من الصحافة الاسرائيلية
تناولت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم المعلومات التي بلغ بها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، مسؤولين أمريكيين بأن هناك احتمالا كبيرا باندلاع مواجهة جديدة مع الفصائل الفلسطينية في غزة قريبا.
حيث قال كوخافي خلال لقاء جمعه في واشنطن بمستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، إن هناك “احتمالا معقولا” باندلاع جولة قتال جديدة في غزة.
جاء ذلك وفق ما نقلته قناة “كان” الإسرائيلية الرسمية بأن كوخافي استعرض مع سوليفان “الدروس المستفادة من العملية العسكرية الأخيرة في قطاع غزة والصعوبات التي تعترض عملية التسوية في ظل فشل المحادثات بين مصر وحماس”.
من جهته، هدد رئيس شعبة الاستخبارات “أمان” التابعة الجنرال أهرون حليوة، قطاع غزة بأنه إما القبول بالتسوية التي يطالب بها الاحتلال أو إعادة احتلال القطاع.
وبحسب ما ورد في الخبر الرئيس اليوم بصحيفة “يديعوت أحرنوت” والذي أعده يوسي يهوشع، فإن “حليوة قريبا سيتسلم أحد المناصب الأهم في الجيش الإسرائيلي، وهو رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان”، وهو منذ وقت غير بعيد أنهى مهام منصبه كرئيس شعبة العمليات، وكان المسؤول الذي عبره مرت كل الأعمال العملياتية للجيش الإسرائيلي، العلنية والسرية، بما في ذلك في الحملة على غزة”.
واعترف بأنه فشل في التقدير، أن المقاومة الفلسطينية وحركة “حماس” التي يقودها في غزة يحيى السنوار، خططت لقصف المستوطنات الإسرائيلية في القدس المحتلة ردا على عدوان الاحتلال على أهالي حي الشيخ جراح.
وردا على سؤال “في ظل العدوان على غزة، أكدت أن الإنجاز سيكون حالة من الهدوء لخمس سنوات، وها هم أطلقوا بالونات حارقة، فأين الهدوء؟”، قال: “النار من غزة في الفترة القريبة القادمة لن تدل على فشل الحملة، وفي نظري الحملة مستمرة، وإذا كان ينبغي العودة للضرب ليوم أو يومين فسأوصي رئيس الأركان بالضرب بكل القوة، إذا ما أطلقوا بعد نصف سنة، وسأعترف بأني أخطأت”.
وعن تعاظم قوة “حماس” والمقاومة الفلسطينية، رأى الجنرال، أنه “لا علاقة بين التسوية وتعاظم القوة، فالعدو يتعاظم في قوته في كل الأحوال، بما في ذلك في ظل القتال”، مشددا على وجوب التوصل إلى “تسوية أو إعادة احتلال قطاع غزة”.
وعن عدم تصفية الاحتلال للسنوار حينما تجول في غزة مشيا على الأقدام بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي، ذكر أنه “بعد أن تحقق وقف النار بوساطة مصرية وأمريكية، فإن هذا أكثر إشكالية بكثير، ويجب أن نقرر ماذا سيكون الثمن لمثل هذه الخطوة”.
قال مسؤول أمني إسرائيلي إن “الولايات المتحدة من خلال سلوكها بقرب انسحاب قواتها من الشرق الأوسط تقوم بأمر خطير، لكن لديها فرصة تتمثل بإقامة تحالف دفاع جوي مع السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، والجميع سيستفيد من ذلك في هذه الحالة“.
وأضاف أفرايم سنيه نائب وزير الحرب الأسبق ورئيس مركز الحوار الاستراتيجي في الكلية الأكاديمية نتانيا، في مقاله بصحيفة “يديعوت أحرونوت” أن “المعلومات الإسرائيلية تتحدث عن سحب الولايات المتحدة للعديد من قواتها في الشرق الأوسط، بما في ذلك ثماني بطاريات دفاع جوي من طراز باتريوت، ونظام دفاع مضاد للصواريخ، ومعظم إجلاء القوات يتم من داخل السعودية والعراق والكويت، وحتى من الأردن”.
