من الصحافة الاسرائيلية
اعتبر محللون إسرائيليون في الصحف الصادرة اليوم أن الاشتباك بين مسلحين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين، فجر أمس، تعكس فقدان السلطة الفلسطينية السيطرة على الوضع في شمال الضفة الغربية، إلى جانب الأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة، حيث أطلِقت قذيفة صاروخية منه في أعقاب الاشتباك في مخيم جنين واستشهاد أربعة شبان خلاله.
وحسب المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، فإن “إطلاق القذيفتين الصاروخيتين من قطاع غزة باتجاه سديروت، ظهر أمس، قد يكون انتقاما فلسطينيا، لكنه مرتبط على ما يبدو بظروف داخلية في القطاع وخاصة بتأخير وصول المال القطري”.
ونقل هرئيل عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها إن “التنظيمات المختلفة في المخيم لا تستند إلى هرمية منظمة وعلاقة أيديولوجية، وإنما تجمع ناشطين مسلحين من تيارات مختلفة. ورُصدت محاولات كثيرة للدفاع عن المخيم من ’غزوات’ عسكرية إسرائيلية وكذلك من جانب أجهزة أمن السلطة الفلسطينية. وعلى مدار فترة طويلة، السلطة لم تجرؤ على إرسال أفراد شرطة مسلحين للعمل داخل المخيم، تحسبا من استهدافهم. والوضع في جنين تصاعد مؤخرا، وعلى الأرجح أن هذا الوضع يعبر عن استمرار ضعف سيطرة السلطة في شمال الضفة”.
واشار المحلل العسكري في صحيفة “معاريف”، طال ليف رام، إلى أن اشتباكات مسلحة كهذه “تحولت إلى أمر اعتيادي.
وهذه المرة الثانية خلال أسبوعين فقط التي يحدث فيها اشتباك مسلح. ويبدو أن مخيم جنين هو الأكثر عنفا في المناطق (المحتلة). والسلطة الفلسطينية لا تدخل إليه حتى من أجل فرض النظام، تحسبا من مواجهات مع مسلحين”.
وحسب ليف رام، فإنه “لا يوجد نقص في السلاح في المخيم، ويوجد فيه مئات المسلحين المنظمين غالبا في إطار عصابات محلية، تتماهى مع تنظيم فتح وليس مع حماس والجهاد الإسلامي. وهؤلاء الناشطون هم أسياد المخيم. وكلما تفقد السلطة سيطرتها هناك، يرتفع مستوى العنف واستعداد المسلحين للقتال مع قوات الجيش الإسرائيلي التي تدخل المخيم لتنفيذ مهمات عينية” أي اعتقالات. وأضاف ليف رام أن “فقدان سيطرة السلطة الفلسطينية في شمال الضفة، وخاصة في جنين، يقلق الجيش الإسرائيلي بشكل كبير، وذلك تحسبا من انتقال هذا الوضع إلى مناطق أخرى والتسبب بإعادة تصعيد التوتر الأمني، مثلما حصل خلال عملية حارس الأسوار العسكرية (العدوان الأخير على غزة) وربما أكثر من ذلك”.
واشار هرئيل إلى أنه “بصورة عامة، المستوى السياسي، وحتى قيادة الجيش الإسرائيلي، لا يتدخلون تقريبا في المصادقة على عمليات عسكرية في المناطق A الخاضعة كليا لسيطرة السلطة الفلسطينية، ويبقيان القرار لترجيح رأي قيادة المنطقة الوسطى وفرقة يهودا والسامرة العسكرية. وربما أن تكرار الأحداث الأخيرة، خاصة في العمليات العسكرية في جنين، تشير إلى الحاجة إلى ضلوع أكبر من جانب رئيس هيئة الأركان العامة في المصادقة على عمليات كهذه ودراسة ضرورتها العملانية”. وفيما يتعلق بالوضع في قطاع غزة، اعتبر ليف رام أن “أحداث الأمس في جنين ليست السبب الأساسي لانعدام الهدوء في الجنوب بعد أكثر من ثلاثة أشهر على انتهاء العملية العسكرية الأخيرة في غزة، من دون خطوات سياسية وتفاهمات بين الجانبين. فقد أمِلوا في الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي أن تسمح العملية العسكرية في القطاع بتسوية بشروط مريحة أكثر لإسرائيل. وربما كانت هذه تقديرات زائدة عن حدها، وربما السبب هو إصرار حماس على عدم الاستسلام لمطالب إسرائيل، لكن الخلاصة واضحة: تصعيد في القطاع، ولو بعد حين، يبدو في هذه المرحلة أقرب من التسوية المنشودة”.
كشفت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن حالة من القلق لدى المحافل الإسرائيلية المختلفة بسبب سيطرة حركة طالبان على أفغانستان وفرار القوات الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة أنه “بسبب الرغبة في عدم إحراج الولايات المتحدة، محافل رسمية في القيادة السياسية في إسرائيل، امتنعت أمس عن التطرق إلى انهيار الجيش الأفغاني وفرار الممثلين الأمريكيين من كابول”.
