأمور، ولا نستطيع أن نكون بديلاً عن الدولة، في النهاية موضوع المشتقات النفطية، يوجد بنك مركزي ووزارة طاقة ومنشىت في الشمال والجنوب، ويوجد شركات ومحطات وإدارة وقوانين ويوجد ويوجد.. الخ. الأمر الثالث، أيضا نحن لسنا بديلاً عن الشركات التي تستورد المشتقات النفطية وتوزعها على المحطات ولسنا بديلاً عن المحطات حتى نطالب أنه لبنان بحاجة سنوياً إلى كذا مئة باخرة، فيا حزب الله فلتأتوا بهذه البواخر، كلا، نحن لسنا هنا كبديل ولسنا هنا لننافس أي أحد، نحن رأينا أن في بلدنا معاناة وأزمة مازوت وبنزين وما شاكل.. وستؤدي إلى خراب إجتماعي وإلى دمار إجتماعي والدولة لا تعالج هذا الموضوع أو تعالجه ببطىء أو بفاعلية محدودة، هل نستطيع أن نقوم بأي شيء؟ نعم نستطيع، فلنذهب ونتحرك ونفعل هذا الشيء، الموضوع بهذه البساطة، فلا يقم أي أحد بتعقيد الموضوع أو أن يأخذ له أبعاد، نحن قلنا من اليوم الأول شعبنا ينذل ونحن لا نستطيع أن نحمل أن يُذل شعبنا، هل نستطيع أن نقوم بأي شيء؟ فلنذهب ولنقوم بأي شيء، وها نحن نحاول أن نقوم، ولذلك نحن ليس المطلوب منا أن نأتي بكامل كمية البنزين التي يحتاجها الشعب اللبناني، ولا كامل كمية المازوت ولا شيء، نحن نريد أن نأتي بكميات جيدة من حيث الكم ومعقولة، وتستطيع ان تدخل إلى السوق وبالتالي نزيد العرض في مقابل كثرة الطلب ونخفف الضغط على الشركات ونخفف الضغط على المحطات ونكسر السوق السوداء، لأن السوق السوداء سوق بلا إنسانية وسوق بلا قلب، لا أريد أن أصعد أكثر من ذلك، بلا قلب، يعني عندما تصبح تنكة المازوت أو البنزين كما قال لي بعض الأخوان، أن تنكة البنزين وصلت في بعض المناطق بـ650 ألف ليرة، وتنكة المازوت بـ500 ألف ليرة، هل هذا محتكر؟ هذا حرامي وسارق كبير، هذا أنسان ليس لديه قلب، ليس لديه إنسانية، لا أريد أن أثقل العيار أكثر من ذلك، نحن نريد أن نكسر السوق السوداء ونكسر هذه الأسعار التي تعبر عن جشع وعن طمع وعن لا إنسانية ونريد أن نخفف معاناة عن الناس، هذا الذي نحن قادمون عليه، في الأمور الأخرى، نحن كيف يمكننا أن نساعد، أكيد سنساعد ولن نتخلى، لكن سنظل جنب هؤلاء نطالب بمجموعة قضايا لا يجب أن نغفلها على الإطلاق، الآن التفاصيل الثانية سنتكلم عنها الآن وسنتكلم عنها في وقت لاحق، عندما تصل هذه السفن وأين سترسي، لأنه يوجد الكثير من النقاش والتهويل والكثير من الكلام في هذا الموضوع، وما هي الآليات التي يجب أن نعتمدها، أحب أن أقول لكم أيضاً نحن سنعتمد على معايير واضحة وشفافة، وسأقوم بالإعلان عنها في الوقت المناسب، طبعا سنظل نُطالب الدولة أن تتحمل المسؤولية، اليوم سنظل نطالب الدولة أن تشكل حكومة لكي تتحمل المسؤولية، وتظل الدولة عينها على البنك المركزي، وتظل الدولة عينها على الشركات وعينها على المحطات وعلى المحتكرين وعلى المهربين، أمس قاموا بخطوة معقولة أنه بدل رفع الدعم بالكامل أن يستمر بالدعم على حساب الدولار ب 8000 ليرة إلى آخر أيلول، حسناً لكن هذا لا يكفي، هذا صحيح خطوة معقولة ولكن إذا لم يتم وضع اليد، اليوم كان عندي تقرير أن الموجود في خزان الشركات – هذا غير الذي يخبئه الناس – الشركات الرسمية للاستيراد، عشرات الملايين من ليترات البنزين وعشرات الملايين من ليترات المازوت ويقول لك لا يوجد عندنا شيء حتى نوزع على المحطات لأن السفن واقفة في عرض البحر. هذه تقارير رسمية من الجيش اللبناني والقوى الأمنية، في المحطات ما زالوا يخبئون جانباً، لماذا؟ حتى يبيعوا على سعرٍ جديد، وحتى على 8000 طالما هذا لآخر أيلول هؤلاء سيظلون يحتكرون حتى بعد أيلول يبيعون بالـ 200 ألف و 300 ألف و 400 ألف.