وأشار إلى أن “الأهمية العسكرية لهذا الإجراء تتمثل في إزالة الطبقة الواقية من الصواريخ والطائرات المسيرة عن حلفاء واشنطن في المنطقة، فعلى سبيل المثال قبل أقل من عامين، وتحديدا في 14 سبتمبر 2019، هاجمت إيران المنشآت النفطية الحيوية في السعودية بقوة ومفاجأة كبيرتين، ولذلك يبعث الإجلاء الحالي برسالة لطهران، ولن يشجع بالتأكيد الرئيس الإيراني الجديد للمبالغة في الاعتدال في المفاوضات بشأن الصفقة النووية”.
وأوضح أن “البديل لهذا الإجراء الأمريكي قد يتمثل في إنشاء تحالف دفاع جوي بين إسرائيل والدول المجاورة، وهو عمل سياسي، لا يهدد نزاهة الحكومة الإسرائيلية، لذلك يمكن تنفيذه دون تردد، لأن هذا هو الواقع الإقليمي الجديد، وإسرائيل مطالبة بالعمل وفق تطوراته، وهذا التحدي الصارخ لن يغير فرضية أن هناك فرصة للدفاع عن مصالح إسرائيل الحيوية فقط في حوار مباشر وحميم مع الإدارة الأمريكية”.
وأكد أن “هذه ليست هي الطريقة الوحيدة للقيام بذلك، لأنه في الوقت نفسه، تحتاج إسرائيل لتعزيز تعاونها مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، فبعضهم لديه بالفعل علاقات رسمية مع إسرائيل، والبعض الآخر لديه علاقات غير رسمية معها، وهذا التعاون يجب أن يتم بناؤه على أساس المصالح المشتركة، وليس الاستعلاء أو التكاسل، فلا أحد يقدم لنا معروفا من خلال التعاون معنا، لكن العكس هو الصحيح أيضا”.
ولفت إلى أنه “في غياب بطاريات الدفاع الجوي الأمريكية، على إسرائيل أن تعرض على السعودية والإمارات والبحرين أن تشتري بطاريات القبة الحديدية والعصا السحرية، وهذا وضع يستفيد منه الجانبان، بحيث ستحصل هذه الدول على حماية فعالة ومثبتة من طبقتين ضد الصواريخ، بينما يمكن مناقشة طبقات إضافية في المستقبل، وستتلقى إسرائيل بالمقابل موارد تمكنها من تمويل المزيد من التطوير والتجهيز الضروريين”.
وأضاف أننا “بحاجة ماسة للصواريخ الاعتراضية في مواجهة التهديد الصاروخي الذي يواجهنا في الجبهتين الشمالية والجنوبية، ومن الواضح أن هذه ليست صفقة تجارية بحتة، بل تعني أولا تقييم التعاون الاستراتيجي والتكنولوجي الذي سيغير التوازن الإقليمي، ويعطي بعدا عميقا للعلاقات الدبلوماسية، حتى تلك التي لم تنشأ بعد، وتتطلب أن يكون للحكومة الإسرائيلية الجديدة رؤية سياسية واستراتيجية”.
وكشف أن “السر الذي قد يشجع مثل هذه الصفقة أن رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو زار السعودية بالفعل، والتقى بولي العهد محمد بن سلمان، وناقشا القضايا الاستراتيجية، دون الخروج بنتيجة جوهرية، ولا يخفى على أحد أن أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بإسرائيل تم اقتراحها بالفعل على دول مختلفة، ولكن ليس على دول عربية، ما يجعل من إنشاء تحالف دفاع جوي بين إسرائيل والدول المجاورة يمتاز بالجرأة السياسية”.