من الصحافة الاميركية
رأت صحيفة واشنطن بوست إن موضوع العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا ليست من أولويات إدارة الرئيس جو بايدن الذي وعد خلال حملته الانتخابية بالعودة إلى سياسة التعامل مع هافانا.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لها أن تعهد بايدن بسياسة الانفتاح لتحسين العلاقات مع كوبا والتي اتبعها الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، لم يتم تنفيذه بعد انقضاء خمسة أشهر على توليه رئاسة الولايات المتحدة، وأن موضوع العلاقات بين البلدين يبقى خارج أولويات إدارته لكونه بين “شيء معقد جدا” و”شيء قليل الأهمية”.
وأضاف أحد المصادر: “نرى الفوضى في العالم وفي المنطقة، فإننا نحارب الجائحة وعلينا أيضا أن نتجاوب مع تدمير الديمقراطية في عدد من الدول. تلك هي الظروف التي نعيش فيها. وعندما يحين وقت العودة إلى موضوع كوبا فسوف نعمل ما يخدم مصلحة الأمن القومي الأمريكي”.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا عن المحاكمات في الأردن لمسؤولين بارزين بتهمة الضلوع في “الفتنة” وزعزعة الحكم، أهمهم الرئيس الأسبق للديوان الملكي باسم عوض الله، الذي تربطه علاقة قوية بالسعودية.
وقالت الصحيفة إن الجلسات في قاعة محكمة أمن دولة بنواحي العاصمة الأردنية تعكس صورة عن العائلة الحاكمة المنقسمة، والتوتر مع جيرانها الأقوياء بالمنطقة، وتحالفها مع الولايات المتحدة.
وتدور المحكمة حول “دسيسة سياسية”، كما وصفتها الصحيفة، لا تزال مغلفة بالغموض، اتهم أمير بالتورط فيها، وقادت إلى سلسلة اعتقالات في نيسان/إبريل، واستهدفت عددا من الأشخاص منهم “عوض الله”، الذي كان أيضا مستشارا لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي لبلاده.
وينفي كل من عوض الله والمتهم الرئيسي الآخر، الشريف حسن بن زيد، ضلوعهما في “الفتنة” ومحاولة زعزعة استقرار البلاد، ويواجهان حكما يصل إلى 20 عاما حال إدانتهما.
لكن الغائب عن قاعة المحكمة في هذه الدراما هو الأمير حمزة، الأخ غير الشقيق للملك والذي لم توجه إليه اتهامات.
وتقول الصحيفة إن المحاكمة أصبحت صورة عن التنافسات الإقليمية وتمتحن تحالفات الولايات المتحدة بين حليفين مهمين لها في الشرق الأوسط: الأردن والسعودية، حيث زاد التوتر بينهما في العام الماضي بسبب اتفاقيات تطبيع دول عربية مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأدت حملات الاعتقال في البداية إلى حالة من الصدمة نظرا لوضع الأردن بين الأراضي الفلسطينية المحتلة وكل من سوريا والعراق والسعودية، واستيعابه عددا من موجات اللجوء النابعة من الحروب التي اندلعت في أغلب تلك المناطق، ولكنه وحافظ على استقراره وتعاونه مع الولايات المتحدة بمجالات الأمن والاستخبارات و”مكافحة الإرهاب”، بحسب الصحيفة.
وترى “نيويورك تايمز” أن المحاكمات عقدت رغم محاولات الجارة القوية، السعودية عرقلتها.
ففي نيسان/إبريل أرسلت السعودية أربع طائرات محملة بالمسؤولين البارزين لغرض الإفراج عن عوض الله وعودته معهم، وذلك حسب مسؤول أمني غربي بارز رفض الكشف عن هويته.
وقاد الوفد وزير الخارجية فيصل بن فرحان وعدد من المسؤولين في مكتب الأمير محمد بن سلمان.
وانضم إليهم مدير المخابرات السعودية الذي بقي لمدة خمسة أيام كي يضغط على الأردنيين الإفراج عن عوض الله لكي يعود معه، وفق زعم الصحيفة.
وأكد المسؤولون السعوديون بعد ذلك وصول الوفد إلى الأردن ولكنهم أكدوا أن الغرض منه كان إظهار التضامن مع الملك عبد الله الثاني ونفوا أنه كان من أجل الضغط للإفراج عن عوض الله.
ونقلت الصحيفة عن “بروس ريدل”، المحلل السابق في المخابرات الأمريكية قوله “أعتقد أنهم ضغطوا للإفراج عنه لمعرفتهم أن لديه معلومات تدينهم وأردوا إخراجه”.
وأضاف “ريدل” أن الأردن استطاع مواجهة الضغط السعودي بشأن عوض الله بعد طلب ويليام بيرنز، مدير سي آي إيه، الذي عمل سابقا كسفير في الأردن من البيت الأبيض التدخل.
ورفضت الاستخبارات الأمريكية التعليق على ذلك التدخل المزعوم.
واتصل الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن بالملك عبد الله أثناء وجود مدير المخابرات السعودية في عمان ومن المقرر زيارة العاهل الأردني واشنطن في الشهر المقبل.
وتعلق الصحيفة بالقول إن الدعم الذي قدمته واشنطن في ذروة الأزمة بنيسان/إبريل لم يكن ليحدث لو بقي دونالد ترامب في البيت الأبيض، حيث تدهورت العلاقة بين البلدين إلى أدنى مستوياتها.
قالت صحيفة واشنطن بوست إن لدى الاستخبارات الأمريكية ما يدعوها للاعتقاد بأن روسيا تقف وراء هجمات بـ”طاقة موجهة” ضد مسؤولين من أمريكيين، وذلك نقلا عن مصادر في الاستخبارات.
وذكرت الصحيفة في تقرير نشرته حول سياسة إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تجاه كوبا، أن واشنطن تولي اهتماما متزايدا لمرض غامض في الدماغ أصاب مسؤولين من الولايات المتحدة في عدة دول بمختلف أنحاء العالم بينها كوبا ويعتقد أنه ناجم عن هجمات متعمدة.
وتنفي كوبا أنها مسؤولة عن هذه الإصابات في الدماغ التي لم يتم حتى الآن تحديد مصادرها، وقالت مصادر الصحيفة إن الاستخبارات الأمريكية، وبعد التقارير عن تسجيل حوادث مماثلة في الصين وروسيا وحى داخل الولايات المتحدة، تشتبه في الطرف الروسي بشن هذه الهجمات، مبينة أنها ربما نفذت باستخدام الموجات الدقيقة أو أشكال أخرى من الطاقة الموجهة.
لكن أحد المصادر قال مع ذلك في ظل إجراء جولات جديدة من التحقيق: “يجب أن نتأكد من أننا فهمنا كل شيء بطريقة صحيحة”.