من الصحافة الاسرائيلية
رأى وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أن رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو بانتقاداته العلنية للولايات المتحدة “ألحق ضررا بقدرتنا على منع التقدم الإيراني، وفي الفترة الأخيرة لولاية نتنياهو ارتقت قدرات إيران” النووية، وجاء ذلك في مقال نشره غانتس في صحيفة “اسرائيل اليوم” ردا على مقال لنتنياهو في الصحيفة نفسها وهاجم فيه حكومة نفتالي بينيت ويائير لبيد في سياق الاتفاق النووي.
وأضاف غانتس أنه ينبغي مواجهة إيران بمنظور سياسة “الجدار الحديد”، وهو المصطلح الذي وضعه زعيم اليمين في الحركة الصهيونية زئيف جابوتينسكي، واقتبس غانتس من الأخير أن “شعبا حيا يوافق على تنازلات في مسائل كبيرة ومصيرية كهذه فقط عندما لا يتبقى لديه أمل، وعندما لم يعد هناك أي صدع في الجدار الحديدي.
واعتبر غانتس أنه “ينبغي وضع جدار حديدي دولي، وبالتأكيد جدار حديدي إسرائيلي، مقابل إيران. لكن وضع إسرائيل اليوم ليس مثل وضع الييشوف اليهودي في أرض إسرائيل في عشرينيات القرن الماضي، وعبّر عن هلع وجودي”.
وأشار غانتس إلى أن “الاتفاق النووي الذي وُقّع في العام 2015، رغم المعارضة الصارخة والفظة لحكومة إسرائيل، شكل فشلا في المعركة السياسية. والدرس الذي يجب تعلمه بسيط – الجدار الحديدي يُبنى بالأفعال وليس بالكلمات”.
وتابع أن “الأفعال هي بالمقام الأول قدرتنا على الدفاع عن أنفسنا وتشويش عمليات أعدائنا. وخيار عسكري موثوق سيخدم الدول العظمى أيضا، وهو ضروري من أجل وضع جدار حديدي مقابل إيران وجلب تسويات. ولن يكون هناك اتفاق جيد، قوي وواسع من دون خيار عسكري موثوق”.
وخلافا لسياسة نتنياهو التي انتقدت سياسة الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، والرئيس الحالي، جو بايدن، ورفض التفاوض معهما حول طبيعة الاتفاق النووي، كتب غانتس أن “الأفعال تشمل ايضا نقل معلومات استخباراتية وخبرات عموما، وإيجاد آذان صاغية لدى شركائنا عموما وصديقتنا الأفضل، الولايات المتحدة، خصوصا. واستيعاب التوجه بأن إيران هي مشكلة عالمية وإقليمية قبل أي شيء، وفقط بعد ذلك هي مشكلة إسرائيلية، العبرة الأهم”.
قال كاتب إسرائيلي إن “تزايد المنافسة بين دول الخليج الكبرى يسبب خشية لدى إسرائيل، لأن السعودية قد تحاول كبح جماح طموحات الإمارات العربية المتحدة في التطبيع مع إسرائيل، أو مهاجمة الأخيرة، ولذلك لوحظ مؤخرا جملة تصريحات سعودية ضد اتفاقات أبراهام التطبيعية“.
وأضاف ليزر بيرمان في مقاله على موقع نيوز ون الإخباري أن “كثيرا من الإسرائيليين أصيبوا بالدهشة، حين اتخذت السعودية موقفا ضد إسرائيل، وأوقفت استيراد بضائعها المتواجدة في أسواق الإمارات، ضمن خلافات البلدين المتنامية، وصحيح أن الخطوة السعودية ليست عداء متجددًا لإسرائيل، لكنها في الوقت ذاته جزء من المنافسة المتزايدة مع الإمارات العربية المتحدة حول دور القوة الإقليمية الرائدة”.
وأوضح أن “إسرائيل غير منخرطة بشكل مباشر في هذه المنافسة بين الرياض وأبو ظبي، لكنها قد تنجر إليها بعدة طرق، خاصة بعد أن أصبحت مع الإمارات حليفين وثيقين، ومن المحتمل أن تبدأ إسرائيل في الشعور بموجات الصدمة في معارك الخليج من خلال علاقاتها مع الإمارات”.
ونقل عن براندون فريدمان، رئيس قسم الأبحاث في مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب، أن “الاتفاقات الإبراهيمية تمنح الإمارات العربية المتحدة ميزة اقتصادية إقليمية، فضلاً عن ميزة سياسية، ورغم أن صراعها الحالي مع السعودية أساسه اقتصادي، لكنه يأتي بعد سنوات من التوترات المتصاعدة بينهما، لكنها توقفت بسبب اتفاقهما على القضايا الدبلوماسية والأمنية”.
وأشار إلى أن “السعودية قد لا تكون سعيدة بالسرعة التي تتقدم بها الأمور بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، صحيح أنهم قد يتغلبون على المخاطر من الداخل فيما يتعلق بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكنهم قد يختارون نشر علاقاتهم مع إسرائيل، وفي كلتا الحالتين هم أكثر حرصًا من جيرانه، سواء بسبب دور ونفوذ المؤسسة الدينية التي أعطت النظام الاستقرار والشرعية، أو صعوبة السيطرة على مشاعر الشباب السعودي”.
موران زاغا، خبيرة شؤون الخليج في معهد السياسات الإقليمية- ميتافيم، أكدت أن “العائلة السعودية المالكة ليست متوحدة في كيفية التعامل مع إسرائيل، فبينما أعلن السفير الأمريكي الأسبق في واشنطن بندر بن سلطان كلاما إيجابيا تجاهها، لكن رئيس المخابرات السابق تركي الفيصل قام بتوبيخ إسرائيل في مؤتمر عُقد في البحرين، وهكذا رأينا اثنين من كبار المسؤولين السعوديين يختلفان على مدى فرص التطبيع مع إسرائيل”.
وأشارت إلى أنه “بينما التقى الأمير الشاب محمد بن سلمان ولي العهد مع رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو في 2020، وهو لا يخفي دعمه للتعاون السعودي علنًا مع إسرائيل، لكن والده الملك سلمان يرى أن الالتزام بالنضال الفلسطيني والدفاع عن الأقصى واجب على العائلة المالكة السعودية”.
وأوضحت أن “تغيير الحكومة في إسرائيل ربما يسهل على السعوديين تطبيع علاقاتهم معها، لأنها تشعر أن لديها شرعية أكبر للتعاون مع القادة الإسرائيليين الذين لم يقودوا الحرب الأخيرة على غزة في مايو، رغم أنه ستبقى المنافسة قائمة بين الرياض وأبو ظبي، وربما تدفعهما للبحث عن طرق جديدة لتصبح كل واحدة أقوى من الأخرى، وستبقى إسرائيل في صلب تفكيرهما في هذه الحالة”.