من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: مساعٍ أميركيّة نشطة لتحييد نتنياهو من حكومة الاحتلال… وبايدن يستقبل غانتس تفادياً لحرب إقليميّة / مبادرة برّي تصطدم بجدار الحسابات الطائفيّة… ودعوات لحكومة انتخابات من غير المرشحين / «القوميّ» يقاضي القوات طالباً حلّ حزبها: فيديوات تحريضيّة… والتذرّع بهتافات القوميّين ساقط /
كتبت البناء تقول: تبدو الأولويّة الأميركيّة الراهنة بعكس ما كان يسعى إليه الرئيس الأميركي جو بايدن، فالتخفف من مشاكل الشرق الأوسط للتفرّغ لمواجهة روسيا والصين أصيب بفشل ذريع، سواء بسبب تماسك الثلاثيّ الآسيوي الروسي الصيني الإيراني برفض عروض التسويات المنفردة، وتمسّكه بالحلف الذي يجمع بين أطراف هذا الثلاثي والذي أضعف الحضور الأميركي وأجبر واشنطن على البحث عن التسويات، أو بسبب المستجد الذي حملته التطورات الفلسطينية التي فاجأت واشنطن، وحملت معها مخاطر نشوب حرب إقليميّة مع ما أظهرته قوى المقاومة في غزة من قدرة على شلّ الكيان وتثبيت توازن ردع مع جيش الاحتلال، سواء بالقدرة على تهديد مدن الكيان بالصواريخ وفشل القبة الحديديّة بصدّها وسلاح الجو بتدمير مستودعاتها ومنصات إطلاقها، أو بفرض تخلّي جيش الاحتلال عن فرضيّة الحرب البرية، وصولاً لتهديد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بنشوب حرب إقليميّة إذا مُسّت القدس مجدداً بعدما كانت الشرارة التي أطلقت الحرب الأخيرة، وتبدو واشنطن منصرفة لدرء خطر نشوب هذه الحرب التي لا يبدو رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مكترثاً بوقوعها طالما يفترض أنها الطريق الوحيد لاستدراج واشنطن وتوريطها في هذه الحرب، إلى الحد الذي فرض انخراطاً أميركياً في تفاصيل اللعبة الحكومية لكيان الإحتلال ورسم أولوية عنوانها تحييد نتنياهو عن رئاسة الحكومة، لضمان حكومة تضبط إيقاع المشهد في القدس على قاعدة التهدئة، وبينما لا تخفي الأوساط الأميركية دعمها لحكومة يئير ليبيد ونفتالي بينيت وبني غانتس، وتشجع على ضمّ الكتل العربية في الكنيست لضمان الأغلبيّة، تستدعي غانتس كوزير للدفاع للقاء الرئيس بايدن، لضمان عدم تمكين نتنياهو من الإقدام على أي مغامرة يمكن أن تعزّز فرص نشوب حرب إقليميّة، ولتشجيع غانتس على دعم مشاريع حكومة تقصي نتنياهو.
