من الصحافة الاسرائيلية
ابرزت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم تصريحات ضابط إسرائيلي اكد فيها إن حدوث تغييرات دراماتيكية خلف الكواليس، يتطلب من إسرائيل الاستعداد لسيناريو حملة عسكرية متزامنة ضد جميع الجبهات في آن واحد، لا سيما مع إيران وحزب الله وحماس غزة، كما حصل إبان تفجر الإقليم لدى إطلاق صواريخ من لبنان، بالتزامن مع توتر دراماتيكي مع إيران، حيث يعاد تشكيل خط الحدود اللبنانية أمام أعيننا، ويبدأ في تذكيرنا بالواقع في الجنوب أمام غزة“.
وأضاف تال ليف-رام في مقال بصحيفة “معاريف” ” أن “الجبهتين في لبنان وغزة، قد يؤثر كل منهما على الآخر، والتحدي المعقد أمام إسرائيل أنه في حالة نشوب صراع محتمل في واحدة منهما، فإن اهتمامنا عن إيران لن يصرف، لا سيما أن إسرائيل ترقب خطوة المنظمات الفلسطينية وقد “فتحت فرعًا” في جنوب لبنان، وقد بدأت بمهاجمة المواقع الإسرائيلية في الشمال”.
وقال: “إننا أمام مؤشرات استخباراتية عن توجه إيراني يركز الجهد، ويشعل حرارة كل الجبهات لصرف الانتباه الدولي والضغط عنها.. علاوة على ذلك، فإن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لديها موقف لا لبس فيه، وهو أن حزب الله وحماس، رغم الدعم الإيراني، لن تخاطرا بالحرب مع إسرائيل فقط لخدمة أهداف إيران ومصالحها، في حين أن الثمن المتوقع منهما دفعه باهظ للغاية”.
وأوضح أنه “لا يمكن تجاهل أن المواجهة في أي من الساحات في الجنوب، أو على الحدود مع لبنان، ستخدم بشكل كبير مصالح إيران في هذا الوقت، ولعل الزيارة الهامة التي قام بها رئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز لإسرائيل تشير إلى تقاربهما مؤخرًا في فهم الوضع لمواجهة إيران”.
وأشار إلى أنه “رغم الأسبوع الهادئ على الحدود اللبنانية منذ إطلاق صواريخ حزب الله، فإن التوترات لم تذهب إلى أي مكان، لكن الجيش اتخذ فجأة معنى جديدًا انطلاقا من فهمه بأن هناك منظمات محلية صغيرة بدأت تعمل في جنوب لبنان، ما يؤكد الصورة العامة أن حماس تفتح جبهة أخرى، بحيث يمكنها الضغط على إسرائيل بإطلاق النار من الحدود الشمالية، كما حدث بالفعل خلال حرب غزة”.
وزعم أن “عمل المنظمات الفلسطينية من لبنان ساهم في الماضي بشن حروب ضد بلاد الأرز، لأن منظمة صغيرة قد تؤثر على الاستقرار على طول الحدود، وتؤدي لتصعيد يمكن أن يؤدي للحرب، لأن تطور ظاهرة “أرض حماس” في جنوب لبنان يزعج إسرائيل بشكل كبير، وقد امتنع حزب الله في هذه المرحلة عن مواجهة الفصائل الفلسطينية”.
قال كاتب إسرائيلي إن “مرور عام كامل على توقيع اتفاقيات التطبيع يعيد إلى الأذهان ما حصل خلف الكواليس من اتصالات سرية، بدأت في 15 شباط/ فبراير 2017، حين استضاف البيت الأبيض الاجتماع الأول بين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واستنتاجهما أن المنطقة أصبحت ناضجة لعلاقات التطبيع مع دول الخليج“.
وأضاف أريئيل كاهانا في مقال بصحيفة إسرائيل اليوم أن “نتنياهو استغل وصول ترامب للسلطة لمحاولة تجاوز رفض إدارة باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري تحقيق أي اختراق تطبيعي، دون حصول تقدم في القضية الفلسطينية”.
