من الصحافة الاميركية
تناولت الصحف الاميركية الصادرة اليوم تحذيرات الرئيس الأميركي جو بايدن من إمكانية حدوث حرب حقيقية مع قوة عظمى وذلك في حال تعرضت الولايات المتحدة لما وصفه بهجوم إلكتروني كبير.
وأضاف الرئيس الأميركي في كلمة أمام المجتمع الاستخباراتي في واشنطن أن المعلومات المضللة أصبحت مشكلة تزداد سوءا، وقال بايدن في كلمته “على الأرجح سينتهي بنا الأمر إلى خوض حرب حقيقية مع قوة عظمى، وسيكون ذلك نتيجة اختراق سيبراني ذي عواقب كبيرة”.
وأكد بادين أن معلومات استخبارية تفيد بأن روسيا تنشر معلومات مضللة في محاولة للتأثير على الانتخابات النصفية لعام 2022 وقال بايدن إن بوتين “لديه مشكلة حقيقية، فهو على رأس اقتصاد يمتلك أسلحة نووية وآبار نفط ولا شيء غير ذلك” مضيفا “هذا يجعله أكثر خطورة بالنسبة لي”.
أفاد موقع “بوليتيكو” بأن نحو 900 جندي أمريكي سيبقون في سوريا لـ”مواصلة دعم وتقديم المشورة لقوات سوريا الديمقراطية”، بحجة أن الأخيرة هي الشريك الأهم في الحرب ضد تنظيم داعش.
يأتي ذلك رغم خطوات الرئيس الأمريكي جو بايدن لـ”إنهاء الحروب التي لا تنتهي” بإعلانه أخيرا إنهاء المهام القتالية في العراق، ومع تواصل الانسحاب من أفغانستان، المزمع إنهاؤه في أيلول/ سبتمبر المقبل.
أما في سوريا، وبحسب مسؤول كبير في إدارة بايدن رفض الكشف عن هويته، فإن واشنطن لا تنوي إحداث أي تغييرات، حاليا، على الوجود العسكري الأمريكي هناك.
ووفق ما نقلت “بوليتيكو”، في تقريرها عن مسؤول دفاعي، فإن هذا الموقف لا يعكس في المقابل تورطا كبيرا للقوات الأمريكية بالعمليات القتالية في سوريا.
وفي الواقع بحسبه “لم يرافق أي جندي أمريكي القوات المحلية في دوريات قتالية لأكثر من عام في العراق أو سوريا”، ومع ذلك بحسب “بوليتيكو” فقد تعرضت القوات الأمريكية في سوريا لإطلاق نار في الأسابيع الأخيرة، إذ تعرضت في حقل العمر النفطي لهجوم بطائرة دون طيار في 7 تموز/ يوليو، وبصواريخ في 28 حزيران/ يونيو.
دعا كاتب أميركي رئيس الولايات المتحدة جو بايدن إلى بذل جهد أكبر لوقف الانقلاب بتونس، في أعقاب قرارات رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد، بتجميد اختصاصات البرلمان، وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي من مهامه، على أن يتولى هو بنفسه السلطة التنفيذية بمعاونة حكومة يعين رئيسها.
وأشار الكاتب جوش روجين في مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إلى أن بايدن استضاف حينما كان نائب الرئيس عام 2015، الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي في منزله بواشنطن، وشدد على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لضمان نجاح الديمقراطية في تونس.
وتابع روجين: “الآن يختبر الرئيس التونسي الحالي التزام بايدن بهذا الوعد”، مشددا على أنه حتى الآن تشير الدلائل إلى أن البيت الأبيض قلق من التورط بعمق في الأزمة الديمقراطية المتصاعدة في تونس.
وأوضح أنه رغم الأحداث المتسارعة بتونس، وأبرزها تجميد عمل البرلمان لمدة 30 يوما، إلا أن البيت الأبيض أصدر بيانا صاغه بعناية، لتجنب الانحياز إلى أي طرف، معتقدا أن المسؤولين الأمريكيين يديرون الأمور بأمان، وينتظرون ليروا كيف ستسير الأمور قبل الإدلاء بأي تصريحات قوية.
وذكر الكاتب الأمريكي أنه ربما يكون انتزاع سعيد للسلطة “مجرد البداية”، مبينا أن المشرعين والخبراء الأمريكيين، يؤكدون أن رفض إدارة بايدن الوقوف أمام تحركات الرئيس التونسي “الاستبدادية” بشكل واضح، سيشجعه على المزيد، وسيقوض القوى داخل البلاد التي تدافع عن الفصل الدستوري للسلطات، الذي منح تونس تجربة ديمقراطية استمرت 10 سنوات.
ولفت روجين إلى أن مصادر أمريكية عدة أخبرته أن إدارة البيت الأبيض تنتظر الوضع “شديد التقلب”، وتأمل في العمل مع سعيد بدلا من تنفيره، مضيفا أن “فريق بايدن يبدو أنه ملتزم بقواعد إدارة باراك أوباما، التي فضلت إيصال رسائل منفردة قاسية؛ لأنها اعتقدت أن التهديدات العلنية تأتي بنتائج عكسية”.
واستدرك بقوله: “لكن ذلك لم ينجح في مصر عام 2013، عندما قام عبد الفتاح السيسي بانقلاب عسكري، وتجنبت الولايات المتحدة القيام بأي عمل إلا بعد فوات الأوان”، مؤكدا أن “النبأ السار الآن هو أن الوقت لم يفت في تونس، ولا يزال هناك متسع من الوقت للولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى، لإقناع سعيد بأن المضي قدما في انتزاع السلطة الاستبدادية لن يكون جيدا بالنسبة له”.
وتابع: “إذا رفضت الولايات المتحدة القيادة في هذه القضية، فمن المرجح أن تملأ دول الخليج التي تدعم الانقلاب، هذا الفراغ، بما في ذلك مصر والسعودية والإمارات”، منوها إلى أن هذه الحكومة وبالتعاون مع روسيا كانت تمول هجوم اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس.
وأكد الكاتب الأمريكي أن هذه الأنظمة تخشى من الديمقراطية السليمة والفعالة في العالم العربي، مشددا على أن انهيار الديمقراطية التونسية، سيوفر الحجة للقوى الاستبدادية بالمنطقة، ويثبت لها أن الديمقراطية نظام حكم فاشل.
وأردف قائلا: “رفض اتخاذ إجراء في تونس، سيؤدي إلى عواقب وخيمة لن تزعزع تونس فحسب، بل قد تؤدي أيضا إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في شمال أفريقيا”، موضحا أن “بايدن يعتبر الصراع بين الديمقراطية والاستبداد أهم معركة في العصر الحديث، لكن إدارته تبدو إما غير راغبة أو غير قادرة على فعل الكثير”.