تبدو المفارقة بقدر من التشابه بين حال لبنان وحال الكيان في مواجهة أزمة حكوميّة مستمرة منذ سنتين، وفي الحديث عن الانتخابات المبكرة كمخرج مفترض، وربما في الرهان على التصعيد لاستدراج تدخلات تحل أزمات الأطراف الذين يملكون قدرة الحل والربط في الملف الحكومي، سواء في ما تعتبره مصادر تيار المستقبل من اولوية للتيار الوطني الحر برفع العقوبات الأميركية عن رئيسه النائب جبران باسيل كثمن لتسهيل ولادة الحكومة، أو ما يعتبره التيار من أولوية الرئيس المكلف سعد الحريري بترتيب علاقته المأزومة بولي العهد السعودي كثمن لتسهيل المسار الحكومي، وما تراه مصادر مواكبة للمسار الحكومي بأن مثل هذه الرهانات تحمل في طياتها المخاطرة بأخذ البلد إلى الانهيار حتى تتحقق التدخلات المنشودة، وتقول المصادر المواكبة للملف الحكومي، إنه حتى لو تصح هذه القراءة في تفسير المواقف المتباينة التي لا تزال تعقّد ولادة الحكومة، فإن الحسابات الطائفيّة لفريقي التأليف لا تزال هي الجدار الذي اصطدمت به مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعدما صار واضحاً أن اولوية الفريقين هي بالحفاظ على درجة التوتر الطائفي التي حققها كل فريق في شارعه، ويخشى أن يفقدها مع أية تسوية حكوميّة، ويعتقد أن الحفاظ عليها حتى الانتخابات النيابية يشكل فرصة لتحقيق أفضل النتائج في الانتخابات المقبلة، وفي مواجهة هذا الاستعصاء الذي لا زال يحول دون تقدّم مبادرة آخر فرصة متاحة، كما وصف الرئيس بري مبادرته، وطالما أن الفريقين المعنيين، تيار المستقبل والتيار الوطني الحر يضعان الانتخابات النيابية المبكرة خياراً بديلاً، فإن الدعوات لتشكيل حكومة انتخابات من غير المرشحين رئيساً وأعضاء تشكل المخرج المناسب الوحيد الممكن، بأن لا يكون اعتذار الرئيس المكلف هزيمة أمام رئيس الجمهورية وفريقه، بل تسهيل لتسمية رئيس حكومة انتخابات توافقي، وسواء جرت الانتخابات المبكرة أم بقيت الانتخابات في موعدها، فنحن دخلنا مرحلة الانتخابات التي لا يفصلنا عنها سوى عشرة شهور فقط.
في الشأن الداخلي وفي ذكرى استشهاد الرئيس رشيد كرامي تواصلت المواقف المشيدة بمناقبية الرئيس الشهيد المندّدة بجريمة اغتياله، وبعد موقف الحزب السوري القومي الاجتماعي حول المناسبة، توجّه رئيس الحزب وائل الحسنية الى قصر العدل لرفع دعاوى قضائيّة على حزب القوات اللبنانية، طلباً لحل الحزب لتورطه بعمليات تحريضيّة واستعراضات مسلّحة، سعياً للفتنة، مشيراً الى أن تذرّع القوات بهتافات القوميين في شارع الحمراء للمطالبة بحل الحزب السوري القومي الاجتماعي ساقط أمام ما قدّمه الحزب من فيديوات قواتيّة مسلّحة تدعو للقتل وتحرّض على الفتنة.
الأخبار : لا حكومة
كتبت صحيفة ” الأخبار ” تقول : أزمة تأليف الحكومة انتهت إلى أسوأ مما كانت عليه قبل المسعى الأخير لحل المشكلة القائمة بين الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل من جهة، والرئيس المكلف سعد الحريري، من الجهة الأخرى. ليس أدلّ على أن الأزمة تزداد حدة سوى العبارات التي وردت في بيان تيار المستقبل أمس. ففي نظر الحريري، رئيس الجمهورية “يدير مستنقعاً سياسياً”، وقصر بعبدا “مؤسسة حزبية”، وعهد عون هو “عهد جهنّم” و”أسوأ العهود في تاريخ لبنان”، وباسيل ”يستخدم الرئيس عون“…
من قرر نشر هذا البيان هو الشخص الذي يفرض عليه الدستور تأليف الحكومة بالشراكة مع رئيس الجمهورية. وكلامه لا يدل على عمق الأزمة بينه وبين عون وباسيل وحسب، بل يوحي، قبل ذلك، بأنه لا يريد تأليف الحكومة، ما دام عون في قصر بعبدا. وما يؤكد هذا الاستنتاج أن البيان العالي اللهجة الذي أصدره “المستقبل”، أتى بذريعة الرد على باسيل الذي قال (في مؤتمر صحافي مخصص للإعلان عن اقتراح قانون للبطاقة التمويلية): ”لن نترك أي مجال إلا ونقوم به لأننا نريد اليوم حكومة برئاسة دولة الرئيس سعد الحريري. أما إذا حصلت مماطلة بالموضوع بعد مهلة الأسبوع التي حددها الرئيس نبيه بري، فسنطلب مجدداً من رئيس الجمهورية الدعوة الى طاولة حوار، لأن المكاشفة ووضع المشاكل على الطاولة ستؤدي حتماً الى تسهيل وتسريع تشكيل الحكومة، وهذا الحوار لا يمس أبداً بالأصول الدستورية بين رئيسَي الجمهورية والحكومة والتشاور مع الكتل النيابية كي تنال الحكومة الثقة، أما إذا تم الامتناع عن المشاركة في الحوار الجماعي فسنفكر بمبادرة جديدة واللجوء الى خطوات ضاغطة وملزمة لعملية التأليف”. كلام باسيل، بما يتضمّن من سحب لصلاحية تأليف الحكومة من الرئيسين إلى طاولة للحوار، يعني أيضاً أن رئيس التيار الوطني الحر لا يريد حكومة يرأسها سعد الحريري.
