من الصحافة الاسرائيلية
يتوجه مستشارو رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت الأسبوع المقبل إلى العاصمة الأميركية واشنطن، للقاء نظرائهم في البيت الأبيض وبدء الاستعدادات للقاء بينيت والرئيس الأميركي جو بايدن والذي من المتوقع عقده في آب/ أغسطس.
جاء ذلك بحسب ما نقل المراسل السياسي في موقع “واللا” الإلكتروني باراك رافيد نقلا عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، وأشارت المصادر إلى أن الوفد الإسرائيلي يضم كل من مستشار الأمن القومي، إيال حولتا، والمستشارة للشؤون السياسية شمريت مئير.
وبحسب التقرير فإن زيارة حولتا ومئير تبدأ يوم الأحد المقبل ومن المقرر أن يجتمعا مع مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان ومنسق الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بريت ماكغورك، وغيرهم من المسؤولين الأميركيين رفيعي المستوى.
ولم يتم تحديد موعد اللقاء بعد، وأشار التقرير أن ذلك سيتم خلال اجتماع مستشاري بينيت مع نظرائهم في البيت الأبيض. وبحسب التقديرات، فإن اللقاء سيعقد في النصف الثاني من آب/ أغسطس المقبل، على أن يزور بينيت الولايات المتحدة مرة أخرى في أيلول/ سبتمبر المقبل، للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وبعد زيارة الرئيس الإسرائيلي السابق رؤوفين ريفلين، للبيت الأبيض في 28 حزيران/ يونيو الماضي، وجه الرئيس الأميركي دعوة إلى بينيت لزيارة البيت الأبيض “في أقرب وقت ممكن”، مشيرًا إلى أن إدارته تتوقع تعاونًا وثيقًا مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة في مجموعة متنوعة من القضايا المطروحة على جدول الأعمال المشترك.
وحث ريفلين بينيت على ضرورة عقد اللقاء في القريب العاجل حتى تستمع الإدارة الأميركية إلى موقف الحكومة الإسرائيلية. وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن التطورات في إيران وانتخاب إبراهيم رئيسي رئيسا للجمهورية الإسلامية، ستتصدر أجندة المحادثات مع بايدن.
وأشار رافيد إلى أنه منذ تشكيل الحكومة الجديدة في إسرائيل، تبذل إدارة بايدن جهودًا لمساعدتها والحفاظ على استقرارها. ولفت إلى أن البيت الأبيض كان قد قرر تأجيل إعادة فتح القنصلية في القدس إلى ما بعد إقرار الميزانية العامة في إسرائيل في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل حتى لا تقوض هذه الخطوة استقرار الحكومة.
قال ضابط إسرائيلي إنه “على عكس الموقف المتشدد لإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من إيران، فإن رغبة الرئيس الجديد جو بايدن في التوصل إلى اتفاق ضعيف، والتفاوض مع إيران، يقوض الأساس المنطقي الاستراتيجي لاتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول الخليج“.
وأضاف دورون ماتسا الذي شغل مناصب عليا في جهاز المخابرات الإسرائيلية، في مقال بموقع نيوز ون، أن “التصريحات الرسمية لواشنطن بتقليص الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، ويشمل هذا التخفيض أيضًا الدفاع الجوي في القواعد العسكرية في السعودية التي تواجه مشكلة الحوثيين في اليمن، ينذر بأن الولايات المتحدة نفسها تسعى للتفرغ لمواجهة التحدي الصيني”.
وأشار إلى أن “بايدن يدرك أن أولويات الولايات المتحدة تركز أولاً على الصين، وليس على روسيا أو الشرق الأوسط، ولهذا السبب لم يُظهر حتى الآن أي حماس غير عادي تجاه سياسة إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، ويضع يديه على “المستنقع المعقد” للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ونتيجة لذلك انسحب محمود عباس بعد أن أدرك أن الإدارة الديمقراطية ليست متحمسة لحل الصراع، وقد حاول المحاولة الفاشلة مرة تلو الأخرى”.
وأكد أنه “من الواضح أن تقليص الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط، شكل هدفًا مشتركًا لإدارتي بايدن وترامب، رغم أن هناك فرقًا كبيرًا بينهما في تهيئة الظروف الاستراتيجية التي تسمح بالانسحاب الأمريكي، وهو جاهزية الإدارة الحالية، بعكس السابقة، لإنجاز اتفاق ضعيف، أفضل بكثير من الاتفاق النووي لعام 2015، فيما عمل ترامب على خلق توازن استراتيجي إقليمي جديد على أساس تحالف إسرائيلي خليجي عبر اتفاقات أبراهام”.
وأوضح أن “إدارة بايدن مختلفة تمامًا عن إدارة ترامب في ما يتعلق بالسياسة تجاه إيران، ولكن من خلال اتفاق يمكّن هذا البلد من أن يصبح قوة إقليمية، سواء من حيث إمكانية الوصول للأسلحة النووية، أو من حيث رفع الحصار الاقتصادي عنها، ومن خلال الاستعداد لاتفاق ضعيف، وإجراء مفاوضات مع طهران، تقوض الولايات المتحدة المنطق الاستراتيجي للاتفاقيات الإبراهيمية، و”الجدار الحديدي” الإسرائيلي الخليجي ضد إيران”.
وأوضح أن “إسرائيل يمكن لها رؤية مؤشرات على ذلك في المغازلة التي تمارسها بعض دول الخليج مع طهران، وتقوم على فهم التغيير في النهج الأمريكي في ظل إدارة بايدن، وهذا ليس خبراً جيداً لإسرائيل، لأن عقدًا من البناء المستمر لوضعها الاستراتيجي، وتم جزء منه تحت عباءة من السرية، يواجه تحديًا جديدا، ويبدو أن إسرائيل في بداية عملية انعكاس، أو على الأقل انتكاسة في الاتجاهات الإيجابية في السنوات الأخيرة”.
وأشار إلى أنه “إذا حدث ذلك، فقد يتسم المستقبل بتكثيف استراتيجي إيراني في ظل التآكل الحاصل من عمق التدخل الأمريكي في المنطقة، وبالتالي فإن هذه العملية ستخلق ظروفًا مناسبة لنشوء صعوبة كبيرة في التعامل مع واقع الشرق الأوسط، ومن المحتمل أن يكون أكثر تعقيدًا ومتفجرًا بشكل خاص، مثل ما ظهر مؤخرا خلال أحداث الحرب الأخيرة في قطاع غزة”.