هذه الخطوة يجب أن تستكمل، أنا اليوم أجدد ما قلته يوم العاشر، بالدين وبالقانون، حتى بالقوانين، هؤلاء المحتكرون المصرون على الاحتكار يجب أن يعتقلوا، أما والله تذهب وتكشف على المحطة وتكتشف أن هذا محتكر والشركة الفلانية محتكرة وتقوم فقط بمصادرة البضاعة لكن هو يُكمل، هو أصلاً يجني أرباح لا شيء أمام الكمية التي صادرتها، أرباح مضاعفة، أرباح خيالية لا تخطر ببال أحد، لذلك هو يُكمل، لا يردعه فقط أن تصادر هذه الكمية، الذي يردعه أن ترميه في السجن وتفوح رائحته ويُعفن، عند ذلك يُردع هو ويُردع المكملين على نفس الطريقة، سواءً أتحدث عن المحتكرين أو المهربين، لأن البلد بهذه الحالة الخطرة.
إذاً نحن سنبقى نُطالب الحكومة أن تتحمل المسؤوليات، نُطالبها أن تذهب وتخفف معاناة الناس، اليوم البطاقة التمويلية صدر فيها قانون، انتهينا، تفضلي يا حكومة أصدري المراسيم التطبيقية، اذهبي للإجراء، الأموال؟ في 26 أيلول هناك قرض قادم تحت هذا العنوان أو يمكن استخدامه بهذا العنوان، بقليل من التيسير يمكنكم أن تبدأوا من الآن، عندما تعطوا مساعدة للناس تخففوا معاناة الناس، هذا سنبقى نُطالب فيه ونسعى له، وسنبقى نبحث عن البدائل ونعمل للبدائل، المهم أن نبقى نتحمل المسؤولية.
الخطوة التي قمنا بها لا يوجد شك أنها تركت صدى كبير في البلد وفي المنطقة وسمعتم الكثير من التعليقات والتحليلات – ليس هناك كثير من الوقت لأعلق هذا الموضوع – فقط أريد أن أقف عند مسألة مهمة، أنه بذات الوقت بعد الخطاب تخرج السفيرة الأميركية وتعلن أنها اتصلت بفخامة الرئيس وبلغته – لنقف قليلاً عند هذا الموضوع لأن دلالاته مهمة جداً – وبلغته أنني أبشرك إن شاء الله هناك مشروعين سيسيران ونحن نعمل عليهما – سأفصلهم حتى يعرفوا الناس ما القصة – هناك مشروعين نعمل عليهم وإن شاء الله يمشي الحال، المشروع الأول هو أن يأتي الغاز المصري من مصر على الأردن – طبعاً بالأنابيب، هناك أحد قال أنه سيمر في فلسطين المحتلة، هذا كلام فارغ، أصلاً لا أحد في لبنان يمكن أن يقبل بهذا الموضوع – أنه سيمر من مصر إلى الأردن ومن الأردن إلى سوريا ومن سوريا إلى الشمال، هذا الغاز المصري يُساعدنا بمحطات انتاج الكهرباء الموجودة في الشمال فيزيد الكمية الفلانية، عظيم، هذا المشروع الأول، طبعاً أهميته أن هناك تسهيل وفيه تجاوز لقانون قيصر الذي يفترض محاصرة سوريا وعدم التعاطي مع النظام في سوريا، فإذا نريد أن نتحدث بمد أنابيب ونتحدث بعبور الغاز المصري من سوريا معنى ذلك أنه يجب التحدث مع الدولة السورية وأيضاً هي تريد أن تستفيد من هذه الاجراءات. المشروع الثاني، هو استجرار الكهرباء من الأردن، أن الأردن عندها معامل توليد كهرباء، نأخذ الكهرباء من الأردن إلى سوريا ومن سوريا نعطيها للبنان، هكذا نكون نعالج لدرجة كبيرة مشكلة الكهرباء في لبنان، طبعاً هذا مهم إذا حصل وإذا ينجح من الآن – انظروا نحن أناس موضوعيين – نرحب به وأهلاً وسهلاً بالغاز المصري وأهلاً وسهلاً بالكهرباء الأردنية وأهلاً وسهلاً بكل مسعى يؤدي إلى أن يصبح عندنا في لبنان كهرباء، نحن لا حقودين ولا عقلنا صغير ولا نغرق بشبر ماء، أي أحد يريد أن يساعد لبنان، أي أحد، مثلاً عندما علقوا الناس – ليس هناك داعٍ أن أرد عليهم بل الناس ردوا عليهم – قالوا حسناً الحزب يستقدم المازوت أو البنزين من ايران فاستقدموا أنتم من السعودية أو من دول الخليج فأنتم أصحاب وأصدقاء لماذا لم تستقدموا؟ وأنا أقول لهم استقدموا، وإذا استقدمتم نحن لن نشكك ولن نتهم ولن ندين بل بالعكس سنقول شكراً، ليس هنالك مشكلة، لأننا أناس يهمنا أناسنا وشعبنا وبلدنا ومعاناة الناس بمعزل عن السياسة والمكاسب السياسية.
على كلٍ، هذه الخطوة أعلنتها السفيرة الأميركية، حسناً، لاحقاً حصل سجال أن هذا رد على خطاب عاشوراء أو ليس برد على خطاب عاشوراء، غير مهم، لكن المهم والذي يجب أن يعرفه اللبنانيين هو ما يلي: طبعاً هذا الموضوع إذا يُحضّر، لماذا أعلنتِ الآن عنه مع العلم أنه لم يُنجز؟ وهذا حتى يُنجز، أنا سألت اختصاصيين قالوا يحتاج على الأقل من 6 أشهر إلى سنة، يعني ليستقدموا الغاز المصري على الأردن ومن الأردن على سوريا ومن سوريا على لبنان هناك موضوع الأنابيب بين الأردن وسوريا الكثير منها معطل ويحتاج لمعالجة، حتى يُوضعوا وليمدوا وليعالجوا والخلل اللوجستي بهذا الموضوع يحتاج لوقت. اثنين، حتى يصبح هناك اتفاق، طبعاً هي لم تأتِ بشيء من جيبها، هم سيفاوضوا البنك الدولي ليساعد لبنان أو يُقرض لبنان، ليقبل البنك الدولي عليكم خير، هذا اثنين. ثلاثة، ألا تريدوا أن تتحدثوا مع سوريا، مهم جداً إذا تكسر قانون قيصر، لكن هي كسرته أو بعد ما زال غير معلوم، لأنه من قال أن هذا الموضوع عند الخارجية الأميركية أو عند الإدارة الأميركية هذا يمكن يحتاج لكونغرس، والأميركي بصعوبة ليعملوا استثناءات، ليُعمل هذا الاستثناء حتى بالكونغرس يحتاج لوقت. ألا تريدوا أن تتفاوضوا مع سوريا؟ لا تخمنوا أن هذه القصة تُعمل تحت جنح الظلام وتحت الطاولة، هذا لا يحصل، يجب أن تتعاطوا باحترام، الدولة اللبنانية بشكل رسمي يجب أن تطلب هذا الأمر من سوريا وتشكل وفد رسمي من الوزراء وبتكليف من الرؤساء ويذهبوا إلى سوريا ويتصلوا بالمسؤولين السوريين ويتفاوضوا معهم، هذا أيضاً يحتاج لوقت. على كل حال، هي تبيعنا وعود، تبيعنا أوهام وليس هنالك مشكلة، إذا تحققت هذه الوعود نحن غير مزعوجين، بالعكس نحن سنكون سعداء، نحن سنعتبر أننا انتصرنا لأن هذا يعني كسر الحصار عن لبنان، كسر الحصار الأميركي عن سوريا ولو بحدود معينة، كلام السفيرة الأميركية يُدينها لأن كل اللبنانيين يعرفون أن فكرة المجيء بالغاز المصري أو استجرار الكهرباء من الأردن يُشغل عليها من سنوات والمصريين قالوا نحن جاهزين والأردنيين قالوا نحن جاهزين والقصة مع سوريا كان يمكن أن تُحل ولكن الفيتو هو أميركي، المانع أميركي، اقلبوا الصفحة من كلام السفيرة الأميركية ستفهمون بالدلالات أن الأميركي هو من كان يمنع الكهرباء عنكم يا لبنانيين من سنوات والآن سيسمحون لكم، هي تدين نفسها أساساً.
