من الصحافة البريطانية
كشفت صحيفة واشنطن بوست عن تراجع إدارة الرئيس جو بايدن عن تقديراتها السابقة بأن تسقط كابول في يد حركة طالبان خلال 6- 12 شهرا من إتمام انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، في أيلول/ سبتمبر المقبل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين حاليين وسابقين تقديرهم أن تسقط كابول خلال أسابيع قليلة في ضوء التقدم السريع والصادم لطالبان.
وقال أحد المسؤولين، الذي تحدث مثل آخرين شريطة عدم الكشف عن هويته؛ إن الجيش الأمريكي يقدر الآن حدوث انهيار لقوات الحكومة الأفغانية في غضون 90 يوما.
وقال بعض المسؤولين إنه على الرغم من أنهم غير مخولين بمناقشة التقييم، إلا أنهم يرون أن الوضع في أفغانستان أكثر خطورة مما كان عليه في حزيران/ يونيو، عندما قدر مسؤولو الاستخبارات الأمريكية أن السقوط قد يأتي بعد ستة أشهر من الانسحاب.
وقال شخص مطلع على التقييم الاستخباراتي الجديد للجيش: “كل شيء يسير في الاتجاه الخاطئ”.
تأتي التوقعات المتدهورة في الوقت الذي استعاد فيه مقاتلو طالبان، الذين شجعهم رحيل الجيش الأمريكي، على حد تعبير الصحيفة، السيطرة على الأرض من القوات الحكومية الأفغانية – بما في ذلك سبع عواصم إقليمية على الأقل في غضون أيام قليلة.
ومع ذلك، فقد أصر الرئيس بايدن يوم الثلاثاء على أن قراره بسحب القوات الأمريكية غير مطروح للنقاش، قائلا إنه على الرغم من ضعف أداء الأفغان عسكريا، إلا أنه لم “يندم” على قراره بإنهاء الحملة التي استمرت 20 عاما.
قال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض: “انظروا، لقد أنفقنا أكثر من تريليون دولار على مدار 20 عاما. قمنا بتدريب وتجهيز أكثر من 300 ألف جندي أفغاني بمعدات حديثة. وعلى القادة الأفغان أن يجتمعوا”.
وبدوره، قال جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون، الثلاثاء، إن وزارة الدفاع لا تناقش التقييمات الاستخباراتية بشكل عام، وفق الصحيفة.
وقال كيربي: “نحن ندرك تدهور الأوضاع الأمنية في أجزاء من البلاد، لكن لا توجد نتيجة معينة حتمية”.
وأضاف: “سنواصل تنسيق الضربات الجوية مع – ودعم – القوات الأفغانية متى وحيثما كان ذلك ممكنا. ولكن كما أوضح الرئيس، يتعين على القادة الأفغان أن يجتمعوا”.
ومع بدء إضفاء الطابع الرسمي على المغادرة العسكرية الأمريكية بحلول 31 آب/ أغسطس، فقد تضاءل الدعم الأمريكي للأفغان إلى حد كبير ويتم الآن إجراؤه من بعيد.
وأشار كيربي إلى أن الولايات المتحدة زودت الجيش الأفغاني بأسلحة حديثة تشمل قوة جوية. إلا أن حركة طالبان شوهدت في الأيام الأخيرة تستخدم مجموعة من الأسلحة والمعدات التي استولت عليها من الحكومة الأفغانية، بما في ذلك المركبات التي لا تزال تحمل شارات الجيش الأفغاني عليها.
ورفضت إدارة بايدن تقديم تفاصيل حول المكان الذي نفذ فيه الجيش الأمريكي ضربات جوية في الأيام الأخيرة، لكن المسؤولين الأفغان أشاروا إلى دور واشنطن في تفجيرات بإقليمي كابيسا وهلمند.
وقال بروس ريدل، الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية الذي قاد مراجعة لسياسة الولايات المتحدة تجاه أفغانستان وباكستان للرئيس باراك أوباما في عام 2009، إن الوضع في أفغانستان “قاتم، أسوأ مما توقعه معظمهم بسرعة”.
