من الصحافة الاميركية
قالت الصحف الاميركية إن جيران إسرائيل العرب لا يتوقعون تغييرات جوهرية في القضايا التي تهمهم، بفعل انتهاء عهد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ومجيء حكومة جديدة.
وقالت نيويورك تايمز في تقرير لها إن المهتمين بالقضية الفلسطينية لا يرون تغييرا بين الحكومات الإسرائيلية، فكلها متشابهة من وجهة نظرهم، ولفتت الصحيفة إلى أنه مع تولي نفتالي بينيت رئاسة الحكومة الجديدة، لا توجد دلائل على أن أيا من الدول العربية المطبعة مع إسرائيل تفكر في التخلي عن اتفاقيات التطبيع.
نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريرا قالت فيه إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي هزمه منافسوه السياسيون بعد 12 عاما في السلطة بدأ يخطط للعودة ويعتزم تحدي الحكومة الجديدة بشأن الأمور التي قد تؤدي إلى انقسام عميق في الائتلاف متعدد الأحزاب.
ويخطط نتنياهو، الذي من المتوقع أن يقود المعارضة الآن، للضغط على الائتلاف الحاكم الجديد، الذي يضم ثمانية أحزاب تتراوح من مجموعة عربية إلى قوى محافظة، بشأن قضايا سياسية حساسة مثل بناء المستوطنات وتمكين العرب في البلاد.
وهو يأمل في أن ينهار التحالف تحت الضغط، بحسب أشخاص مطلعين على خططه، وهو ما سيؤدي إلى انتخابات خامسة منذ عام 2019 ويمنح زعيم إسرائيل الأطول خدمة فرصة أخرى لتولي السلطة.
قال نتنياهو، الأحد، في البرلمان قبل التصويت على الثقة للائتلاف الجديد: “سأخوض معركة يومية ضد هذه الحكومة اليسارية السيئة والخطيرة لإسقاطها.. وبعون الله سيكون ذلك أسرع بكثير مما تعتقدون”.
بالإضافة إلى القضايا الداخلية الملحة التي قد تكون مثيرة للانقسام، قال نتنياهو إنه يتطلع أيضا إلى المقارنة بينه وبين الحكومة الجديدة بشأن الجهود الأمريكية لإعادة الدخول في الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، والذي تعارضه إسرائيل.
وقال نتنياهو: “بينيت لا يتمتع بالمكانة الدولية أو المكانة أو المعرفة”. وأضاف أن إيران يجب أن تفهم أنه “سيعود قريبا”.
في الأسبوع الماضي، أجل نتنياهو خططا لمسيرة أعلام مثيرة للجدل في القدس ينظمها القوميون اليمينيون إلى يوم الثلاثاء وهي قد تؤدي إلى تأجيج التوترات وإثارة موجة جديدة من الاضطرابات في المدينة – وهو التحدي الرئيسي الأول للحكومة الجديدة بعد يومين فقط من استلام الحكومة.
وتنطوي استراتيجية عودة نتنياهو على مخاطر كبيرة على نفسه وعلى الدولة. فهو يحاكم بتهم فساد ينفيها. وعندما كان رئيسا للوزراء، كانت لديه خيارات أكثر وأفضل لمحاربتها، مثل محاولة تمرير قانون يمنحه حصانة من الاتهامات أو محاولة التأثير على التعيينات التي يمكن أن تؤثر على كيفية التعامل مع القضية.
قال أمير فوتشس الخبير في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، وهو مركز أبحاث مقره القدس: “لم تسر كما يشتهي”.
قد تتحدى جولة جديدة من عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل الخطط الحكومية لإحياء الاقتصاد بعد عمليات الإغلاق المتعددة بسبب كوفيد-19 العام الماضي، إذا كانت ستؤثر على تمرير ميزانية طويلة الأجل تشتد الحاجة إليها بعد عامين بدون ميزانية.
بدا أن نتنياهو اكتسب فرصة بقاء سياسي وسط صراع مميت استمر 11 يوما بين إسرائيل وحماس، ولكن مع ذلك القتال جاء الصراع الداخلي بين الإسرائيليين اليهود والعرب الذي شعر الكثير في البلاد أنه نتاج سنوات من خطاب التفرقة الذي انتهجه نتنياهو.
وصمد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بعد أن انخرط الجانبان في أسوأ جولة قتال منذ آخر ثلاث حروب عام 2014، لكن الحركة حذرت من أنها ستطلق المزيد من الصواريخ إذا اتخذت إسرائيل خطوات استفزازية أخرى في القدس. وقتل الصراع الذي اندلع الشهر الماضي 256 فلسطينيا بينهم 66 طفلا و12 إسرائيليا بينهم طفلان.
كان نتنياهو القوة المهيمنة في السياسة الإسرائيلية لأكثر من عقد من الزمان. منذ عودته إلى السلطة في عام 2009 – حيث كان رئيسا للوزراء لفترة واحدة قبلها من عام 1996 إلى عام 1999 – قاد السياسات الأمنية والدبلوماسية والاقتصادية للبلاد، وفي السنوات الأخيرة جعل إيران أولوية أمنية قصوى للبلاد وأبرم صفقات تطبيع مع العديد من الدول العربية والإسلامية، بما في ذلك الإمارات والبحرين. كما أوقف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين وساعد في تعزيز قطاع تكنولوجي عالمي المستوى في الداخل.