على كل حال، أنا أقترح أنه إذا هي السفيرة أو إدارتها أو القوى الصديقة للسفارة الأميركية مهتمين أن يعطلوا آثار قافلة المشتقات النفطية الآتية من ايران – الآن يجب أن نقول قافلة وليس سفينة أو سفينتين – يذهبوا ويبادروا، هناك أشياء وقتها أسرع من ذلك، هذه القصة تحتاج إلى سنة وإذا تمت، هناك أشياء أسرع من ذلك وغير مطلوب من الأميركي أن يدفعوا “فلس من يدهم” وغير مطلوب أن “يشحدوا” لنا أنها هي تمن علينا الآن أنها ستتحدث مع البنك الدولي، أنتم فقط ارفعوا الفيتو، فقط ارفعوا المنع، هناك دول في العالم وهناك دول في الخليج – لكن غير السعودية، السعودية لا تدفع فلس إذا ليس هنالك توظيف سياسي، السعودية أخذت موقف قاسي من لبنان لأن عشرين مليار دولار ولم تحصل شيء في لبنان، هذه القصة بصراحة – لكن هناك دول في الخليج جاهزة أن تساعد، هناك دول في العالم يمكن أن تأتي وتضع وديعة بالبنك المركزي يساعد البنك المركزي، ممكن أن تُعطي قرضاً أو تستثمر أو تقدم هبة، هناك كثير من الدول، لكن أنتم الذين تمنعون، أنتم الأميركيون تمنعونها، أنا أتحدث معلومات، أنا لا أسمي الدول الآن حتى لا أحرجهم، تحدثت معنا دول أنه نحن جاهزين ولكن عندنا مشكلة أُسمها الفيتو الأميركي، العقوبات الأميركية، تريد أن تخدمي لبنان يا سعادة السفيرة المحترمة قولي لإدارتك أن ترفع فقط الفيتو عن العالم، ترفع فقط المنع، لا نريد أموالكم ولا وساطاتكم ولا نريد جهودكم ولا تتعبوا أنفسكم ولا تتصلوا بأحد، فقط قولوا للعالم ليس هنالك مشكلة، الذي يريد أن يساعد لبنان نحن الإدارة الأميركية ليس عندنا مشكلة، هذه صعبة عليكم؟ اتكلوا على الله اعملوا ذلك إذا حقاً تريدون أن تساعدوا اللبنانيين وتعالجوا مشكلتهم.
على كل، الآن نحن وإياكم سنتابع، نحن بقلب المعركة، ما زلنا بقلب المعركة، نريد مثل ما تحدثنا بختام يوم العاشر، نريد الصبر والبصيرة والتحمل والوعي، يجب أن نتحمل بعضنا البعض، الحكماء، العقلاء، كبار السن، العلماء، الأساتذة، النخب، لا أحد يعتبر نفسه أنه إذا هناك فوضى مجتمعية تنتشر بهذه الضيعة وبهذه الضيعة وبهذه المدينة وبهذا الحي أننا غير معنيين، لا، طبعاً نحن غير معنيين أن نحمل سلاح بوجه بعضنا ونُعالج الموضوع بشكل أمني، هذا نتحدث به مع الدولة، ولكن نحن معنيين أن نتواصل ونهدئ العالم ونصالح بين العالم ونصبر العالم لنستطيع أن نعبر هذه المرحلة.