وأضاف أن “الخطر يكمن في أن زخم هجوم طالبان سيطغى على الحكومة الأفغانية وسينهار الدفاع عن كابول”.
نشر موقع “ميدل إيست مونيتور” تقريرا تحدث فيه عن الأفكار المغلوطة المتداولة حول اللاجئين في القارة العجوز.
وقال الموقع في تقريره إن الفيضانات العظيمة التي دمرت مؤخرًا أجزاء من ألمانيا وبلجيكا وهولندا تتجاوز كونها مجرد تحذير بشأن مخاطر تغير المناخ لتكشف عن بعض الحقائق حول الاتجاهات السياسية والاجتماعية في أوروبا.
في ألمانيا، كانت صور “المساعدين السوريين المتطوعين” وهم غارقون في الوحل وينظفون الأنقاض بمثابة تذكير بإنسانية اللاجئين وإثباتًا لسياسة الباب المفتوح للمستشارة أنغيلا ميركل.
خلال صيف 2015، أزالت ميركل حاجزًا قانونيًا من الاتحاد الأوروبي تحدده قواعد دبلن والذي يفرض على اللاجئين السوريين وغيرهم من اللاجئين طلب اللجوء في بلد وصولهم الأول. من الواضح أن القواعد لم تتناسب مع أهدافه، لأنه وفي حال وقع تطبيقها بحذافيرها، ستستقبل دول مثل تركيا واليونان والمجر عددًا كبيرا من اللاجئين.
ذكر الموقع أنه في مواجهة الانتقادات المتزايدة في الداخل والخارج، طمأنت ميركل الشعب الألماني، وبحلول نهاية 2015، تقدم 476649 شخصًا بطلبات لجوء في ألمانيا، أغلبهم من السوريين. اليوم، تم دمج أكثر من 700 ألف سوري في عدد سكان ألمانيا البالغ 82 مليون نسمة.
تحت قيادة ميركل، استجابت ألمانيا للتحذيرات التي أطلقها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. حسب هذه التحذيرات، إذا سادت سياسات الهجرة الصفرية، فإن معظم البلدان المتقدمة، باستثناء أيرلندا ونيوزيلندا، لن تشهد نموًا في عدد السكان في سن العمل لديها بحدود 2025. لذلك، تتمثل إحدى طرق تجنب التدهور أو الركود في النمو السكاني في فتح الأبواب أمام الهجرة القانونية.
في سنة 2020، لم تتجاوز أعمار أكثر من ثلاثة أرباع (78.7 بالمئة) من طالبي اللجوء لأول مرة في الاتحاد الأوروبي 35 عامًا، في حين أن ما يقرب من ثلث المتقدمين لأول مرة (31.0 بالمئة) كانوا قصرا تقل أعمارهم عن 18 عامًا.
أشار الموقع إلى أنه على الرغم من أن الأعداد القياسية للاجئين في الاتحاد الأوروبي خلال عامي 2015 و2016 قد تراجعت بحلول نهاية 2017 و2018، إلا أن 14 بالمئة فقط من اللاجئين في العالم تستضيفهم الدول المتقدمة. وباستثناء ألمانيا، فإن الدول التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين هي تركيا وكولومبيا وباكستان وأوغندا.
إن الادعاء بأن وضع اللاجئين في ألمانيا جيد ليس سوى مغالطة، ولا علاقة له بالواقع. كان هناك ضغط من المتطرفين اليمينيين البيض المتعصبين للإسلاموفوبيا. ومع ذلك، لا بد من القول إن بصيرة أنغيلا ميركل وتعاطفها الإنساني مكناها من إدراك أن اللاجئين الكُثر الذين تدفقوا إلى بلدها في 2015 لم يكونوا مهاجرين لأسباب اقتصادية يسعون إلى استغلال الدولة الألمانية. في الواقع، كان العديد منهم من المهنيين المؤهلين تأهيلا عاليا وذوي المهارات كما اضطر آخرون إلى التخلي عن تعليمهم العالي بحثا عن السلامة والأمن.