من الصحافة الاسرائيلية
اعتبرت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم إن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة السابق، قرر معارضة تعديل قانون لم شمل الأسرة الذي قدمته وزيرة الداخلية أييليت شاكيد وأعضاؤها في الائتلاف الحكومي الجديد، وهو أول قرار اتخذه نتنياهو كزعيم للمعارضة، صحيح أن معارضة الليكود والفصائل المتشددة والدينية لن تطيح بالحكومة، لكنها ستضع التحالف في حرج كبير، لأن حكومة بينيت- لابيد ليس لديها أغلبية من دون الليكود لتمرير تعديل القانون.
وأضاف شالوم يروشاليمي في مقاله على موقع “زمن إسرائيل”، أن “الليكود والفصائل الدينية دأبت على التصويت مع هذا القانون كل هذه السنوات، وعرّفها وزير الحرب بيني غانتس بأنه ضروري للحفاظ على أمن الدولة وطابعها اليهودي”.
وأشار إلى أن “واقع الائتلاف الحكومي الهش سيجبر حكومة بينيت-لابيد على المخاطرة بخسارة التصويت، وقد أوجدوا حلا وسطا لصياغة القانون مع المعارضين، خاصة القائمة العربية الموحدة وميرتس، أو تأجيل التصويت لبضعة أسابيع لمحاولة الحصول على الأغلبية على أي حال”.
وأوضح أن “هذا القانون عينة فقط مما تشهده أروقة الائتلاف والمعارضة، تطبيقا لما أسفرت عنه جلسة أعضاء من حزب الليكود لساعات طويلة قبل أيام، حيث ظهرت كلمات “حرب واستنزاف” في كل فرصة، وكشف هذا القانون عن طبيعة معارك الاستنزاف وتوازن الرعب بين الأطراف”.
وأكد أنه “في الوقت ذاته، وافقت الحكومة الإسرائيلية بالإجماع على تشكيل لجنة تحقيق في كارثة جبل ميرون، حيث قتل العشرات من المتدينين اليهود، مع أن الحكومة السابقة تجنبت مثل هذا القرار، وهذا تهديد واضح لعدد من قادة المعارضة الذين خدموا وزراء أثناء الكارثة: آرييه درعي وزير الداخلية، وأمير أوحانا وزير الأمن الداخلي، ويولي إدلشتاين وزير الصحة، وميري ريغيف وزيرة النقل”.
وأشار إلى أنه “تم تقديم مشروع قرار لإنشاء لجنة تحقيق حكومية في قضية شراء الغواصات، وهذه اللجنة في حال تشكيلها، ستصل بالطبع إلى نتنياهو، ويوجد لدى الائتلاف قوانين تتعلق بالحد من قدرة الأخير على إعادة انتخابه. أما نتنياهو، فيخطط لإعادة انتخابه زعيما لحزب الليكود في الانتخابات التمهيدية التي يحتمل إجراؤها في كانون الأول/ ديسمبر المقبل، بعد عامين من الانتخابات التمهيدية السابقة، وسينافسه يولي أدلشتاين وآفي ديختر”.
وأوضح أن “الليكود سيقدم اقتراحا بحجب الثقة عن الحكومة، ولكن لا توجد فرصة لتمرير مقترحات عدم ثقة المعارضة في الكنيست الحالية، بسبب الحاجة لتعيين رئيس وزراء متفق عليه بدعم من 61 عضوا كنيست، فقط الانشقاق المؤسسي هو ما سيغير الوضع في الكنيست وفقا لقانون اليوم”.
قال كاتب إسرائيلي إن “حرب غزة الأخيرة شكلت مساهمة في المصلحة الأمنية الأمريكية، كما أن منظومة “القبة الحديدية”، وهي من إنتاج إسرائيلي أمريكي مشترك، شهدت زيادة في إمكانات تصديرها لبلدان مختلفة، مثل كوريا الجنوبية واليابان وسنغافورة والهند وبولندا ودول البلطيق وأمريكا اللاتينية، ما يعني مساهمة في توسيع الصادرات الدفاعية وقاعدة التوظيف الأمريكية“.
وأضاف يورام أتينغر في مقاله على موقع “نيوز ون” أن “القبة الحديدية تعدّ معلما آخر في التعاون المثمر بين واشنطن وتل أبيب، بما يعزز مصالحهما الأمنية والتكنولوجية والاقتصادية، صحيح أن إسرائيل عبر شركة “رافائيل” تساهم بتمويل نسبته 70-80٪ من تكاليفها، لكن معظم عملية الإنتاج تتم في الولايات المتحدة، وتم تسليم التطوير لإسرائيل ليوفر على واشنطن سنوات عديدة من البحث بمليارات الدولارات”.
وكشف أن “الجيش الأمريكي يفكر بشراء بطارية قبة حديدية ثالثة، مع الاستفادة من دروس المعركة الإسرائيلية الأخيرة في غزة، من أجل العمل بشكل منهجي على تحسين جودة المنظومة، لرفع مستوى أمن القوات الأمريكية في الخليج العربي خشية من هجمات لإيران وحلفائها، التي تسترشد برؤية دينية للإطاحة بالولايات المتحدة من القيادة العالمية، والاستيلاء على الخليج والشرق الأوسط وبقية العالم”.