الشيء الأخير الذي أريد أن أذكر به، كل يوم نسمع – هذه من تبعات هذه المعركة أيضاً – اليوم سمعنا خبر استشهاد بعض الجرحى من حادثة التليل، أمس كان هناك شهداء أيضاً، هناك جرحى يتحولون إلى شهداء، تلاحظون إخواني وأخواتي أنه بسرعة حادثة بهذه المأساوية أصبحت من الماضي على بعد أيام، على بعد أيام قليلة، التحقيق أين؟ من المقصر؟ من الذي يتحمل مسؤولية هذه المجزرة؟ يُتابع أو لا يُتابع؟ هؤلاء الناس سأل عنهم أحد؟ هؤلاء الشهداء وهؤلاء الجرحى والعائلات سأل عنهم أحد أو ساعدهم؟ هذه مسؤولية الدولة، نحن نبحث عن طريقة للتواصل، نحن لا نريد أن نعمل حساسية مع أحد، بكل صراحة، نحن لا نريد أن نضع أنفسنا في بعض المناطق في موضع الشبهة أنه نزايد على أحد أو نعمل سياسة أو نوظف بالدم أبداً، نحن مشاعرنا اتجاه هذه العائلات، عائلات الشهداء والجرحى والعائلات المنكوبة هي مشاعر انسانية ومشاعر أخوية، وأنا عندما قُلت نحن سنكون بخدمتهم حقيقة نحن سنكون بخدمتهم، لكن نحن لم نُسارع حتى لا أحد يعتبر أننا نستبق أحد أو ننافس أحد أو نزايد على أحد، أنا اليوم أريد أن أذكر بهذه الحادثة، أذكر بها من باب التعاطف الانساني، أذكر بها من باب التحقيق وتحميل المسؤوليات حتى لا تتكرر، أذكّر بها من حيث تحمل الدولة مسؤوليتها اتجاه هؤلاء الناس وأيضاً اتجاه تعاطف بقية اللبنانيين مع هؤلاء الناس.
بكل الأحوال، هذه المعركة نحن وإياكم سنكملها وسننتصر فيها وعدونا سيصل لمكان سيرى أن خسائره – يعني هذه النهاية، النتيجة، الخلاصة – سيكتشف هذا العدو وهؤلاء الأميركيون ومن معهم أن خسائرهم السياسية والشعبية والإقتصادية وغيرها – هم وأدواتهم في لبنان – أن خسائره ستكون كبيرة جداً في الوقت الذي لم يستطيع أن يضعف هذه المقاومة أو أن يهز من إرادتها أو أن يركع الوطنيين في لبنان – هنا لا أتحدث عن حزب أو جماعة معينة – كل الوطنيين الذين يرفضون الهيمنة والشروط الأميركية والإسرائيلية سيكتشفون أنهم دخلوا بمشروع لم يؤدي إلى أي نتيجة بل بالعكس سينقلب السحر على الساحر، المقاومة بعد حرب تموز أقوى من قبل حرب تموز، صحيح أو لا، بكل المعايير أقوى، وبعد كل معركة خيضت في وجه المقاومة، كانت المقاومة تحافظ على وجودها وتخرج أقوى، وأنا أقول لكم إن شاء الله بصبركم وبصيرتكم ووعيكم وتحملكم وعملنا جميعاً وجديتنا وبحثنا عن البدائل وجهدنا في الليل وفي النهار سنربح في هذه المعركة وسيفشلون وسنخرج أكثر قوى وسنخرج بنتيجة “عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم”، النتيجة التي نحن نتطلع لها أن يأتي وقت نحن الشعب اللبناني كلنا نقتنع أنه يجب أن يصبح عندنا اقتصاد منتج، لا نعيش على الديون، لا نعيش على القروض، لا