وكشف النقاب عن أن “نتنياهو أعاد أمام ترامب ذلك اللقاء التاريخي بين الرئيس الأمريكي الراحل روزفلت ومؤسس السعودية ابن سعود في سفينة عبر قناة السويس، وحينها وُلد التحالف بين السعودية والولايات المتحدة فعليًا، وبهذه الروح طلب نتنياهو من مضيفه ترامب أن يجمعه بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والإماراتي محمد بن زايد، ومن ثم سيصنعون التاريخ، على حد وصفه”.
وأشار إلى أن “رون درامر السفير الإسرائيلي في واشنطن، والأقرب لنتنياهو، روج وجهة النظر الإسرائيلية للتطبيع عامي 2018-2019، وفي مؤتمر اللجنة اليهودية الأمريكية في حزيران 2019، قال إن “هناك فرصة، وأنا متفائل أكثر من أي وقت بمصالحة بين إسرائيل والعرب”، فيما توالت الاستكشافات المبكرة للأمريكيين بأن الاختراق على الجانب العربي بات ممكنًا، لكن لم يعرف الإسرائيليون أي دولة ستكون أول من ينضم للعربة”.
يقول درامر إن “الافتراض السائد كان أن الإمارات في وضع أكثر نضجًا، دون وجود اتفاق سري مع MBZ، فيما ذكر أحد أعضاء مجلس النواب الذي لعب دورًا حاسمًا في العملية أنك إن سألتني في يناير 2020 من سيكون الأول، فسأقول المغرب على الفور، بالتزامن مع التحضيرات لإطلاق صفقة القرن أوائل 2019”.
مسؤول إسرائيلي كبير عمل في الخفاء قال إن “دول الخليج أرادت إحراز تقدم في القضية الفلسطينية، لكنهم لم يعودوا يوافقون على إعطاء أبي مازن مفاتيح تطبيعهم مع إسرائيل، وهذا هو لب الموضوع، بحيث لم تعد علاقة بين الانفراج مع دول الخليج واتفاق مع الفلسطينيين، حتى عقد جاريد كوشنر مستشار ترامب وصهره “ورشة البحرين الاقتصادية” في صيف 2019″.
وأوضح أن “الإسرائيليين والعرب والدوليين ناقشوا برامج تطوير الاقتصاد الفلسطيني، لكن الفلسطينيين قاطعوا المؤتمر، رغم أنه شكل علامة فارقة في قادم الأحداث، التي تمثلت بإعلان صفقة القرن في 28 يناير 2020 خلال حفل في البيت الأبيض، بحضور سفراء عمان والبحرين والإمارات، حتى فاجأنا السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة في 12 يونيو 2020 بنشر مقال غير عادي في الصحافة الإسرائيلية”.
في توقيت لافت، يقول الكاتب: “دخل المبعوث الأمريكي الخاص آفي بيركوفيتش على خط التطبيع، وبدأ بمساعيه لتأجيل تطبيق خطة الضم في الضفة الغربية خشية تعثر مسار التطبيع مع الإمارات بالذات، وبعد أن طالبت الإمارات “بإلغاء” الضم بشكل دائم، تراجع موقفها إلى “التعليق”، وهنا قدم الأمريكيون والإسرائيليون قائمة موحدة، وطالبوا بمصالحة عامة كاملة”.
وأشار إلى أن اسم “الاتفاقيات الإبراهيمية” وُلد قبل ساعة فقط من المكالمة الهاتفية التاريخية بين ترامب ونتنياهو ومحمد بن زايد في 13 أغسطس 2020، وأصر بيركوفيتش على أن الاتفاقية تشمل رحلات جوية مباشرة بين البلدين، وبالفعل فقد أثبتت نفسها، لأن أكثر من 200 ألف إسرائيلي سافروا للإمارات هذا العام، ورغم كورونا، فهناك تعاون واتفاقيات بين الدول والأفراد في مجموعة واسعة من المجالات.