ومع ذلك، أكدت محافل إسرائيلية عديدة، أن “للأحداث في أفغانستان والساحة السياسية، تداعيات واضحة ومباشرة على إسرائيل وعلى الشرق الأوسط عامة”.
ونبه الوزير يوعز هندل من حزب “أمل جديد”، في حديثه لـ”إسرائيل اليوم”، أن “الأحداث في أفغانستان تستوجب منا استخلاص الدروس على منطقتنا”، مضيفا: “حيث ستتطلع قوى إسلامية دوما إلى السيطرة”.
ولفت إلى أنه “بدون سيطرة على الأرض، لا توجد قدرة للجم الأصوليين”، زاعما أن “الفكرة الصهيونية عن خط الحدود، صحيحة دوما، حيثما لا نكون، سيكون أحد آخر مكاننا”.
كما أكد العميد احتياط يوسي كوبرفاسر، وهو باحث كبير في “المعهد المقدسي للشؤون العامة والسياسية”، أن “سرعة انهيار حكومة أفغانستان والجيش الذي بنته أمريكا بنحو 300 ألف جندي، مع عتاد متطور، أمام قوات طالبان؛ سبب للقلق”.
ولفت إلى أن سيطرة طالبان هناك، تدل على فشل المحاولة الأمريكية في غرس مفاهيم ثقافية وسياسية ليبرالية في الأفغان.
من جهة أخرى وسلطت صحيفة هآرتس الضوء على مصير العملاء والمتعاونين مع قنصليات وسفارات الولايات المتحدة الأمريكية والجيش الأمريكي في أفغانستان.
وأوضحت الصحيفة في مقال نشرته للكاتب تسفي برئيل، أنه بعد سيطرة طالبان على كابول عاصمة أفغانستان، “بقي فقط توقع عملية إنقاذ من يعملون في السفارة الأمريكية، الذين من أجلهم أرسل الرئيس جو بايدن أكثر من ثلاثة آلاف جندي”، منوهة إلى أن “الصور والأفلام من أفغانستان، رسمت نهاية 20 سنة من القتال، وستنقش في ذاكرة أفغانستان التاريخية”.
وأضافت: “الأمريكيون كانوا بحاجة لمترجمين، وهؤلاء لم يعملوا فقط بالترجمة التقنية، بل شرحوا وفسروا الثقافة والقانون القبلي وقواعد السلوك المطلوبة، من أجل احتلال دولة تقوم على أسس عرقية متنوعة جدا”.
وتابعت: “المترجمون عملوا أيضا مع مقاولين أجانب، ووجهوهم كيف تتم الصفقات، وأقاموا علاقات ونقلوا معلومات استخبارية مهمة لمن شغلوهم، الكثير منهم قتلوا في سنوات الحرب عندما انضموا لقوات المقاتلين، وبعضهم أصيبوا وأصبحوا معاقين، هؤلاء الآن بقوا في الخلف بحماية ضبابية؛ تتمثل في أن الولايات المتحدة ستبذل جهدها لإنقاذهم، ومنحهم ملجأ فيها أو في دول أخرى”، بحسب زعم الصحيفة.
ونوهت أن الكونغرس الأمريكي، منح “مكانة خاصة في 2008 للمتعاونين من أفغانستان والعراق، وهناك حوالي 50 ألف مترجم عملوا في خدمة الجيش الأمريكي، ومنذ 2008 نجح حوالي 70 ألفا منهم (30 ألف مترجم + أفراد عائلاتهم)، في الحصول على التأشيرة الخاصة وانتقلوا للولايات المتحدة، والتقدير، أنه على الأقل هناك 20 ألف مترجم ينتظرون الآن المصادقة، ومع أسرهم يتوقع أن يصل عددهم إلى الضعف تقريبا”.
وقالت: “المترجمون والمتعاونون سيضطرون في البداية إلى أن يكونوا لاجئين خارج دولتهم، ومؤخرا جرت نقاشات بين الإدارة الأمريكية وقطر وألبانيا وكوسوفو وكازاخستان وأوزباكستان، من أجل استيعاب مؤقت لطالبي اللجوء في أراضيهم، ولكن حتى الآن بدون نجاح”.
وزعمت هآرتس أن “قطر وافقت على استيعاب ثمانية آلاف شخص، لكن لم يتم بعد التوقيع على الاتفاق، والدول الأخرى رفضت حتى الآن الطلبات”، مشددة على أنه “في حال نجح طالبو التأشيرات في الحصول على الإذن لدخول بعض هذه الدول، فمن المتوقع أن يمكثوا فترة طويلة في مخيمات لاجئين، مقطوعين عن مصادر الدخل والمدارس والخدمات العامة الأخرى، إلى أن تتم المصادقة على طلبات تأشيراتهم، وهؤلاء هم المحظوظون الذين تم شملهم في قائمة من يستحقون الحماية من قبل الإدارة الأمريكية”.