نعيش على المساعدات، لا تكون مفتاح الحنفية عند أعدائنا، لنتكل على أنفسنا، على أرضنا ومياهنا وخيراتنا ونفطنا وغازنا، أقول لكم أكثر من ذلك، إذا جاء وقت – هذه لها علاقة أيضاً بالنفط والغاز – إذا ليس هنالك شركات “مسترجية” أن تحفر، خائفة من اسرائيل ومن العقوبات الأميركية، نحن جاهزين أن نأتي بشركة ايرانية عندها خبرة عظيمة جداً بالحفر لتبحث عن النفط والغاز وليضربها الاسرائيلي، هذا النفط والغاز بالمياه اللبنانية يجب أن يخرج، لا يجوز أن يبقى تحت الأرض، تحت الماء، يكذبون علينا، يكذبون عندما قالوا عن بعض المربعات هذا لا يوجد فيها شيء يكفي تجارياً، هذا كلام فارغ وليس بصحيح، سبحان الله، قبرص وبمقابل فلسطين المحتلة وبسوريا وبتركيا وكل البحر الأبيض المتوسط العالم تتقاتل عليه لأنه ثورة هائلة من النفط والغاز إلا مقابل الشواطئ اللبنانية “ناشفة القصة” معقول، أيصدق ذلك، هذه جيولوجيا وجغرافيا، هذا واحد. أنا من الآن أيضاً حتى أرفع العيار قليلاً لا تبقى القصة أن نبقى نستورد، أنا أقترح على الحكومة اللبنانية الآتية إذا تقبلون نحن لدينا شركات لديها الجرأة ولا تخاف من العقوبات الأميركية ولتقصفها اسرائيل، لتخرج لكم النفط والغاز ولا تستوردوا نفط وغاز من عند أحد، بل تحلون مشكلتكم وتبيعون أيضاً، نحن بهذا الاتجاه يجب أن نذهب، يجب أن نصبح بلداً منتجاً، منتج زراعياً، منتج صناعياً، منتج نفطياً، الآن شعبنا كله قاعد في لبنان وأين ينظر؟ ينظر إلى البحر، إما على سفن الشركات التي تنتظر الاعتمادات من البنك المركزي وإما على السفن الايرانية القادمة التي تحمل معها مازوت وستحمل معها بنزين، معقول نحن نصبح شعباً شغلته قاعد ينتظر على البحر؟! بعد ذلك إذا تلك الشركات وتلك السفن التي تنتظر الاعتمادات جاءت غير معلوم إذا يمكن أن يصلوا للناس.
بكل الأحوال، هذا جزء من المعركة يا إخوان وأخواتنا، نحن قادرون عليها، نحن لسنا مقطوعين من شجرة، أنا أقول دائماً تعالوا نستعين بأصدقائنا من أجل خير لبنان، نحن نستعين بأصدقائنا من أجل خير لبنان، استعنا بأصدقائنا في ايران وفي سوريا من أجل خير لبنان، من أجل تحرير الجنوب، تحرير الأرض، إلحاق الهزيمة بالإسرائيلي، تحرير الأسرى، حماية لبنان إزاء التهديدات الإسرائيلية والأطماع الإسرائيلية وفي أمور كثيرة. حسناً، بالملف هذا رغم كل الظروف الصعبة لإيران والظروف الصعبة لسوريا نستعين بصديق لنستنقذ بلدنا ونحمي بلدنا ونحافظ على كرامة شعبنا، أما أنتم بماذا استعنتم بأصدقائكم؟ بماذا أتيتم من أصدقائكم وماذا قدمتم لهذا البلد ولهذا الشعب؟ فقط دُلوني عليهم؟ هناك واحد من إخواننا كان يقول “مشوهم قدامي فرجوني على هؤلاء الذين تتحدثون عنهم”.