خلاصة التراشق بين الخصمين اللدودين، واللذين يفترض بهما أن يكونا شريكين في الحكومة المقبلة، أنْ لا حكومة قريباً. هذا “النقاش” سبقته اجتماعات أول من أمس في عين التينة (بين بري والحريري) والبياضة (باسيل وعلي حسن خليل وحسين الخليل)، كانت نتيجتها أن المفاوضات التي أجراها بري، مدعوماً من حزب الله، توقفت. الحريري قدم تشكيلة من 24 وزيراً “كانت مقبولة بنسبة كبيرة”، بحسب مصادر الوسطاء. وباسيل رد بأنه سيتشاور مع رئيس الجمهورية، لكنه عاد وأصرّ على رفضه أن يسمّي الحريري أي وزير مسيحي، وبالتالي أن تقتصر حصة رئيس الحكومة وحليفه وليد جنبلاط على 6 وزراء، في مقابل 8 وزراء لعون والتيار، علماً بأن الاتفاق الأولي كان يقضي بتأليف حكومة من ثلاثة أجزاء متساوية العدد (8 – 8 – 8). وقد ردّ الحريري على رفض باسيل، بالإصرار على أن تكون حصته 8 وزراء.
كان من المفترض عقد اجتماع آخر بين باسيل والخليلين، لكن رئيس تكتل “لبنان القوي” فاجأ الوسطاء بمؤتمره أمس الذي دعا فيه إلى طاولة حوار. وتساءلت مصادر الثنائي عما إذا كانت هذه الدعوة هي رفض غير مباشر للتشكيلة، مستغربة أصل الدعوة “طالما أن الطرفين الأساسيين يرفضان الاجتماع”. وقد اعتبر الحريري الدعوة إلى عقد طاولة للحوار في بعبدا محاولة لمصادرة صلاحيات الرئيس المكلّف تأليف الحكومة، فيما أكدت مصادره أنه لن يعتذر، وسيتمسك بورقة التكليف. أما رئيس التيار الوطني الحر، فلا يزال يدرس إمكانية الاستقالة من مجلس النواب.
بين الحريري وبري، كان ثمة نقاش وصل الى تفاصيل الحقائب والأسماء. وقبل يوم أمس، كان رئيس المجلس قد وصل إلى اقتناع مفاده أن رئيس “المستقبل” لا يريد تأليف الحكومة. لكن رفض باسيل للتشكيلة الأخيرة، أعاد إليه صفة “المعطّل” في نظر برّي.
ماذا بعد فشل ما يمكن اعتباره آخر مساعي التأليف؟ أسهم “حكومة الانتخابات” ترتفع؟
الديار : الاجواء الحكومية الايجابية تتلاشى وسط تقرير سوداوي لـ”البنك الدولي” اسرائيل تتوعد حزب الله : ما كان في غزة سيكون عشرة أضعاف في لبنان مجلس “الشورى” للمصارف : ادفعوا للمودعين بالدولار!
كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : وكأن كل التقارير الدولية التي تحذر من غرق لبنان وتوصف أزمته من ضمن الازمات “الأسوأ عالميا”، وآخرها تقرير “البنك الدولي”، لا تصل الى حكامنا الذين تخطوا مرحلة “الدلع السياسي” بملف تشكيل الحكومة وباتوا يمارسون “العهر السياسي” في ظل تمسكهم بسقوفهم المرتفعة واستمرار كباشهم حول وزير بالزائد وآخر بالناقص. وبحسب معلومات “الديار” فقد تلاشت كل الايجابيات التي تم الترويج لها في الايام القليلة الماضية على خلفية اعادة عين التينة تشغيل محركاتها وعودة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى بيروت، وعادت السوداوية تطغى على الملف ككل. وقالت مصادر مطلعة على المفاوضات الحاصلة انه “بات محسوما ان الحريري غير متحمس للتشكيل كونه لم ينجح بعد كل هذه الفترة من الحصول ليس فقط على ضوء اخضر سعودي انما على ضوء اخضر خليجي، لذلك هو يعتبر تشكيل حكومة لن تحظى برضى ودعم الخليج اشبه بعملية انتحار لا يزال يتفاداها”. واعتبرت المصادر ان “التفاصيل الحكومية التي يتم تصويرها كاشكاليات وابرزها تسمية الوزيرين المسيحيين من خارج حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ليست الا غطاء يتلطى فيه الحريري لعدم التأليف مع اقترابه اكثر من اي وقت مضى من عتبة الاعتذار”. وشددت على ان الامور مفتوحة اليوم على كل الخيارات والارجح ان كل القوى لن تبادر اليوم لاعلان الفشل انما تعطي نفسها مجالا حتى مطلع الاسبوع المقبل حتى تكون قد حسمت خياراتها التي وضعت جميعها اليوم على الطاولة“.
ورفضت مصادر “المستقبل” تحميل الحريري مسؤولية فشل المساعي الجديدة “وتكرار اسطوانة انتظاره ضوءا اخضر من هنا او من هناك”، وقالت لـ “الديار”:”ما جعل الجو السلبي طاغيا هو عدم وجود جواب عند باسيل.. فموقف سعد الحريري هو حكومة من غير الحزبيين ومن دون ثلث معطل”.
من جهتها، اعتبرت مصادر قريبة من الرئيس عون انه من المبكر الحديث عن سلبية والوصول الى حائط مسدود بالملف الحكومي، لافتة في حديث لـ “الديار” الى ان “الحريري قدم صيغا تم الرد عليها بأفكار واقتراحات من قبل الوزير باسيل يفترض ان تكون تتم دراستها”. واضافت المصادر:”صحيح ان الرئيس الحريري لا يزال متمسكا بمواقفه لكن الرئيس بري طلب مزيدا من الوقت لاستكمال المساعي”، مشيرة الى ان “تسمية الوزيرين المسيحيين من خارج حصة رئيس الجمهورية، تبقى ابرز العقد”.
وخلال مؤتمر صحافي عقده بالامس، اكد رئيس تكتل “لبنان القوي” جبران باسيل تأييده بشكل كامل لمسعى الرئيس بري بمعاونة حزب الله من اجل الاسراع بتأليف الحكومة، مشددا على ان رئيس الجمهورية “لا يريد اي وزير اضافي على الثمانية ويؤيد اي آلية او وسيلة لتسمية وزراء لا يمتون اليه لا سياسيا ولا بأي صلة كأن يكونوا من المجتمع المدني”. واضاف:”بما يعنينا سنطفئ اي ذريعة جديدة لعدم تشكيل الحكومة وان كان من الواضح ان هناك “فبركة” للحجج لعدم التأليف”.
