من الصحافة الاسرائيلية
كشف موقع إسرائيلي عن آخر تطورات المفاوضات غير المباشرة الجارية بوساطة مصرية، من أجل التوصل لصفقة تبادل للأسرى بين حركة “حماس” والاحتلال الإسرائيلي.
وذكر موقع “ويللا” في تقرير له، أن المفاوضات غير المباشرة الجارية بوساطة مصرية في القاهرة، “هي الأولى من نوعها” منذ العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، الذي بدأ يوم 10 أيار/ مايو 2021 واستمر 11 يوما.
وأوضح التقرير، أنه “خلال محادثات التسوية التي جرت الثلاثاء في القاهرة، تفاجأ الوفد الأمني الإسرائيلي المشارك في المفاوضات، عندما اكتشفوا أن هناك شخصيات بارزة من حركة حماس توجد في غرفة مجاورة في نفس المبنى”، بحسب ما نقله موقع “i24” الإسرائيلي.
واستنادا على مصادر أمنية إسرائيلي، أكد الموقع أنه “لم يتم إحراز أي تقدم في المفاوضات حول قضية الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، حيث أصرت حماس أمام ضُباط المخابرات المصرية على إطلاق سراح سجناء أمنيين”.
وزعم أن “الجانب الإسرائيلي احتج أمام المصريين، أنه عندما أظهرت إسرائيل حسن النية تجاه قطاع غزة، وسمحت بدخول البضائع (عدد قليل وتعيق التصدير) والوقود عبر معبر “كرم أبو سالم”، حماس في المقابل لم تتخذ أي خطوة سوى الالتزام بالهدوء على الحدود”.
ولفت الموقع إلى أن مصر توسطت بنجاح في صفقة تبادل الأسرى “وفاء الأحرار” بين الاحتلال وحركة “حماس” عام 2011، تم خلالها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، مقابل أكثر من ألف أسير فلسطيني، أعادت سلطات الاحتلال العشرات منهم في الضفة الغربية المحتلة.
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلي “كان” عن مصادر إسرائيلية، تأكيدها أن “المحادثات في القاهرة لم تتمخض بعد عن أي نتيجة”، مضيفة: “إلا أنها لم تصفها بإخفاق”.
سعى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي خلال زيارته إلى واشنطن، الأسبوع الماضي، إلى نقل رسائل واضحة إلى الإدارة الأميركية بشأن احتمال عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وشملت هذه الرسائل تهديدات بهجوم عسكري إسرائيل في إيران، حسبما أفاد المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أليكس فيشمان.
وقال كوخافي خلال محاضرة في واشنطن، التي عاد منها يوم الجمعة الماضي، إن إسرائيل اتخذت قرارا بإحباط “المشروع النووي العسكري الإيراني” قبل سنة من انتخابات الرئاسة الأميركية، وقبل بدء الحديث عن العودة إلى الاتفاق النووي.
وأضاف كوخافي في المحاضرة نفسها، أن الجيش الإسرائيلي وضع ثلاث خطط عسكرية على الأقل من أجل إحباط المشروع الإيراني، وأن الحكومة الإسرائيلية السابقة، برئاسة بنيامين نتنياهو، خصصت ميزانية لهذه الخطط، وأن الحكومة الحالية، برئاسة نفتالي بينيت، تعهدت بإضافة مبالغ كبيرة من أجل سد فجوات تتعلق بالجهوزية في أقرب وقت.
وأشار فيشمان إلى أن كل واحدة من الخطط العسكرية مستقلة عن الأخرى ومختلفة من حيث استهداف القدرات العسكرية النووية الإيرانية. لكنه أضاف أن “المطبات” الماثلة أمام الخطط الإسرائيلية أكبر بالقياس مع خطط عسكرية إسرائيلية وُضعت قبل عشر سنوات، وبينها أن حجم منظومة الدفاع الجوي الإيرانية أكبر بست مرات عما كانت عليه قبل عشر سنوات، وكذلك الصواريخ الإيرانية المتطورة المضادة للطائرات، وتزايد عدد المنشآت تحت سطح الأرض.
ونقل كوخافي هذه الرسائل إلى جميع المسؤولين الأميركيين الذين التقى معهم على انفراد: وزير الدفاع، لويد أوستن؛ رئيس الأركان المشتركة للجيش الأميركي، مارك ميلي؛ مستشار الأمن القومي، جاك سوليفان؛ رئيس CIA، وليان بيرنز؛ نائبة رئيس DIA، وكالة الاستخبارات التباعة لوزارة الدفاع، سوزان وايت.
وطالب كوكافي المسؤولين الأميركيين بعدم تحديد تواريخ من خلال الاتفاق النووي، مثل موعد بدء تطوير أجهزة طرد مركزي متقدمة أكثر أو إمكانية أن تكون إيران حرة في المجال النووي بحلول العام 2031. وقال إن موعد انتهاء الاتفاق يجب أن يكون وفقا للتطورات السياسية، مثل تغيير النظام الإيراني، أو تغيير جوهري في رؤيته على الأقل.
وبعد تصريح بايدن بأنه لن يسمح لإيران بحيازة سلاح نووي خلال ولايته، تساءل مسؤولون أمنيون إسرائيليون حول ما سيحدث بعد رحيل بايدن عن البيت الأبيض، بعد أربع أو ثماني سنوات، في إشارة إلى أن الاتفاق النووي يجب أن يكون متشددا ضد إيران.
رغم ذلك، فإن الانطباع لدى مسؤولين أمنيين إسرائيليين يجرون اتصالات دائمة مع واشنطن حول قضايا إقليمية، وبينهم كوخافي ووزير الأمن، بيني غانتس، هو أن “الإدارة الأميركية نفسها ما زالت غير ناضجة للتوقيع على الاتفاق مع إيران”، بحسب فيشمان.
لكن فيشمان أشار إلى أن “كل شيء مفتوح الآن: بإمكان الأميركيين الاستمرار في التشاور مع إسرائيل وإطلاعها حول تقدم الاتصالات مع إيران، وبإمكانها ألا تفعل ذلك. والمداولات قد تمتد لأشهر طويلة، وقد تنتهي قريبا جدا. ولن يفاجأوا في إسرائيل إذا أعلنت الإدارة خلال عدة أسابيع عن توقيع الاتفاق. وفي مقابل ذلك، الموقف الإسرائيلي شفاف وواضح بالكامل. وهي لا تخفي عن الأميركيين الاستعدادات العسكرية”.
من جانبه، توقع المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، أن زيارة بينيت إلى واشنطن، الشهر المقبل على ما يبدو، ستجري قبل عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي. واضاف أنه “يبدو منذ الآن أن كوخافي وفي أعقابه الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، نجحا خلال زيارتهما للعاصمة الأميركية باستئناف حوار موضوعي أكثر مع إدارة بايدن، وتم خلال طرح التحفظات من الاتفاق الآخذ بالتبلور”.
وحسب هرئيل، فإنه “يتضح تدريجيا أن القرار النهائي حول اتفاق جديد موجود بالأساس في الملعب الإيراني، وعلى ما يبدو أن القيادة في طهران أقل تحمسا للعودة إلى الاتفاق مما كان يخيل في البداية”.