نحن على كلٍ أياً يكن التهويل والتشويه والاتهامات والكلام الفارغ لن يغير شيئاً في إرادتنا وفي عزمنا، بالعكس اليوم أنا أقول لكم نحن دخلنا هذه المعركة بأمل، بأفق، بعزم، بيقين بأننا سننتصر، عندما نُؤدي تكليفنا ونتوكل على الله سبحانه وتعالى، الله سبحانه وتعالى سيفتح للبنان آفاق لا تخطر حتى في البال، في العسكر هكذا، من جملة هذه الآفاق كان عباس اليتامى الشهيد القائد، من جملة هذه الآفاق هؤلاء القادة، من قال بأن من بيوتنا، من بيوت الفقراء، من أحزمة البؤس كما كان يقول الإمام الصدر أعاده الله بخير، من هذه المناطق المحرومة والمهملة والمتروكة، يخرج شباب ورجال يصبح عقولهم وتاريخهم وانجازهم أهم من أكبر جنرالات العالم، هذا شغل الله سبحانه وتعالى، الله سبحانه وتعالى الذي نتكل عليه ونعتمد عليه هو الذي يعلمنا ويهدينا السبل ويسددنا ويفتح أمامنا الآفاق، الله سبحانه وتعالى الذي نُخاطبه ونقول: اللهم يا من إذا تضايقت الأمور، هذا دعاؤنا كان في حرب تموز – من أجل أن يعرف العالم ماذا ندعو – هذا كان دعاؤنا في حرب تموز، من جملة أدعيتنا: ” اللهم يا من إذا تضايقت الأمور فتح لها باباً لم تذهب إليها الأوهام”، عندما الله يريد أن يحل قصة أو مشكل يأتي بالحل بطريقة لا تخطر ببال أحد ولا بوهم أحد ولا بخيال أحد، أبداً، ” يا من إذا تضايقت الأمور فتح لها باباً لم تذهب إليه الأوهام صل على محمد وآل محمد وافتح للأمور المتضايقة باباً لا يذهب إليه وهم يا رب العالمين”، بهذه الروحية بهذه الثقافة خضنا كل معاركنا وانتصرنا والله فتح لنا آفاق وقدم لنا حلولاً وفرج عنا من أبواب ما كانت تخطر لا في بالنا ولا في أوهامنا وليس هنالك وقت حتى أقول لكم تجارب وقصص، لكن هذا بالنسبة لنا هذا يقيني، هذا شهودي، هذا نحن لامسناه باليد، نحن أصبح عمرنا بهذه التجربة 40 عاماً، وهذه كل سنة عندنا تجربة من هذا النوع، فلنثق بربنا ولنتوكل عليه، فلنثق بأنفسنا وبقدراتنا، فلنثق بأصدقائنا ونمشي ونعبر إن شاء الله.
أريد أن أعلق على مشهد دقيقة فقط، مشهد الجدار في غزة والذي فيه فتحة يعني جدار باطوني عالي وفوقه شريط شائك وورائه تلال وغرف محصنة وتاركين فقط فتحة ليمد منها الجندي الإسرائيلي رشاش، هؤلاء الشباب الفلسطينيين في ريعان الشباب يصلون إلى الجدار وهم عُزّل ويخططوا أنه كيف يسحبوا البندقية لما يرمي الحبل عليه ليسحب منه البندقية وعندما لا يستطيع منظر هذا المسدس، الشاب الذي يحمل مسدس ويطلق على الطلاقة للجندي الإسرائيلي، هذا المشهد يجب أن يدخل التاريخ، هذا يُعبر عن ثقافة، يُعبر عن إرادة، يُعبر عن روح، يُعبر عن أمل، يُعبر عن أفق في هذه المعركة، هنا سر القوة، الشباب العزل يذهبون إلى أين؟ على الخط الأمامي، ومن المختبئ خلف الحائط والشريط الشائك والغرف المحصنة والجبال من الرمال، من المختبئ؟ الجندي الإسرائيلي المدجج بالسلاح، من ينتصر في هذه المعركة؟ ينتصر عباس اليتامى ورفاق عباس اليتامى والذين يسيرون في نفس الدرب الذي استشهد فيه عباس اليتامى.
عظم الله أجركم جميعاً بارك الله فيكم مجدداً تبريكي وعزائي بهذا الشهيد القائد الحبيب العزيز لكم جميعا ًووفقنا الله وإياكم لنتابع طريقه ومسيره حتى النصر إن شاء الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.