النهار : خيارات تصعيدّية وبري ينتظر جواب باسيل
كتبت صحيفة ” النهار ” تقول : لم تحمل الساعات الأربع والعشرون الأخيرة التي أعقبت انطلاق الحركة السياسية الكثيفة على خلفية تفعيل مبادرة رئيس مجلس النواب #نبيه بري لتذليل عقبات #تشكيل الحكومة ما يبدل الانطباعات المتشائمة، حيال فرصة ”نجاة” هذه المبادرة ومعها فرصة استيلاد الحكومة. بل ان معالم الشكوك في ان يمرّ الأسبوع الحالي الذي يتردد انه يشكل مهلة حاسمة لبت مصير المبادرة قبل ان يسحبها صاحبها في حال اصطدمت بالاخفاق، زادت بقوة في ظل المراوحة المكشوفة التي طبعت مجمل التحركات وخصوصا لجهة “تزخيم” آليات رمي بالونات الاختبار حول البدائل الوشيكة بعد ان يثبت اخفاق الجهود المتجددة وذهابها ادراج الرياح. ذلك انه بدا واضحا ان “الأفكار البديلة” التي كثر الحديث عنها امس من مثل اعتذار الرئيس المكلف #سعد الحريري او #استقالة نواب “#التيار الوطني الحر” وتيار “المستقبل” أيضا ومن ثم تلويح رئيس “التيار الوطني الحر” النائب #جبران باسيل بالمطالبة بطاولة حوار في بعبدا من باب “التهويل” بالخيارات الاستثنائية. كل هذا لا يترك ادنى شك في ترنّح الجهود الجديدة التي تولاها الرئيس نبيه بري وتجاوب معها الرئيس الحريري، وعادت الأمور الى معادلة التعطيل إياها التي يقف وراءها العهد وتياره السياسي بما يكشف عدم وجود قرار حقيقي بالافراج عن الحكومة.
وبرز مؤشر مهم وبارز حيال ما بلغته مبادرة الرئيس بري حين أجاب رئيس المجلس ليلا “النهار” على سؤالها اين وصلت المبادرة بقوله انه ينتظر الاجوبة على مبادرته والمخرج المساعد الذي وضعه لتسهيل الحكومة، وكان قد بحث كل هذه التفاصيل مع الرئيس المكلف في اجتماعهما الأخير في عين التينة. ورداً على سؤال “النهار” عن موقف الرئيس الحريري أجاب الرئيس بري: “الحريري موافق على مبادرتي وانتظر جواب جبران باسيل“.
وكانت بعض المعطيات اشارت الى ان تم التوافق على حكومة 24 وزيرا من ناحية الحصص والحقائب، لكن الخلاف لا يزال على تسمية العهد لوزيرين مسيحيين فوق ثمانية وزراء حصته وحصة تياره. ونقل عن مصادر عين التينة حرصها على التأكيد ان الاتصالات ستستكمل على رغم علم المطلعين على مفاوضات التشكيل ان العقبات لا تزال تحول دون التوصل الى اتفاق لاسيما لناحية تسمية الوزيرين المسيحيين.
اللواء : حرب باسيل الحريري تطيح وساطة برّي .. وعتمة غجر تطبق على اللبنانيين!
كتبت صحيفة ” اللواء ” تقول : وعد وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر، وصدق بوعده.. ها هي الكهرباء، تقترب من الانطفاء، فمنذ فجر أمس، والتقنين يتقدّم على ما عداه، بدل 6 ساعات كهرباء، ومثلها انقطاع، انخفضت النسبة إلى 3 ساعات كهرباء، وأكثر من مثلها عتمة، ضمن جدولة تقضي بالمضي قدماً بإقفال معامل توليد الطاقة من الذوق إلى الجية وسائر المعامل الجديدة والقديمة، بانتظار أيام قليلة ويصبح الأمر مقضياً.
