من الصحافة الاميركية
نشرت مجلة فورين بوليسي مقالا للمدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، روبرت ساتلوف، قال فيه إن عدم الرد على هجوم الطائرات بدون طيار الإيراني في 31 تموز/ يوليو على ناقلة النفط، ميرسر ستريت، في المياه الدولية قبالة سواحل عمان، قد يعرقل التقدم نحو اتفاق نووي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من الواضح أن أمريكا لم تكن هدفا مباشرا للهجوم الإيراني. لكن واشنطن، إلى جانب القوى البحرية الأخرى، هي الضامن النهائي لحرية الملاحة في محيطات العالم – وهي مصلحة أمريكية حيوية.
وفي ذات الوقت يعتبر الهجوم على السفينة جزءا من حملات المساحة الرمادية الأوسع التي تشنها إيران في ساحات متعددة مع أمريكا، ومع إسرائيل وأحيانا مع الاثنتين في آن واحد. وسيكون من غير الحكمة فصل الهجوم على السفينة أو حملة المساحة الرمادية عن المفاوضات الجارية بين إيران وأمريكا وقوى أخرى حول إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، والمعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)”، بحسب الصحيفة.
لا شك أن هناك نقاشا جاريا في واشنطن حول هذه الروابط وكيف سيؤثر أي رد على الهجوم على محادثات JCPOA.
ويعكس قرار أمريكا تحديد إيران باعتبارها الجاني في 1 آب/ أغسطس والوعد، على حد تعبير وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكين “برد مناسب” مرحلة مهمة في الجدل حول كيفية تصرف واشنطن.
وربما يعتقد بعض المسؤولين الرئيسيين في إدارة بايدن أن تحديد إيران علنا هو خطوة أمريكية رئيسية في حد ذاتها. ومن خلال هذا التوجه في التفكير، فإن أي دور أمريكي في الرد على هجوم إيران من خلال استهداف الأصول الإيرانية – بشكل علني أو خفي، من خلال العمل العسكري أو الحرب الإلكترونية أو غير ذلك من الوسائل – سيشكل عودة إلى المواجهة المباشرة بين أمريكا وإيران التي شوهدت آخر مرة عندما قامت أمريكا باغتيال اللواء الإيراني قاسم سليماني في كانون الثاني / يناير 2020 ردا على الهجمات على أهداف أمريكية في العراق.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا لأستاذ الصحافة والعلوم السياسية في جامعة سيتي في نيويورك، بيتر بينارت، قال فيه إن السياسيين الأمريكيين غالبا ما يحذرون من أنه إذا حصلت إيران على سلاح نووي، فسيؤدي ذلك إلى سباق نووي في جميع أنحاء الشرق الأوسط، متجاهلين أن إسرائيل لديها هذا السلاح بالفعل ولا يقومون بأي شيء حياله.
فتوقع السيناتور روبرت منينديز، الرئيس الحالي للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، في آذار/ مارس 2020، أن السماح لطهران بالحصول على القنبلة سوف “يؤدي إلى سباق تسلح خطير في المنطقة”.
وفي مقابلة في كانون الأول/ ديسمبر حذر الرئيس المنتخب جو بايدن من أنه إذا أصبحت إيران دولة نووية، فإن السعودية وتركيا ومصر قد تسعى لذلك، “وآخر شيء ملعون نحتاجه في هذا الجزء من العالم هو تنام للقدرات النووية”.
وبحسب الصحيفة فإن “مثل هذه التصريحات مألوفة لدرجة أنه من السهل التغاضي عن مكرها. ففي التحذير من أن إيران يمكن أن تحول الشرق الأوسط إلى منطقة نووية، توحي تصريحات السياسيين الأمريكيين بأن المنطقة خالية من الأسلحة النووية الآن. لكنها ليست كذلك. فإسرائيل تمتلك بالفعل أسلحة نووية”.
وقالت: “لن تسمع ذلك أبدا من قادة أمريكا، الذين أمضوا نصف القرن الماضي وهم يتظاهرون بالجهل. هذا الخداع يقوض التزام أمريكا المفترض بمنع انتشار الأسلحة النووية، ويشوه النقاش الأمريكي حول إيران. حان الوقت لإدارة بايدن أن تقول الحقيقة”.
وبدأ المسؤولون الأمريكيون بإخفاء الحقيقة بشأن الأسلحة النووية الإسرائيلية بعد أن أخفى القادة الإسرائيليون الحقيقة عنهم.
ويقول أفنير كوهين في كتابه “السر الأسوأ حفظا” إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن غوريون أخبر الرئيس جون كنيدي مرارا في أوائل الستينيات بأن المفاعل الذي كانت إسرائيل تبنيه في بلدة ديمونة الصحراوية “كان للأغراض السلمية فقط”. وعندما أرسلت أمريكا مفتشين إلى الموقع، ابتكر الإسرائيليون حيلة متقنة، تضمنت بناء جدران وهمية لإخفاء المصاعد التي أدت إلى مصنع إعادة معالجة المواد النووية تحت الأرض.