وزعم أن “هناك شبكة مصالح أمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة، لعل أهمها العدو المشترك لهما، وهي جماعة الإخوان المسلمين، أكبر منظمة إسلامية في العالم، تدير مؤسسات وجمعيات خيرية وسياسية، وتعتبر إسرائيل كيانا “كافرا” في “دار الإسلام”، رغم أنها القاعدة الأمامية للولايات المتحدة، لكن الإخوان المسلمين ملتزمون بالجهاد ضد الدولة اليهودية، وتعزيز رؤية المجتمع الإسلامي العالمي”.
وأشار إلى أن “انتصار إسرائيل في 1967، أدى لتحطيم البنية التحتية العسكرية لمصر المؤيدة للسوفييت والمناهضة لأمريكا، وسعت جاهدة من أجل قيادة عربية، وإسقاط الأنظمة في البلدان النفطية الموالية لأمريكا، وفي ذلك العام كان لدى الولايات المتحدة اعتماد كبير على نفط الخليج، ما جعل الانتصار الإسرائيلي يجنّب الولايات المتحدة ضربة قاسية للمصالح الأمنية والاقتصادية، وألحق أضرارا بالغة بمصالح الاتحاد السوفيتي”.
وأكد أنه “منذ حرب 1967، تغيرت العلاقات الإسرائيلية الأمريكية من طريق باتجاه واحد إلى طريق ذي اتجاهين لتحقيق المنفعة المتبادلة، حيث تعتبر إسرائيل أكثر المرافق القتالية كفاءة وفعالية من حيث التكلفة والموثوقية بالنسبة لقطاع الدفاع والقوات المسلحة الأمريكية، كما يتضح من دمج طائرات AP-15 و AP-16 و AP-35 في سلاح الجو الإسرائيلي، مثل مئات الأنظمة الأمنية الأخرى”.
وأشار إلى أن “إسرائيل تعتبر مروجة للتصدير الأمريكي حول العالم، إضافة لذلك يتم تمرير الخبرة التشغيلية الإسرائيلية، في مجالات الصيانة والإصلاحات يوميا إلى الشركات المصنعة الأمريكية، وبالتالي تحسين جودة الجيل القادم من أنظمة الدفاع الأمريكية، ما يوفر عليها سنوات عديدة من البحث والتطوير، وتعزيز الصادرات الأمريكية، وتوسيع قاعدة التوظيف الأمريكية بمليارات الدولارات للولايات المتحدة”.
وأكد أن “الخبرة العملياتية الإسرائيلية جزء لا يتجزأ من الجيش الأمريكي، حيث تقوم بتحديث عقائدهم القتالية، ويرى الطيارون الأمريكيون أن انخراطهم بتدريبات مشتركة مع الإسرائيليين يساهم بقدراتهم العملياتية، ووصلت وحدات خاصة من الجيش الأمريكي، في طريقهم للعراق وأفغانستان، لعدة أسابيع من التدريب في إسرائيل، للاستفادة من تجربتها القتالية في المناطق المبنية، ومقاومة الانتحاريين، والسيارات المفخخة”.
ونقل عن تشاك كارولاك، قائد مشاة البحرية الأمريكية، أنهم “يستندون كثيرا لتجربة المعارك الإسرائيلية، باعتبار إسرائيل المصدر الأكثر فاعلية للاستخبارات الأجنبية في الولايات المتحدة، وتتفوق على جميع دول حلف الناتو مجتمعة، عبر المعلومات المطلوبة عن الأرشيف النووي الإيراني، والحرب على المنظمات المعادية، ومعلومات عن أنظمة الأسلحة الروسية وتعطيلها، وإحباط محاولات الإطاحة بالأنظمة العربية الموالية لأمريكا”.
أما جورج كيغان، رئيس الاستخبارات في سلاح الجو الأمريكي، فأكد أنه “من أجل إنتاج المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية المقدمة إلى الولايات المتحدة، يجب إنشاء خمس وكالات استخبارات مركزية (CIA)، بميزانية تقدر بـ15 مليار دولار، ما يقرب من خمسة أضعاف المساعدة الخارجية السنوية، كما تعد إسرائيل المركز الأكثر ابتكارا، باستثناء الولايات المتحدة، للصناعات الأمريكية عالية التقنية”.
وأشار إلى أن “إسرائيل تستضيف مراكز أبحاث وتطوير لـ250 شركة أمريكية عملاقة:Intel، Microsoft، Facebook، Google، Amazon، Cisco، Apple، HP، IBM، AOL، Kodak، Johnson ، والمواد التطبيقية، وتعمل هذه الشركات على الاستفادة من القدرات العقلية الإسرائيلية لتحديث قدراتها في المنافسة الدولية، وزيادة الصادرات، وتوسيع فرص العمل في الولايات المتحدة”.
ونقل عن الرئيس التنفيذي لشركة Intel أنه “من دون مراكز تطوير الشركة في إسرائيل كان سيتم القضاء عليها في المنافسة الدولية، وقال المدير التنفيذي لمايكروسوفت إن مراكز التطوير في إسرائيل تحول مايكروسوفت تدريجيا إلى شركة إسرائيلية”.