فمخزون الفيول في طريقه إلى النفاد، وفيول العراق على طاولة المفاوضات والاتفاق لسدة الثغرة، وسط كلام ان مصرف لبنان وافق على فتح اعتماد لباخرة فيول اويل لمعمل الذوق القديم، لكن موافقة المصرف المعتمد لدى مؤسسة كهرباء لبنان تؤخّر عملية إفراغ الحمولة من الفيول ليستمر المعمل بالعمل.
وعلى جبهة الدواء وفقدانه من الصيدليات، الوضع ليس أفضل حالاً والمشكلة في السجال الحاصل بين وزارة الصحة ومصرف لبنان حول تغطية الدعم لأدوية الأمراض المستعصية.
وللأسبوع الثاني على التوالي، تستمر محطات الوقود في اذلال المواطنين عبر الصفوف الطويلة، والذليلة للحصول على بعض من بنزين أو مازوت لتيسير الأمور..
وفي المشهد المضطرب، تستمر رابطة موظفي الإدارة العامة بالإضراب ويرفض الموظفون الدائمون والمتعاقدون والمياومون العودة إلى العمل بدوام كامل، في ظل أزمة المحروقات، وقبل تصحيح الرواتب، ليتمكنوا من الذهاب والاياب إلى مراكز أعمالهم، لا سيما الموظفون الذين يسكنون في منازل بعيدة أو خارج العاصمة.
وعند حافة الهاوية، يلعب المعنيون بتأليف الحكومة، في وضع لم يسبق ان شهد لبنان له مثيلاً في تاريخه الحديث..
الجمهورية : سجال “التيّارين” يُهدّد المبادرات وعون لن ينتظر الحريري طويلاً
كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : إيجابيات النهار بدّدتها سلبيات الليل، ما هدد بفشل المساعي والمبادرات الجديدة الجارية لتأمين ولادة الحكومة، الامر الذي قد يضع البلاد أمام أفق مجهول، ذلك انّ السجال العنيف الذي تجدد مساءً بين تيار “المستقبل” و”التيار الوطني الحر” دَلّ على انّ اي تقارب عملي حول الاستحقاق الحكومي لم يحصل بعد، ويخشى ان لا يحصل لأنّ مضمون السجال ومادته هذه المرة تتميّز بالقسوة التي بلغت بـ”المستقبل” حد إطلاق “هاشتاغ” بعنوان “رئيس جهنم” على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار مخاوف على مصير مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري ومساعي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي اجرى اتصالات بين عين التينة وبيت الوسط ليل امس، وحسب المعلومات التي حصلت عليها الجمهورية فإن الراعي سيزور بعبدا بعد ظهر اليوم للقاء الرئيس عون لإخراج الاستحقاق الحكومي من عنق الزجاجة.
فيما يقود ثنائي “حزب الله” وحركة “أمل” عملية الدفع من أجل ولادة الحكومة في اتجاه ثنائي رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، تبدو المهمة صعبة ولكن غير مستحيلة. صعبة لأنّ العلاقة بين الرئيسين معدومة الثقة، وتجربة التكليف عمّقت هذه الهوة. وغير مستحيلة كون المساحات المشتركة موجودة دائماً، ونقاط الخلاف شخصية أكثر منها سياسية، ولأنّ البلاد، وهذا الأهم، بحاجة إلى حكومة، ولم تعد تحتمل استمرار الفراغ المفتوح على الأسوأ مالياً، وبالتالي هل تنجح قوة الدفع الثنائية في تقريب المسافات بين عون والحريري؟
ما زال التصعيد السياسي بين قصر بعبدا وبيت الوسط سيد الموقف، والأهم الشروط والشروط المتبادلة، ولا يكفي ان تكون النيات صافية للتأليف في حال وجدت، وهي مبدئياً غير موجودة، إنما يجب ان يكون هناك استعداد لتضييق الفجوات، الأمر غير الموجود حتى اللحظة، حيث يصرّ كل طرف على شروطه وأفكاره، وفي حال لم يحصل تنازل مشترك نحو المساحة التي تسمح بالتأليف، فإنّ الفرصة التي لاحت في الأفق ستتبدّد سريعاً.