ردع المقاومة يحمي النجدة الإيرانية البحرية
غالب قنديل
فرض سيد المقاومة معادلة جديدة في مجابهة الحلف الاستعماري الصهيوني في أعالي البحار، باعتبار البواخر القادمة بالمحروقات والبضائع إلى لبنان أرضا لبنانية يمنع العدوان عليها. وقد وضعها تحت حماية صواريخ المقاومة.
أولا: يعلم الحلف الاستعماري الصهيوني الكثير عن قدرات الترسانة الصاروخية لحزب الله، والقليل عن مدى تطورها التقني، لجهة سعة المدى وعزم الرؤوس المتفجرة وطاقتها التدميرية. ويخشى من تطور تقنيات تشغيلها وتوجيهها والتحكم بها، بعد إنجاز المقاومة لخطوة امتلاك كمية “كافية” من الصواريخ الدقيقة والنقطية، أعلن عنها قائد المقاومة، وترك تفاصيلها لغزا يفاقم حيرة خبراء وجنرالات الدول الغربية واستخباراتها مجتمعة، إضافة إلى المؤسسة الصهيونية. وقد باتت هذه الجبهة برمّتها مضطرة إلى التصرف بارتقاب ردود ردعية ساحقة ومدمّرة في أي موقع حساس أو خطير في عمق فلسطين المحتلة، وفي أيّ مكان في البرّ أو البحر على مساحة الإقليم، قد تتعلمه المقاومة، وتدرجه في حساباتها الردعية، وبنك الأهداف، ولوائح العقاب والتأديب المتاحة دفاعا عن حقّ شعبها في الحياة، وهو من أخطر القيم والمعاني السيادية في عقيدة حزب الله الدفاعية، التي ينسجها ويطورها السيد نصرالله بحياكة ترعب جميع المستعمرين.
ثانيا: بات الغرب الاستعماري والكيان الصهيوني في يقين وصول البواخر الإيرانية، وافتتاح خطّ إنعاشٍ اقتصاديّ وتجاري ومالي، لن يستطيعوا قطعه أو عرقلته أو التحكّم به. ومن هذه الحقيقة يشتقّ وضع جديد نوعيا، قابل للتوسّع والتطور بحيث بات تهويل الأساطيل مهزلة مكعبة وتحول إلى فزّاعة سخيفة وتافهة أمام عزيمة المقاومة وقائدها الشجاع وحلفها العظيم. وهذه الجولة يمكن أن تنشأ عنها حقائق سياسية واقتصادية واستراتيجية جديدة على صعيد المنطقة، بأمثولة تحويل القوة القتالية الموثوقة والتوازنات الكامنة، إلى قوة صانعة لظروف ومعطيات اقتصادية وسياسية. وهذا الفتح في استراتيجيات الدفاع والتحرّر يحمل توقيع القائد نصرالله، وهو درسٌ تنكبّ على فهمه وتحليله مراكز القيادة والتخطيط في الغرب الاستعماري والكيان الصهيوني. فحزب الله أرغم الإمبراطورية المتنمّرة وحلف الناتو على الانكفاء ورفع اليدين، بعد تحريك منصات الحصار وفرض العقوبات لخنق لبنان.
ثالثا: هذه الأمثولة ستؤسّس لتوازنات جديدة بين محور المقاومة ومنظومة الهيمنة الاستعمارية الصهيونية الرجعية. والنتائج تشير إلى فرص التوسّع في تعميم الخبرة ونقل النموذج إلى كل رقعة حرّة، تتعرض للحصار والعقوبات والخنق، بحيث تهدّد نقاط ضعف العدو في محيطها الإقليمي، لتصنع معادلات وتوازنات تسقط، عبر تظهيرها، محاولات الخنق بالحصار والعقوبات، وترفع التحدي إلى أقصى مداه على حافة الهاوية، لفرض انكفاء المستعمرين وعملائهم أمام إرادة الحياة والتحرّر والاستقلال. وهذا النموذج سيكون مطروحا للتعميم والتوسّع، بانتقال الخبرات والدروس وبإشعاع النموذج الاستراتيجي، الذي يصنعه حزب المقاومة اللبنانية، وسيطال قريبا قلاعا أخرى للمقاومة والتحرّر في الشرق، أولها سورية واليمن وغزة، حيث يسعى المستعمرون لتجويع الناس وتأليبهم على قوى التحرّر والمقاومة.