من الصحف الاسرائيلية
تناقلت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم تصريحات مايك بومبيو وزير الخارجية في إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب التأييد المطلق لإسرائيل في عدوانها على غزة وقال بومبيو بما يتعلق بالعدوان الأخير على غزة، في مقابلة أجرتها معه صحيفة يديعوت أحرونوت ونشرت مقاطع منها اليوم، “نحن في الإدارة السابقة، كنا سنفعل ذلك بشكل مختلف. كنا سنوضح فورا عن دعمنا لإسرائيل من دون تحفظ“.
وحول إعلان بايدن عن دعمه لإسرائيل خلال العدوان، قال بومبيو إن “هذا صحيح، الرئيس بايدن أدلى بكل تأكيد بالكلمات الصحيحة. لكنني أعتقد أن معظم الناس الذين شاهدوا خطابه أدركوا أن هذه كانت رسالة أخرى تماما“.
وأضاف أن هذا الإدراك جاء “لأنه بالضبط في الوقت الذي أدلى فيه بالأقوال المؤيدة لإسرائيل، حرر أموالا للفلسطينيين. وبالضبط عندما أطلق فمه هذه الاقوال، رفع عن الحوثيين تعريفهم كمنظمة إرهابية. وبالضبط عندما ألقى هذا الخطاب، جلس مندوبون أميركيون في فيينا وتحدثوا، وإن كان ذلك بشكل غير مباشر، مع الإيرانيين، حول كم مليار دولار يوشكون أن يعطوا لأولئك الحقيرين الذين يمولون حماس“.
وأشار بومبيو إلى أن صفقة بيع طائرات F35 للإمارات دفعت الأخيرة إلى توقيع اتفاقية تحالف وتطبيع علاقات مع إسرائيل. وقال إنه “كانت هناك سلسلة خطوات سمحت بالتوصل إلى الاتفاقيات ودفعها وتوقيعها في نهاية الأمر، وبضمنها النقطة التي تطرحها” وهي أن “التعهد للإماراتيين بصفقة بيع هذه الطائرات أقنعتهم بالتوقيع على الاتفاق مع إسرائيل”.
قال جنرال إسرائيلي إنه “لا مفر من قول الحقيقة أن حماس التي تسعى لتدمير إسرائيل، تدير ما يحدث في القدس من قطاع غزة، لأن منع أعضاء الكنيست من التنقل بحرية في المدينة المقدسة هو نقطة منخفضة للسيادة الإسرائيلية، في ظل أن حماس تفي بوعودها وتتسبب بانهيار هذه السيادة“.
وأضاف رونين إيتسيك قائد لواء المدرعات، والباحث في العلاقات العسكرية والاجتماعية، في مقال نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم” أن “هذه النتيجة الحتمية لخطة فك الارتباط والانسحاب من غزة، التي زعم مروجوها أنها ستحسن الوضع الاستراتيجي لإسرائيل، لكن تبين مع مرور الوقت أنه تم إنشاء دولة أخرى في العالم تسمى حماستان”، بحسب تعبيره.
وأوضح أن “الذراع العسكري لحماس حقق هدفا استراتيجيا دراماتيكيا بالسيطرة على القدس، هكذا بالضبط هو التوصيف الحقيقي الذي حصل، لأنه بات من غير الممكن أن تعقد في هذه المدينة ذات الحساسية الأمنية فعاليات يهودية بسبب الخوف من رد فعل حماس، بصراحة لم أتخيل هذا الوضع، لأنه من غير المفهوم وغير المعقول أن نمنح حماس السيطرة على المدينة“.
وأكد أنه “بسبب الخوف من تهديد حماس وصل الأمر بأن تمنع الشرطة أعضاء الكنيست، المنتخبون، من التنقل بحرية في القدس، رغم أن البعض يصف ذلك بالاستفزاز، وأنه يشعل المنطقة، ما يطرح السؤال: هل ما زالت القدس في أيدينا، لأن ما تشهده المدينة يعني أن الحكومة الإسرائيلية فقدت سيادتها، والادعاء بأن مسيرة الأعلام للمستوطنين تشكل خطرا على الأمن هو أكثر سخافة“.
وأضاف أن “الأكثر خطورة من ذلك أن تهديدات حماس باتت تمليها بوضوح، والقرارات التي اتخذتها إسرائيل عقب توصية الأجهزة الأمنية تعتبر فاضحة، وتشكل انتهاكاً خطيراً للأمن القومي لإسرائيل، وتعبر عن حقيقة مؤسفة بأنه لم يتم التوصل إلى ردع استراتيجي ضد حماس في نهاية حرب غزة الأخيرة، هذا هو الواقع، وهذه الحقيقة التي تعيدنا إلى السؤال الأساسي: لماذا لم نتصرف بشكل حاسم لتدمير القوة العسكرية لحماس؟“.
وأكد أن “هذا الوضع ينشأ بينما نصف سكان إسرائيل يتعرضون للقصف والقدس تتعرض لإطلاق صواريخ، وبوابة الدخول إلى إسرائيل مطار بن غوريون تحت النار، والحكومة الإسرائيلية فقدت سيادتها، وربما يكون قد فات الأوان، لكن يجب على الحكومة أن تتخذ القرارات الصحيحة من منطلق احتياجات أمنها القومي، لأن ما تقوم به أمام حماس هو استسلام فقط، ليس أكثر“.
وختم بالقول إن “الانحناء الإسرائيلي المتكرر في وجه حماس مرارا وتكرارا قاد إسرائيل إلى قاعدة مقلقة، وأفقدها الديمقراطية والسيادة، مما يعني أن الجيش بات مطالبا بالتدمير، مهما كان الأمر معقدا وصعبا، لأن هذا الواقع بات لا يطاق ويجب العمل بسرعة لتغييره جذريا”.