قال آرون ديفيد ميللر مستشار الشرق الأوسط السابق لعدد من وزراء الخارجية الأمريكيين ويعمل الآن في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: “لقد ترأس هيمنة الجناح اليميني في السياسة الإسرائيلية ووسع نطاق وصول إسرائيل إلى العالم.. لقد حاول خلق فكرة مفادها أنه في الواقع، من دون معالجة القضية الفلسطينية بجدية، ستكون إسرائيل قادرة على توسيع نفوذها ومكانتها في المنطقة“.
تناولت صحيفة واشنطن بوست اللقاء المزمع عقده بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بروكسل، متسائلة إن كان اللقاء سيخفض التوتر بين البلدين؟
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي “إن الرئيس أردوغان اعتبر قبل مغادرته تركيا، أن ما يقال عن العلاقات الأمريكية- التركية مجرد “شائعات”، مقترحا أنهما سيضعان هذا “في الخلف ونتحدث عما يمكن أن نعمله معا”.
وكانت آخر مرة التقى فيها بايدن مع أردوغان عندما كان نائبا للرئيس باراك أوباما حيث جاء إلى أنقرة في 2016 لنفي الاتهامات عن دور أمريكي في المحاولة الانقلابية الفاشلة. وفي بداية ذلك العام انتقد بايدن في إسطنبول اعتقال السلطات التركية الأكاديميين والصحفيين. وانتقد بايدن الرئيس أردوغان أثناء حملته الانتخابية ووصفه بـ “المستبد” واقترح دعم الولايات المتحدة للمعارضة التركية.
وبعد تنصيب بايدن، قام البيت الأبيض قصدا بتأخير اتصال تهنئة أردوغان لبايدن مدة 3 أشهر. وقال جيك سوليفان في تصريحات للصحفيين الأسبوع الماضي: “يعرف الرئيس بايدن أردوغان جيدا” و”قضى الرجلان معا وقتا جيدا وأعتقد أنهما يتطلعان، على ما أعتقد لانتهاز الفرصة للعمل معا ومراجعة العلاقة”.
وظلت تركيا وعلى مدى السنين مثل الشوكة للناتو وحماها وضعها الجيو استراتيجي ما بين أوروبا وآسيا، ولديها ثاني أكبر الجيوش في الناتو بعد الولايات المتحدة. ولم يجد سوى دونالد ترامب في التحالف صديقا لأردوغان. فقد حضر الرئيس التركي في 2012 افتتاح أبراج ترامب الراقية في إسطنبول. وعندما استقبله في البيت الأبيض عام 2019 وصف ترامب الرئيس التركي “بالصديق المقرب الذي يقوم بعمل رائع”. لكن العلاقة منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض كانت عدائية ووصلت نقطة متدنية عندما اعترف بايدن في نيسان/ إبريل بإبادة الأرمن أثناء الحرب العالمية الأولى. وكان رد الرئيس أردوغان صامتا، ففي ظل الاقتصاد الذي يحتاج إلى استثمارات أجنبية بعد انتشار فيروس كورونا فإن أنقرة لا تستطيع أن تستعدي الولايات المتحدة. وتقول غونول تول، مديرة برنامج تركيا في معهد واشنطن: “لدى تركيا توقعات عالية”.
وعبر أردوغان عن تفاؤله من لقائه مع بايدن بنفس الطريقة التي تحدث فيها يوم الأحد. وقالت: “لا أعتقد إن كانوا يعتقدون أنهم سيطوون الصفحة”، و”لكنهم يتطلعون لصورة مصافحة بايدن أردوغان”.
وكتب أوكان مدريس أوغلو كاتب العمود في جريدة “صباح” الموالية للحكومة مقالا في الأسبوع الماضي تحدث فيه عن “عمل محموم” يجري للقاء و”تم تحضير ملفات عن الماضي والحاضر والمستقبل لكل موضوع يعيق العلاقات الأمريكية- التركية”. ولقاء بايدن مع أردوغان هو اللقاء الوحيد وجها لوجه مع المشاركين في قمة الناتو. وتشمل الأجندة، قرار المشاركة التركية في العام الماضي ببرنامج مقاتلات أف-35 والعقوبات التي فرضها الكونغرس على الصناعة الدفاعية التركية لشرائها منظومة أس- 400 الروسية.
ورفضت تركيا التخلي عن المنظومة التي يقول حلف الناتو إنها قد تؤدي إلى نقل أسرار أف-35 إلى روسيا وغير ذلك من القدرات العسكرية وأنها ليست متوافقة مع الأسلحة المستخدمة في دول الحلف، ولهذا فالنظام ليس مهما للمعاهدة الدفاعية المشتركة. وقلل الدبلوماسيون والعسكريون الأمريكيون من أي تسوية تسمح لتركيا بالحفاظ على المنظومة الدفاعية.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الأسبوع الماضي إن التحدي الأكبر للعلاقات التركية- الأمريكية ليس شراء أنقرة المنظومة الصاروخية الروسية ولكن دعم واشنطن للوحدات التركية في سوريا التي تعتبرها أنقرة جزءا من الحركة الانفصالية الإرهابية التي تخوض حربا مع الدولة التركية منذ أكثر من أربعة عقود.
وقال أكار إنه لا فرق بين وحدات سوريا الديمقراطية وحزب العمال الكردستاني. وقال في مقابلة مع “صباح” إن إصرار واشنطن على التفريق بينهما هو “إهانة لعقولنا”. وفي المقابلة تحدث أكار عن الدور الذي لعبته تركيا في حلف الناتو بما في ذلك استقبال ملايين السوريين والمشاركة في مقاتلة تنظيم داعش وتوفير الأمن في مطار كابول بعد انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو من أفغانستان.