من الصحافة الاميركية
ألقت الصحف الأمريكية الضوء على موافقة مجلس الشيوخ الساحقة من الحزبين على مشروع قانون البنية التحتية بقيمة تريليون دولار لإعادة بناء الطرق والجسور المتدهورة في البلاد وتمويل مبادرات المرونة المناخية، مما يوفر عنصرًا رئيسيًا من أجندة الرئيس الأمريكى جو بايدن، وليمثل ذلك نجاحا جديدا له.
وأوضحت نيويورك تايمز أن التشريع سيكون أكبر ضخا للاستثمار الفيدرالي في مشاريع البنية التحتية منذ أكثر من عقد، حيث يلامس تقريبًا كل جانب من جوانب الاقتصاد الأمريكي ويقوي استجابة الأمة لارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.
كما سيوفر مستويات تاريخية من التمويل لتحديث شبكة الطاقة في البلاد ومشاريع لإدارة مخاطر المناخ بشكل أفضل، بالإضافة إلى ضخ مئات المليارات من الدولارات في إصلاح واستبدال مشاريع الأشغال العامة القديمة.
واعتبرت الصحيفة أن التصويت 69 مقابل 30 صوتا كان غير مألوف من الحزبين. وشملت الأصوات بـ”نعم” السنياتور ميتش ماكونيل من ولاية كنتاكي، الزعيم الجمهوري في مجلس الشيوخ، و18 جمهوريًا آخرين، ليتجاهلوا بذلك الجهود الحثيثة التي يبذلها الرئيس السابق دونالد ترامب لعرقلة ذلك.
ومع ذلك، تضيف الصحيفة أن الإجراء يواجه الآن مسارًا صخريًا محتملًا ويستغرق وقتًا طويلاً في مجلس النواب، حيث قالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وحوالي 100 عضو من التجمع التقدمي، إنهم لن يصوتوا عليه إلا إذا وافق مجلس الشيوخ على قرار منفصل، مشروع قانون أكثر طموحًا بقيمة 3.5 تريليون دولار للسياسة الاجتماعية هذا الخريف.
كشفت صحيفة واشنطن بوست عن تراجع إدارة الرئيس جو بايدن عن تقديراتها السابقة بأن تسقط كابول في يد حركة طالبان خلال 6- 12 شهرا من إتمام انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، في أيلول/ سبتمبر المقبل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين حاليين وسابقين تقديرهم أن تسقط كابول خلال أسابيع قليلة في ضوء التقدم السريع والصادم لطالبان.
وقال أحد المسؤولين، الذي تحدث مثل آخرين شريطة عدم الكشف عن هويته؛ إن الجيش الأمريكي يقدر الآن حدوث انهيار لقوات الحكومة الأفغانية في غضون 90 يوما.
وقال بعض المسؤولين إنه على الرغم من أنهم غير مخولين بمناقشة التقييم، إلا أنهم يرون أن الوضع في أفغانستان أكثر خطورة مما كان عليه في حزيران/ يونيو، عندما قدر مسؤولو الاستخبارات الأمريكية أن السقوط قد يأتي بعد ستة أشهر من الانسحاب.
وقال شخص مطلع على التقييم الاستخباراتي الجديد للجيش: “كل شيء يسير في الاتجاه الخاطئ”.
تأتي التوقعات المتدهورة في الوقت الذي استعاد فيه مقاتلو طالبان، الذين شجعهم رحيل الجيش الأمريكي، على حد تعبير الصحيفة، السيطرة على الأرض من القوات الحكومية الأفغانية – بما في ذلك سبع عواصم إقليمية على الأقل في غضون أيام قليلة.
ومع ذلك، فقد أصر الرئيس بايدن على أن قراره بسحب القوات الأمريكية غير مطروح للنقاش، قائلا إنه على الرغم من ضعف أداء الأفغان عسكريا، إلا أنه لم “يندم” على قراره بإنهاء الحملة التي استمرت 20 عاما.
قال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض: “انظروا، لقد أنفقنا أكثر من تريليون دولار على مدار 20 عاما. قمنا بتدريب وتجهيز أكثر من 300 ألف جندي أفغاني بمعدات حديثة. وعلى القادة الأفغان أن يجتمعوا”.
وبدوره، قال جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون، الثلاثاء، إن وزارة الدفاع لا تناقش التقييمات الاستخباراتية بشكل عام، وفق الصحيفة.
وقال كيربي: “نحن ندرك تدهور الأوضاع الأمنية في أجزاء من البلاد، لكن لا توجد نتيجة معينة حتمية”.
وأضاف: “سنواصل تنسيق الضربات الجوية مع – ودعم – القوات الأفغانية متى وحيثما كان ذلك ممكنا. ولكن كما أوضح الرئيس، يتعين على القادة الأفغان أن يجتمعوا”.
ومع بدء إضفاء الطابع الرسمي على المغادرة العسكرية الأمريكية بحلول 31 آب/ أغسطس، فقد تضاءل الدعم الأمريكي للأفغان إلى حد كبير ويتم الآن إجراؤه من بعيد.
وأشار كيربي إلى أن الولايات المتحدة زودت الجيش الأفغاني بأسلحة حديثة تشمل قوة جوية. إلا أن حركة طالبان شوهدت في الأيام الأخيرة تستخدم مجموعة من الأسلحة والمعدات التي استولت عليها من الحكومة الأفغانية، بما في ذلك المركبات التي لا تزال تحمل شارات الجيش الأفغاني عليها.
ورفضت إدارة بايدن تقديم تفاصيل حول المكان الذي نفذ فيه الجيش الأمريكي ضربات جوية في الأيام الأخيرة، لكن المسؤولين الأفغان أشاروا إلى دور واشنطن في تفجيرات بإقليمي كابيسا وهلمند.
وقال بروس ريدل، الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية الذي قاد مراجعة لسياسة الولايات المتحدة تجاه أفغانستان وباكستان للرئيس باراك أوباما في عام 2009، إن الوضع في أفغانستان “قاتم، أسوأ مما توقعه معظمهم بسرعة”.
وأضاف أن “الخطر يكمن في أن زخم هجوم طالبان سيطغى على الحكومة الأفغانية وسينهار الدفاع عن كابول”.